Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

هل تنجح الأمم المتحدة في التهدئة بين غزة وإسرائيل؟

فشلت جميع الوساطات لمحاولة احتواء التصعيد بين الطرفين والمستمر منذ قرابة شهر

أعادت حركة حماس والفصائل الفلسطينية المسلحة تفعيل إرسال البالونات الحارقة من غزة إلى إسرائيل (اندبندنت عربية)

فشلت جميع الوساطات التي تدخلت بين قطاع غزة وإسرائيل لمحاولة احتواء التصعيد بين الطرفين والمستمر منذ قرابة شهر. وحتى الساعة، لا اتفاقية تحسن الظروف المعيشية في غزّة وتنفذ التفاهمات التي جرى الاتفاق عليها العام الماضي برعاية مصرية وأممية.

ميدانياً، تشهد الحدود بين غزة وإسرائيل توتراً شديداً منذ أربعة أسابيع، إذ عملت حركة حماس والفصائل الفلسطينية المسلحة على إعادة تفعيل الأجهزة الحارقة، التي يُطلق عليها محلياً اسم البالونات الحارقة، وتحمل في ذيلها موادَ مشتعلة أو متفجرة، وتطلق صوب التجمعات السكانية الإسرائيلية المحاذية لقطاع غزة. وخلال اليومين الماضيين سجلت إسرائيل أكثر من 42 حريقاً بينها ثمانية كبيرة.

تصعيد محدود

ولم يقتصر التوتر على ذلك، بل أعاد المقاتلون في غزة إطلاق القذائف، أو ما يعرف محلياً بفعاليات الإرباك الليلي (ألعاب نارية ومفرقعات قوية يلقيها شبان على الحدود مع إسرائيل). ما زاد من التوتر وأدى إلى شن المقاتلات الإسرائيلية سلسلة غارات على قطاع غزّة.

في الأثناء، أغلقت إسرائيل معبر كرم أبو سالم التجاري الوحيد مع غزة، ومنعت إدخال الوقود الخاص لشركة توليد الكهرباء، وكذلك جميع أصناف البضائع باستثناء الأدوية. وفرضت إغلاقاً للبحر، ومنعت الصيادين من ممارسة مهنتهم.

وتبادل الطرفان رسائل تهديدٍ قوية، إذ توعد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بالعودة إلى سياسة الاغتيالات إذا لم تتوقف البالونات الحارقة. وأمر وزير الجيش بني غانتس، وهو رئيس الوزراء الإسرائيلي المناوب، بنشر بطاريات القبة الحديدية على حدود قطاع غزة. فيما ردّت حماس بأنّها مستعدة للدخول في معركة مفتوحة، وأنّها لا تخشى تهديد تل أبيب.

فشلت جميع الوساطات العربية

مباشرة، تدخلت مصر وجهات عربية أخرى، بين غزة وإسرائيل، لمحاولة احتواء الوضع الميداني المتوتر على الحدود التي تربط القطاع بإسرائيل، من خلال نقل رسائل متبادلة إلى مطالب الطرفين، لكنّ جميع الوساطات فشلت في التوصل إلى اتفاقية تفضي بوقف التصعيد المحدود (طلب إسرائيلي)، أو لحلٍ أزمات القطاع (مطالب حماس).

الأمر الذي اعتبرته الأمم المتحدة خطيراً. ويقول المنسق الخاص للأمم المتحدة لعملية السلام في الشرق الأوسط نيكولاي ملادينوف إنّه "في ظلّ الظروف الحالية، لا يمكن لأيّ جهود وساطة أن تنجح في منع التصعيد وتحسين الوضع. لذا يجب على المقاتلين الفلسطينيين أن يوقفوا إطلاق القذائف والأجهزة الحارقة فوراً، وعلى إسرائيل إدخال شحنات الوقود التابعة للأمم المتحدة من أجل الكهرباء".

ملادينوف يكثّف اتصالاته

بينما ترى الأمم المتحدة أنّه من الصعب احتواء الموقف، إلا أنّها دخلت على خط الوساطة بين الفصائل المسلحة وإسرائيل، وفق معلومات وصلت إلى "اندبندنت عربية". وتشير المعلومات إلى أنّه ما زال من المبكر الحديث عن إمكانية التوصل إلى اتفاقية تفضي إلى هدوء أو تحسين الأوضاع المعيشية.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وبحسب ما ورد، فإنّ منسق الأمم المتحدة نيكولاي ملادينوف يجري منذ يومين اتصالات مكثفة بالقيادات الفلسطينية، بما فيها حركة حماس، وأنّه يحاول التوصل إلى حلٍ يرمي إلى إعادة الوضع إلى سابقه قبل حدوث التوتر المحدود بين الطرفين، لكن ذلك مرفوض من وجهة نظر حماس، وفقاً لما يراه مراقبون.

