Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

مواقع التواصل الاجتماعي "تزيل 2 في المئة فقط" من محتوى يرفض اللقاحات 

التحذير من تلقي الناس للقاح قد "لا يساعد في القضاء على فيروس كورونا" بسبب الأكاذيب التي تُقدم للأفراد على وسائل التواصل

بعض نظريات المؤامرة عبر عنها متظاهرون تجمعوا في ميدان الطرف الأغر في قلب لندن (غيتي)

كشف تقرير أُعد حديثاً في بريطانيا أن شركات التواصل الاجتماعي لم تقم بحذف سوى 2 في المئة فقط من التدوينات على منصاتها، التي تنشر معلومات خاطئة عن اللقاحات المضادة لفيروس "كوفيد - 19".

وبحسب نتائج أبحاث أجراها "مركز مكافحة الكراهية الرقمية" Centre for Countering Digital Hate (مؤسسة غير ربحية مركزها لندن) بالاشتراك مع وكالة Restless Development (منظمة تُعنى بتطور الفئات الشبابية)، تبين أن التدوينات التي تُنشر على وسائل التواصل الاجتماعي، والتي تدعي أن اللقاحات المضادة لعدوى "كورونا" سامة وتسبب داء السرطان ويمكن حتى أن تغير الحمض النووي للأشخاص الذين يتلقونها، قد سُمح لها بأن تبقى على صفحات الإنترنت.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وتحدثت في المقابل منشورات أخرى عن أن وباء فيروس "كورونا" قد ابتُدِع وزُوِر لفرض هذه التطعيمات الإلزامية، أو أن حقن اللقاحات المضادة للإنفلونزا تجعل الناس أكثر عرضة للإصابة بالفيروس.

 في هذا الإطار، ذهب بعض المشككين إلى التحدث عن نظريات المؤامرة (على أوسع نطاق) المتعلقة بمؤسس "مايكروسوفت" بيل غيتس، وتكنولوجيا الجيل الخامس من الاتصالات 5G، والمسؤول الطبي الأميركي الدكتور أنطوني فاوتشي.

 في سياق الردود المتفاعلة مع هذه المنشورات على الإنترنت، هدد بعض مستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي باعتماد العنف ضد الشخصيات المذكورة وصولاً إلى قتلها، وتوجهوا بالوعيد أيضاً إلى وسائل الإعلام والسياسيين و"كبريات شركات الأدوية".

وجاء في التقرير الذي صدر يوم الخميس الفائت، أن من بين 912 منشوراً كاذباً أطلقتها مصادر مناهضة للقاح المضاد لـ"كورونا" وأُبلِغ عنها عبر منصات "فيسبوك" و"تويتر" و"إنستغرام" و"يوتيوب"، جرى التعامل مع نحو 5 في المئة فقط منها.

وبحسب التقرير أيضاً، فقد أزيل في المجموع 2.3 في المئة من تلك المنشورات، وحُذف 0.3 في المئة من حسابات أصحابها، ووُضعت إشارة على 2.3 في المئة منها على أنها زائفة، لكنها أبقيت على الإنترنت.

ولفت "مركز مكافحة الكراهية الرقمية" CCDH إلى أن الجمهور الذي يدخل إلى الصفحات المعادية للتطعيم على كل من "فيسبوك" و"تويتر" و"غوغل"، بدا كأنه ينمو من حيث العدد بشكل سريع خلال فترة الوباء. وأشار إلى وجود أدلة على أن "المعلومات الخاطئة يُجرى توجيهها بشكل متعمد كي تستهدف جماهير السود والأقليات العرقية"، الذين ثبت أنهم أكثر عرضة لخطر الإصابة بفيروس "كورونا" في المملكة المتحدة".

بعض النظريات التي سُلِط الضوء عليها في التقرير، عبر عنها متظاهرون تجمعوا في ميدان "ساحة الطرف الأغر"  Trafalgar Square وسط لندن يوم السبت، من خلال إعلان معارضتهم لقيود الإغلاق، واللقاحات، وشبكة الجيل الخامس من الاتصالات، والمؤامرات المؤسسية المُحاكة بحسب اعتقادهم.

الرئيس التنفيذي لـ"مركز مكافحة الكراهية الرقمية" عمران أحمد، رأى أن "لقاح فيروس ’كورونا" هو أفضل أمل لنا للعودة إلى الحياة الطبيعية. لأن عدم النجاح في القضاء على هذا المرض بسبب الأكاذيب التي تُساق للناس عبر "وسائل التواصل الاجتماعي" سيكون مأساة حقيقية".

 أضاف أحمد، "في الوقت الذي قدمنا فيه تضحيات كبيرة للحفاظ على مجتمعنا آمناً، تقوم شركات وسائل التواصل الاجتماعي بتقويض تلك الجهود من خلال الفشل في فرض سياساتها الخاصة، وفي التجاوب مع مطالبات لها باتخاذ موقف إزاء التضليل الإعلامي الخطير. وقد أثبتت شركات التكنولوجيا الكبيرة أنها لا تهتم بالموضوع، ولن تتخذ إجراءات في هذا الشأن، وأنها تدير أذناً صاغية فقط عندما تكون أرباحها على المحك".

