Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

ماذا قال موفد الجيش الجزائري لشقيق بوتفليقة؟

أكد قائد الأركان أن "التمسك بالأطر الدستورية" هو الضمانة الوحيدة لـ"استمرارية مؤسسات الدولة"

قالت مصادر مقربة من مركز القرار العسكري في الجزائر إن قيادة الجيش حرصت على توخّي الدقة في الصياغة التي اعتمدها رئيس هيئة الأركان في خطابه اليوم، بشأن تفعيل شغور منصب الرئيس، وفقاً للمادة 102 من الدستور الجزائري. فقد اكتفى الخطاب بـ"الدعوة" إلى تفعيل تلك المادة، في حين أن الأمر يتعلق بقرار عسكري يقضي بإنهاء مهمات الرئيس. وأضاف المصدر أن تلك الصياغة القانونية تعكس "حرص قيادة الجيش على احترام الإجراءات الدستورية، لتفادي اتهامه بتدبير انقلاب عسكري".

وكانت أطراف عدة في الحراك الاحتجاجي طالبت الجيش، طوال الأسابيع الماضية، بـ"تحمل مسؤولياته التاريخية" حيال "إصرار شلة الرئيس على الاستمرار في الحكم بعد نهاية الولاية الرئاسية الحالية". ووجهت حركة "مواطنة"، التي كانت وراء إطلاق شرارة الاحتجاجات في 22 فبراير (شباط) 2019، نداءً الى رئيس الأركان لمناشدته "الكف عن التصرف كجندي في خدمة عصابة تريد البقاء في الحكم خارج أي أطر دستورية، والتصرف كقائد للمؤسسة العسكرية المخولة حماية المؤسسات الدستورية للبلاد".

من هذا المنطلق، حرص قائد الأركان في خطابه على تأكيد "التمسك بالأطر الدستورية" التي قال إنها الضمانة الوحيدة لـ"استمرارية مؤسسات الدولة". ووفقاً للمصدر الأمني الذي تحدثت إليه "اندبندت عربية"، فإن هدف هذه الصياغة "منح قرار المؤسسة العسكرية غطاءً قانونياً، بوصفه إعادة الأمور إلى نصابها القانوني". لكن ما حدث في كواليس القرار العسكري يختلف كثيراً عما أُعلن رسمياً.

وكشف المصدر أن مساعي متعددة بُذلت لدى المحيط المقرب من الرئيس بوتفليقة لإقناعه بالتنحي طوعاً. وآخرها اجتماع بين أشقاء الرئيس وموفدين عن المؤسسة العسكرية، عُقد قبل أقل من أربع ساعات على خطاب رئيس الأركان. وقال المصدر إن موفدي الجيش سعوا لاقناع الرئيس والمقربين منه بقبول "مخرج مشرف" يتمثل في إعلان الرئيس بوتفليقة قرار تنحيه طوعاً، في صيغة رسالة استقالة من المنصب الرئاسي لأسباب صحية. وهو حلٌّ كان من شأنه أن يحفظ للرئيس بوتفليقة ماء الوجه، باعتبار أنه سبق أن تحدث في رسالته إلى الشعب يوم 11 مارس (آذار) الماضي بأن سنّه وحالته الصحية لا تخولانه الاستمرار في الحكم.

لكن المصدر قال إن مقترح الاستقالة لم يلقَ قبولاً لدى "المحيط المقرب من الرئيس"، في إشارة إلى شقيقيه سعيد وناصر بوتفليقة. وهذا ما جعل النقاش يأخذ منحى عاصفاً، إذ كشف المصدر أن مشادة كلامية حادة نشبت بين موفدي الجيش وأشقاء الرئيس، ووصلت الى أن أحد الموفدين العسكريين قال لشقيق الرئيس بصيغة تهديد واضحة: "البلاد تقف على حافة البركان، وشقيقك مشغول بمجده الشخصي فحسب. وإذا كان مصرّاً على أن  يموت رئيساً، فإننا يمكن أن نساعده في ذلك"! 

المزيد من العالم العربي