فعلياً، وضعت حركة حماس (تسيطر على غزّة منذ العام 2007) شروطاً عدة ليست جديدة، لكنها رفعت سقفها لعودة الهدوء على الحدود مع إسرائيل. وإذا لم يتمّ تنفيذها فإنّها غير مترددة بالدخول في معركة مفتوحة، أو الرد على التصعيد الإسرائيلي، وفقاً لبيانٍ صدر من الغرفة المشتركة للفصائل المسلحة.

توقعات بتصعيد وشيك

وتتمثل مطالب حماس في توسيع مساحة الصيد حتى 20 ميلاً بحرياً، ومد القطاع بخط كهرباء جديد، وتحويل محطة توليد الكهرباء في غزة إلى العمل على الغاز، والسماح بدخول المواد الثنائية الاستخدام (تعتقد إسرائيل أنّها تدخل في تصنيع المتفجرات)، وتسهيل عملية الاستيراد والتصدير، وإقامة منطقتين صناعيتين، وزيادة القدرة الاستيعابية لمعبر كرم أبو سالم (التجاري الوحيد) لإدخال 1200 شاحنة يومياً، وتصاريح العمل للغزيين داخل إسرائيل حتى 100 ألف عامل.

ونقلت قيادة حركة حماس هذه المطالب إلى إسرائيل عبر الوفد الأمني المصري الذي وصل إلى غزّة وغادرها في 17 أغسطس (آب) الحالي. وبعد فشل الوفد المصري، تدخلت جهات عربية أخرى، إلا أنّ حماس أضافت مطلبين، هما تزويد القطاع بالمستلزمات الطبية لمواجهة جائحة كورونا وإدخال أجهزة تنفس إلى المستشفيات للمساهمة في علاج مصابي الفيروس الذي بدأ يتفشى بين المواطنين خارج مراكز الحجر الصحي.

يعقّب ملادينوف قائلاً إنّ "الوضع في غزّة آخذ بالتدهور السريع، يواصل المقاتلون إطلاق القذائف والأجهزة الحارقة، وإسرائيل تشدد الإغلاق ما يجعل الحياة داخل القطاع لا تحتمل، والمستشفيات بالكاد تعمل، وبينما يتدهور الوضع تزداد حالات الإصابة بفيروس كوفيد 19 بين السكان. في ظل نظام صحي متهالك، وانعدام الكهرباء، والبطالة المتزايدة، والنشاط العسكري المستمر، والإغلاق. أشعر بقلق شديد من أن التصعيد وشيك".

الأمم المتحدة ترغب في الهدوء من دون مطالب

إلا أنّ تدخل الأمم المتحدة، يأتي في إطار عودة الهدوء إلى ما قبل التوتر، من دون أن يشمل تحقيق مطالب حركة حماس. ما يجعل تدخلها ضعيفاً، في حين يرى الباحث في الشأن الفلسطيني ربيع العموري أنّ لمنسق الأمم المتحدة دوراً مهماً في الوصول إلى اتفاقيات هدوء ونجح في ذلك مسبقاً مرات عدة.

وتشير عناصر فصائلية إلى أنّ الاتصالات الأممية حملت مطلب وقف إطلاق القذائف والأجهزة الحارقة صوب إسرائيل، التي يجب عليها إعادة تزويد غزة بالوقود الخاص بشركة الكهرباء. ويرى العموري أنّ احتمال قبول هذا العرض ضعيف. وقد وصل الرد نفسه من الوفد المصري والوساطات الأخرى التي تدخلت بين الطرفين. وهذا عرض إسرائيل من الأساس.

وقد وافقت، إسرائيل على إدخال مساعدات لتجاوز جائحة كورونا إلى قطاع غزّة، مقابل إيقاف البالونات الحارقة والمفخخة، إلا أنّ حماس رفضت ذلك، وأصرت على تنفيذ جميع بنود التفاهمات. وهي المطالب نفسها التي أرسلتها عبر الوسطاء العرب والأمميين.

اقرأ المزيد

المزيد من الشرق الأوسط