على وقع التظاهرات المستمرة في طرابلس احتجاجاً على تردي الأوضاع المعيشية في البلاد، أعلنت حكومة الوفاق الوطني الليبية، مساء الجمعة 28 أغسطس (آب)، إيقاف وزير الداخلية عن العمل احتياطاً وإحالته على تحقيق إداري، على خلفيّة إطلاق مسلّحين النار على متظاهرين سلميّين في العاصمة الأسبوع الماضي.
وقال المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق، في بيان، إنه قرّر "إيقاف وزير الداخلية فتحي علي باشا آغا احتياطاً عن العمل ومثوله للتحقيق الإداري أمام المجلس الرئاسي خلال أجَل أقصاه 72 ساعة من تاريخ صدور هذا القرار".
وأضاف البيان أنه سيتم التحقيق مع الوزير "بشأن التصاريح والأذونات وتوفير الحماية اللازمة للمتظاهرين والبيانات الصادرة عنه حيال التظاهرات والأحداث الناجمة عنها التي شهدتها مدينة طرابلس وبعض المدن الأخرى خلال أيام الأسبوع الماضي والتحقيق في أي تجاوزات ارتُكبت في حقّ المتظاهرين".
كما قرّر المجلس "تكليف وكيل وزارة الداخلية العميد خالد أحمد التيجاني مازن بتسيير مهام الوزارة".
باشا آغا يمتثل للقرار
وسارع الوزير الموقوف عن العمل إلى إعلان امتثاله للقرار، مطالباً بأن تكون جلسة التحقيق علنيةً ومتلفزةً. وقال في بيان، "أتشرّف باستعدادي للمثول للتحقيق وكشف الحقائق كما هي، من دون مجاملة ولا مواربة".
وطالب باشا آغا "بأن تكون جلسة المساءلة والتحقيق علنيّةً ومنقولةً إعلامياً على الهواء مباشرةً لإبراز الحقائق أمامكم وأمام الشعب الليبي". وذكّر الوزير في بيانه بـ"اعتراضه" على "التدابير الأمنيّة الصادرة عن جهات مسلّحة لا تتبع لوزارة الداخلية وما نجم عنها من امتهان لكرامة المواطن الليبي الكريم وحقوقه وإهدار دمه قمعاً وترهيباً وتكميماً للأفواه حيث لا قانون".
احتجاجات على تردي الأوضاع
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
ويتظاهر مئات الليبيّين يومياً منذ الأحد في طرابلس، احتجاجاً على الفساد وتدهور الخدمات العامّة والانقطاع المتكرّر للكهرباء والمياه وشحّ الوقود.
وتخلّل هذه التظاهرات إطلاق مسلّحين مجهولين النار على المتظاهرين، ما أدّى إلى إصابة بعضهم بجروح.
وكان باشا آغا أعلن أن الاعتداء على المتظاهرين تمّ "من قبل مجموعة مسلّحة باستخدامها أسلحتها وإطلاقها الأعيرة النارية بشكل عشوائي واستخدام رشاشات ومدافع"، مندّداً بـ"خطف بعض المتظاهرين وإخفائهم قسراً والتسبّب في حال من الذعر بين المواطنين".
وأفادت شهادات ومقاطع فيديو نُشرت على مواقع التواصل، بأن مجموعات مسلّحة طوّقت ساحة الشهداء في وسط طرابلس وأطلقت النار لتفريق المتظاهرين.
نزاعات متتالية
ومنذ سقوط نظام معمّر القذافي عام 2011، تشهد ليبيا نزاعات متتالية أرهقت شعب دولة تملك أكبر احتياطيّ نفطي في أفريقيا. وتتنافس على السلطة حالياً في البلاد حكومة الوفاق الوطني المدعومة من تركيا، وسلطة موازية في الشرق بقيادة المشير خليفة حفتر، المدعوم من روسيا ومصر الإمارات.
وتمكّنت حكومة الوفاق بدعم تركي من صدّ هجوم شنّه حفتر على طرابلس في أبريل (نيسان) 2019، واستعادت في يونيو (حزيران) السيطرة على كل الغرب الليبي.
كما تعاني البلاد أزمة معيشية واجتماعية خانقة، فاقمتها النزاعات ووباء فيروس كورونا.