Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

البيت الأبيض يدعو روسيا إلى "احترام" سيادة بيلاروسيا

أعلنت دول البلطيق الرئيس ألكسندر لوكاشنكو شخصاً غير مرغوب فيه

محتجون في العاصمة البيلاروسية مينسك يواجهون قوات مكافحة الشغب (أ ف ب)

دعت الولايات المتحدة، الاثنين 31 أغسطس (آب)،  روسيا "لاحترام سيادة" بيلاروسيا، رداً على الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الذي أعرب عن استعداده للتدخل في حال تفاقمت الاحتجاجات ضد الرئيس ألكسندر لوكاشنكو، في حين أعلنت كل من إستونيا ولاتفيا وليتوانيا الأخير شخصاً غير مرغوب فيه.

وقالت المتحدثة باسم البيت الأبيض كايلي ماكاناني "على روسيا احترام سيادة بيلاروسيا وحق شعبها في انتخاب قادته بحرية وإنصاف"، مضيفةً "يثبت العدد الضخم من البيلاروسيين الذين يتظاهرون سلمياً بوضوح أن الحكومة لم تعد قادرةً على تجاهل نداء الشعب المطالب بالديمقراطية".

وأوضحت ماكاناني أن واشنطن تدعم مبدأ إجراء تحقيق في "المخالفات الانتخابية وانتهاكات حقوق الإنسان وأعمال القمع من قبل الحكومة".

احتجاجات مينسك

نزل عشرات آلاف المتظاهرين إلى شوارع مينسك ومدن كبرى في بيلاروسيا، الأحد، للمطالبة برحيل لوكاشنكو المتهم بتزوير الاقتراع الرئاسي في 9 أغسطس، وكانت شرطة مكافحة الشغب حاضرةً بقوة، وقامت بعشرات التوقيفات، فيما ظهر لوكاشنكو في مقر إقامته الرئاسي مرتدياً سترةً واقيةً للرصاص، وحاملاً سلاحاً نارياً، علماً بأنه يرفض أي حوار مع المعارضة التي دخل تحركها أسبوعه الرابع.

والخميس الماضي، دعا الرئيس الروسي الذي تضطلع بلاده بدور محوري لتسوية هذه الأزمة، إلى الحوار، لكنه أعرب عن استعداده لنشر قوات في بيلاروسيا في حال تدهور الوضع.

في المقابل، دعا الاتحاد الأوروبي، في اليوم التالي، موسكو إلى "احترام الخيارات الديمقراطية" لشعب بيلاروسيا، والامتناع عن التدخل في هذا البلد، وأكدت فرنسا أن تدخل روسيا سيكون "أسوأ" ما قد يحصل.

لوكاشنكو غير مرغوب فيه

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

إلى ذلك، أعلنت دول البلطيق الثلاث التي تعد، إلى جانب بولندا، من بين أقوى المعارضين للنظام البيلاروسي، أنها أدرجت لوكاشنكو ونحو 30 من كبار المسؤولين في نظامه على القائمة السوداء، ومنعوا من دخول أراضيها.

وقال وزير خارجية ليتوانيا، ليناس لينكيفيشيوس، لوكالة الصحافة الفرنسية "نوجه رسالةً مفادها بأننا في حاجة إلى القيام بما هو أكثر من إصدار بيانات. علينا أيضاً القيام بتحرك ملموس".

واعتبر الناطق باسم وزارة الخارجية البيلاروسية، أناتولي غلاز، في تصريحات نقلها موقع الوزارة، أن هذه "الضغوط" تأتي بنتائج عكسية، ووعد برد "مناسب" يستهدف الدول الثلاث.

ويدرس الاتحاد الأوروبي الذي رفض نتيجة الانتخابات الرئاسية في بيلاروسيا، فرض حظر سفر وتجميد أصول نحو 20 مسؤولاً بيلاروسياً، لكن القائمة تتطلب موافقة جميع الدول الـ27 الأعضاء في التكتل. ولا يزال الاتحاد يدرس ما إذا كان سيدرج لوكاشنكو ضمن هذه القائمة أم لا؛ إذ تخشى بعض الدول من أن معاقبته شخصياً قد تعوق وساطة محتملة بين السلطة والمعارضة.

التضييق على المعارضة

وليتوانيا التي تقود الجهود الدبلوماسية الأوروبية بشأن بيلاروسيا، فتحت أبوابها للمعارضة البيلاروسية زفيتلانا تيخانوفسكايا، التي طعنت بفوز لوكاشنكو. ويضاعف نظام هذا الأخير التدابير التي تستهدف شخصيات المعارضة والأصوات المنتقدة، إذ ألقي القبض، الاثنين، على مسؤولة في "مجلس التنسيق" الذي شكلته المعارضة تمهيداً لعملية انتقالية سلمية في البلاد، بعد عملية تفتيش لمنزلها.

وتعد ليليا فلاسوفا، وهي قاضية بارزة تبلغ 67 عاماً، ثالث عضو بارز في "مجلس التنسيق" يتم اعتقاله، وسبق أن حكم على اثنين آخرين الأسبوع الماضي بالسجن لمدة عشرة أيام، في حين استُجوِب أعضاء آخرون، مثل الحائزة جائزة نوبل للآداب سفيتلانا أليكسيفيتش.

وحُكم على الرئيس المشترك للجنة الإضراب في مصنع "بيلاروسكالي" للبوتاس، أناتولي بوكون، بالسجن 15 يوماً. ومنع رئيس الكنيسة الكاثوليكية في بيلاروسيا، الذي تحدث مراراً وتكراراً ضد القمع الذي تمارسه السلطات، من دخول البلد، وأوضح الناطق باسمه لوكالة الصحافة الفرنسية، أنه "عاد إلى بولندا"، مؤكداً أنه لم يحصل على أي تفسير من السلطات البيلاروسية.

وسحبت السلطات البيلاروسية، السبت، اعتمادها من العديد من الصحافيين الأجانب، بما في ذلك وكالة الصحافة الفرنسية، من دون تقديم أي تفسير. وأوقف تسعة صحافيين خلال نهاية الأسبوع، وفقاً لرابطة الصحافيين البيلاروسية.

إجراء استفتاء

كان لوكاشنكو، في لفتة صغيرة تجاه المعارضة، قد أثار، الاثنين، فكرة إجراء استفتاء حول إصلاحات دستورية، من دون أن يعطي أي تفاصيل محددة. وقال في تصريحات نقلتها وكالة "بيلتا" الرسمية "أريد أن تدفع هذه التغييرات بمجتمعنا إلى الأمام"، مقراً بأن بيلاروسيا كان يحكمها "نظام استبدادي نوعاً ما". وتابع "أنا مستعد للنقاش مع أي شخص بأن المحكمة الأكثر استقلالية هي في بيلاروسيا"، مشيراً إلى أن أفراد الشعب سيتمكنون من "إعطاء رأيهم: ما يريدونه وما لا يريدونه"، ومؤكداً أن "الذين يصرخون أنهم مع التعديلات" أقلية.

وقبل الانتخابات الرئاسية، كان لوكاشنكو يتهم موسكو بالرغبة في زعزعة استقرار نظامه، إلا أنه تحول كلياً منذ ذلك الحين وضاعف التصريحات المدوية ضد "مؤامرة" غربية، حتى إنه اتهم حلف شمال الأطلسي (ناتو) بالقيام بمناورات على حدوده.

اقرأ المزيد

المزيد من دوليات