مناورة عسكرية في شرق المتوسط في ضوء التوتر بين أثينا وأنقرة

أكد الرئيس التركي رجب طيب إردوغان أن بلاده لن تقدم"أي تنازل" في الدفاع عن مصالحها المرتبطة بالغاز في شرق المتوسط، داعياً اليونان إلى تجنّب أي "خطأ" يمكن أن يؤدي إلى "خرابها"، بينما أعلنت وزارة الدفاع اليونانية في وقت سابق الاربعاء 26 أغسطس (آب) أن اليونان وفرنسا وايطاليا وقبرص، ستجري تدريبات عسكرية منذ الأربعاء، 26 أغسطس إلى الجمعة المقبل، في جنوب جزيرة كريت في شرق المتوسط حيث تصاعد التوتر بين أثينا وأنقرة أخيراً.
وقالت الوزارة في بيان إن "قبرص واليونان وفرنسا وإيطاليا اتفقت على نشر وجود مشترك في شرق المتوسط في إطار +مبادرة التعاون الرباعية (اس كيو ايه دي)+". وأضاف المصدر نفسه أن هذه التدريبات ستجرى بين 26 و28 أغسطس جنوب جزيرة كريت اليونانية وقبرص.
وأشار البيان إلى أن "التوتر وعدم الاستقرار في شرق المتوسط، زادا من الخلافات حول القضايا بشأن المجال البحري (رسم الحدود والهجرات وتدفق اللاجئين...)".

إرادة للحوار

وأثار اكتشاف حقول كبيرة من الغاز في شرق المتوسط في السنوات الماضية توتراً شديداً بين أنقرة وأثينا اللتين تتنازعان على بعض المناطق البحرية. وأرسلت تركيا منذ العاشر من أغسطس سفينة رصد الزلازل "عروج ريس" ترافقها قوة بحرية، ما أثار غضب اليونان التي نشرت سفنا حربية في المنطقة.
وزار وزير الخارجية الألماني هايكو ماس الذي تتولى بلاده الرئاسة الدورية للإتحاد الأوروبي، أثينا وأنقرة الثلاثاء المنصرم، في محاولة لتهدئة التوتر بين البلدين الجارين العضوين في حلف شمال الأطلسي، ودفعهما إلى الحوار حول ترسيم حدود المياه في المتوسط. وحذر الوزير الألماني من ان "أي شرارة قد تؤدي إلى كارثة"، وقال "لا أحد يريد حلّ هذا الخلاف عبر وسائل عسكرية" مشيراً إلى أن "هناك إرادة للحوار من الجانبين".

من جهته أعرب الأمين العام لحلف شمال الأطلسي ينس ستولتنبرغ عن "قلقه للوضع في شرق المتوسط" داعيا إلى "الحوار" و"خفض حدة التوتر"، وقال "علينا ايجاد سبيل لتسوية هذا الوضع على قاعدة روح التضامن بين الحلفاء والقانون الدولي".

تمارين مع مدمرة أميركية

ووسط التوتر المتزايد بين تركيا واليونان، قامت سفن حربية تركية بتمارين مع مدمرة أميركية وفقاً لوزارة الدفاع التركية، وأعلنت أنقرة أن سفينتين عسكريتين تركيتين أجرتا الأربعاء تدريبات عسكرية مع مدمّرة أميركية في شرق المتوسط.

الاصطدام والاستفزاز التركي

وكانت سفينة حربية يونانية، وأخرى تركية، قد اصطدمتا الأربعاء الماضي، خلال مواجهة في شرق البحر المتوسط في ما أطلق عليه مصدر دفاعي يوناني وصفَ "حادث"، بينما قالت تركيا إنه استفزاز.

وتصاعد التوتر بين الدولتين، بعد ما أرسلت تركيا سفينة مسح إلى المنطقة، تحت حراسة سفن حربية، لرسم خريطة بتفاصيل منطقة بحرية للتنقيب المُحتمل عن النفط والغاز، وهي منطقة تدَّعي كل من تركيا واليونان خضوعها لولايتها.

وكانت سفينة المسح التركية "أوروتش رئيس" تتحرك بين قبرص وجزيرة كريت اليونانية، قُرب عدد من الفرقاطات اليونانية. ويوم الأربعاء، اقتربت إحدى هذه الفرقاطات، وهي "ليمنوس"، من سفينة المسح عندما تقاطعت مع مسار السفينة "كمال رئيس"، إحدى سُفُن الحراسة البحرية التركية.