ورأى الرئيس التنفيذي لـ"مركز مكافحة الكراهية الرقمية" أن للحكومة البريطانية دوراً في هذا االمجال، داعياً إياها إلى أن "تستحدث تشريعات على وجه السرعة من شأنها أن تضمن قيام منصات التواصل بالقضاء على الكراهية والمعلومات المضللة التي تعرض أرواح الناس للخطر".

 في هذا السياق، وجهت مجموعة من الأطباء والناشطين رسائل إلى وزراء الثقافة والصحة والداخلية في المملكة المتحدة، يدعونهم فيها إلى إصدار تشريعٍ "لتفادي انتشار أكاذيب خطيرة تتعلق بالصحة والطب ومنع وصولها إلى الملايين من الناس".

وطالب أفراد المجموعة بإحالة "مشروع قانون مكافحة المحتوى الضار على الإنترنت" Online Harms Bill إلى البرلمان، "في أقرب فرصة ممكنة"، بعدما كانت الحكومة قد تلكأت غير مرة عن المضي فيه. ويتضمن هذا المشروع مقترحات تتعلق بتنظيم "وسائل التواصل الاجتماعي" لحماية المستخدمين.

وأشارت الرسالة إلى أبحاث مفادها أن الحملة الدعائية "المضادة للقاحات" تنال اهتمام مزيد من الناس الذين يعتبرونها بمثابة تجارب تهدف إلى قياس مدى تقدم لقاح فيروس "كورونا". وأوضحت أن "من الواضح أنه لا يمكن الاعتماد على شركات التواصل الاجتماعي لإصلاح هذه المشكلة بنفسها".

هذا التحذير يأتي بعدما كان جيل دو كيرشوف "منسق مكافحة الإرهاب في الاتحاد الأوروبي" قد نبه إلى أن أشكالاً جديدة من الإرهاب تستند إلى نظريات المؤامرة، قد تظهر بعد وباء فيروس "كورونا".

ولفت دو كيرشوف إلى أن المعتقدات التي تقول بأن تكنولوجيا الجيل الخامس من الاتصالات 5G ضارة، كانت قد تسببت بسلسلة من أعمال التخريب، وأنه "نظراً إلى كمية المعلومات المضللة التي تُنشر عبر الإنترنت، يمكننا أن نتوقع حدوث أمثلة على ذلك أكثر خطورة في المستقبل".

ما هو موقف شركات التواصل الاجتماعي الكبرى من الموضوع؟

متحدث باسم "فيسبوك" أوضح أن الشركة "اتخذت خطوات صارمة للحد من انتشار معلومات مضللة بشأن الفيروس"، بحيث أزالت أكثر من 7 ملايين تدوينة في الفترة الممتدة ما بين شهري إبريل (نيسان) ويونيو (حزيران)، ووضعت إشارات تحذير على نحو 98 مليون أخرى.

 تابع المتحدث قائلاً إنه "إضافة إلى ذلك، فإننا نعمل على الحد من إمكانية الوصول إلى المعلومات الخاطئة عن اللقاحات أثناء البحث عبر منصاتنا، ولا نعرضها في نتائج البحث، أو ننبه إليها على "فيسبوك" و"إنستغرام"، ولا نسمح بها في أي من الإعلانات".

أما موقع "تويتر" فأكد أنه اعتمد تدابير مثل خاصية "موجه البحث" التي تقود المستخدمين نحو المعلومات التي تكون موضع ثقة عن اللقاحات، كتلك التي تقدمها هيئة "الخدمات الصحية الوطنية" NHS، لكنه أشار إلى أنه لا يمكن له اتخاذ إجراء بخصوص كل تغريدة تُنشر على منصاته.

وجاء في بيانٍ صادر عن الموقع، "نحن نعطي الأولوية في إزالة محتوى يتعلق بعدوى "كوفيد – 19" عندما يتضمن دعوة إلى التحرك أو اتخاذ إجراء ما قد يتسبب بأضرار. وكما قلنا سابقاً، لن نتخذ تدابير قسرية بشأن كل تغريدة تحتوي على معلومات غير مكتملة أو متنازع عليها بخصوص فيروس كورونا".

وخلص البيان الصادر عن "تويتر" إلى القول إنه "منذ البدء بتطبيق هذه السياسات الجديدة في الثامن عشر من مارس (آذار) الماضي، وعندما قمنا بمضاعفة جهودنا في مجال تطوير تقنياتنا، فإن أنظمتنا الآلية تمكنت من مواجهة ملايين الحسابات التي كانت تستهدف المناقشات المتعلقة بعدوى "كوفيد – 19" لبث سلوكيات مؤذية واستغلالية".

© The Independent

المزيد من متابعات