Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

ما هي حقيقة التقارب بين "حماس" وتركيا؟

خارجية واشنطن اعترضت بشدة على استضافة الرئيس التركي وفداً بقيادة إسماعيل هنية

الرئيس التركي رجب طيب أردوغان ورئيس المكتب السياسي لحركة "حماس" إسماعيل هنية خلال لقائهما في أنقرة (وسائل التواصل)

يحاول رئيس المكتب السياسي لحركة "حماس" إسماعيل هنية، في جولته خارج قطاع غزّة التي بدأت في ديسمبر (كانون الأوّل) الماضي، كسر العزلة السياسية عن فصيله، من خلال بناء علاقات إستراتيجية مع دول العالم، استناداً لميثاق حركته الجديد الذي أعلنته في 2017. كما يسعى إلى استقطاب الدعم السياسي لـ"حماس" والقضية الفلسطينية.

كانت تركيا آخر الدول التي زارها هنية برفقة وفد قيادي من الحركة، بينهم نائبه صالح العاروري، التقى بالرئيس رجب طيّب أردوغان إلى جانب نائب سكرتير الاستخبارات التركية هاكان فيدان. ولم تكن هذه الزيارة الأولى، ففي مارس (آذار) الماضي، زار وفد "حماس" تركيا. ويرى مراقبون سياسيون أنّ هذا الاجتماع لم يكن عادياً، بالنظر إلى طبيعة الأشخاص الذين حضروه، وأنّه يحمل في طياته العديد من الملفات التي تحاول "حماس" تحقيقها، وذلك بعد تقارب بين تركيا والحركة.

لكن الحركة لم تعلن عن الملفات التي ناقشتها مع أردوغان خلال لقائه هنية. كما لم تصدر بعده تصريحات صحافية من أيّ طرف، سوى حديث "حماس" عن وضع رئيسها القيادة التركية في صورة الوضع الراهن للقضية الفلسطينية.

يتوقع الباحث في الشأن التركي الحمساوي ثابت العمور أنّهما ناقشا إمكانية تعزيز وجود "حماس في الأراضي التركية، والسماح لها بمزيد من الحرية في العمل السياسي"، بينما تشير المصادر من إسطنبول إلى"اندبندنت عربية" إلى أنّ القيادة التركية طلبت تفسيراً من "حماس" حول تقارير تفيد بأنّها أدارت من أراضيها العديد من العمليات ضد السلطة الفلسطينية وإسرائيل.

فعلياً، تبحث "حماس" منذ فترة طويلة عن مكانٍ لإقامة مكتب رئيس لها فيه، لتدير حركتها في الخارج من خلاله، بعدما أغلقت سوريا مكتبها الموجود في أراضيها، وطلبت منها قطر عدم القيام بأيّ نشاط سياسي أو إدارة عملية عسكرية في أراضيها. ويرجّح المراقبون أنّ "حماس" تطمح إلى إقامة مكتبها في تركيا.

توازن ظاهري

ظاهرياً، يبدو أن هناك تقارباً بين حركة "حماس" وتركيا، لكن في الخفايا هناك الكثير من الغموض في طبيعة العلاقة. يقول العمور "هناك تراجع ملحوظ في العلاقة بين تركيا وحماس، لم تعد العلاقات كما كانت بخاصة بعدما أعادت تركيا علاقتها بإسرائيل. والملاحظ أن تركيا باتت تتوازن في علاقاتها مع حركتي فتح وحماس". وهذا ما يؤكّده، اتصال أردوغان برئيس السلطة الفلسطينية محمود عبّاس، مباشرة بعد لقائه هنية في إسطنبول.

وعلى الرغم من الحديث عن محاولة تركيا تحقيق توازن في علاقاتها مع الفلسطينيين، إلا أنّ الخارجية الأميركية انتقدت ذلك في بيانٍ قالت فيه إن "استقبال أردوغان اثنين من قادة حماس يدفع تركيا إلى مزيد من العزلة عن المجتمع الدولي، على اعتبار أنّها منظمة مصنفة على قوائم الإرهاب، وهذا اللقاء يشجع على شن عمليات إرهابية من غزّة". وذكرت الخارجية أنّ أميركا طلبت من أنقرة معلومات عن شخصين من "حماس" لتورطهما في هجمات إرهابية وعمليات خطف متعددة. يؤكّد ذلك حديث المصادر عن أنّ الاستخبارات التركية طلبت من الحركة توضيحاً بهذا الشأن.

لكن المتحدث باسم الخارجية التركية حامي أقصوي انتقد البيان الأميركي، وقال "وصف واشنطن الممثل الشرعي لحركة حماس التي وصلت إلى السلطة عبر انتخابات ديمقراطية في قطاع غزة، بأنه "إرهابي"، لن يسهم في دعم مساعي تأسيس السلام والاستقرار في المنطقة".

فتور على الرغم من التقارب

على أيّ حال، تشير المعلومات الواردة إلى أنّ تقارب "حماس" مع تركيا أصابه فتور خلال الفترة الماضية. ويظهر ذلك بوضوح في تراجع الدعم التركي للحركة واقتصاره على توفير أماكن إقامة بعض قياداتها. ويقول العمور "منذ خمس سنوات وعدت تركيا بإرسال محطة توليد كهرباء عائمة لغزة، لكنها إلى الآن لم تصل ولم يعد أحد يتحدث عنها، ولو كانت العلاقات متينة لوصلت المحطة على الأقل".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

تقول مصادر من داخل إسطنبول لـ "اندبندنت عربية" إنّ أنصار "حماس" في تركيا لم يعد يجدون اهتماماً ومكانة لدى الجهات الحكومية، بل منذ سنة تقريباً يشهدون تضييقاً على طبيعة عملهم الميداني هناك.

ومنذ فترة، يتلقى النائب الأول لرئيس المجلس التشريعي الفلسطيني أحمد بحر، وهو عضو مكتب سياسي في الحركة، علاجاً في تركيا، إلا أنّ المصادر ذاتها تؤكد أنّ أحداً لم يزره من تركيا، لا على المستوى السياسي ولا الاجتماعي.

وبحسب المصادر، فإنّ قيادة "حماس" أرسلت في أوقات سابقة أكثر من طلبٍ لزيارة تركيا، وكان أردوغان يهمش ذلك. وتؤكّد المعلومات أنّ وفوداً من الحركة وصلت إلى أنقرة خلال العام الحالي، رفض أردوغان استقبالها، وأرسل إليها شخصيات سياسية غير بارزة بالنيابة عنه.

هذه المعلومات تنسجم كثيراً، مع التهميش الذي وجدته زيارة هنية الأولى أنقرة، التي ذكرت في أخبار سريعة، ولم تفرد لها وسائل إعلام الطرفين مساحة كبيرة، بحسب العمور.

اقرأ المزيد

المزيد من تقارير