Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

ارتفاع قياسي للمعدن الأبيض الفضة

تصاعد أزمة كورونا مع خطط التحفيز وإجراءات البنوك المركزية أسهمت في زيادة الطلب على المعادن الثمينة

سبائك من الفضة تزن 1000 غرام  (رويترز)

منذ منتصف يوليو (تموز) 2020، وحتى منتصف أغسطس (آب) 2020، ارتفع سعر الفضة بنسبة 39 في المئة، بينما ارتفع الذهب خلال نفس الفترة بنسبة 8 في المئة، وأخذ الذهب مكانة مرموقة بين أصول الملاذ الآمن، وكذلك الفضة الذي يتفوق على الذهب في استخداماته الصناعية الواسعة، بينما يتفوق الذهب على الفضة في الندرة، وبمقارنة حجم المعدن المتواجد في الطبقة الأرضية، يبلغ حجم معدن الفضة حوالي 17 ضعف كمية الذهب، هذه المقارنة جعلت الذهب معدناً نادراً وثميناً. 

معدن الفضة يرتفع بوتيرة سريعة 

ارتفع سعر الفضة في أسواق المعادن بوتيرة سريعة، مقارنة مع ارتفاع الذهب كنسبة مئوية، حيث صعد المعدن الأبيض إلى 29 دولاراً للأونصة خلال الأسبوع الثاني من شهر أغسطس 2020، وسجل مكاسب سنوية تجاوزت 140 في المئة (منذ بداية العام وحتى الآن)، فقد سجل أدنى مستوى سعري في منتصف مارس (آذار) 2020، قبل الارتفاعات الكبيرة الأخيرة، خلال الفترة بين 6 يوليو ، و16 أغسطس 2020، وبلغت مكاسب المعدن الأبيض 45 في المئة، الأسعار المنخفضة التي تراجع لها معدن الفضة فتحت الباب أمام قفزات كبيرة لهذا المعدن خلال فترة قصيرة، 

في مارس (آذار) 2020 تراجع سعر المعدن الأبيض إلى 11.9 دولار للأونصة وهو المستوى الأدنى خلال عشرة أعوام.  

تركيبة العرض والطلب للفضة

يشكل إنتاج المناجم أهم مصادر العرض في 2019، تراجع المعروض إلى 836.5 مليون أونصة فضة قامت بإنتاجها المناجم، تأتي إعادة التدوير في المرتبة الثانية في خارطة إمداد الفضة للأسواق، فقد بلغ 169.9 مليون أوقية في 2019، الملاحظ تراجع إمداد المناجم وإعادة التدوير العام الماضي. وعلى صعيد الطلب يستحوذ القطاع الصناعي على 50 في المئة من إجمالي الطلب وبلغ طلب القطاع الصناعي 510.9 مليون أوقية فضة في 2019، ثم الطلب بغرض مشغولات الزينة يأتي في المرتبة الثانية، وبلغ 201.3 مليون أوقية في 2019، لهذا يطلق على الفضة المعدن الصناعي. وتأثر عمل المناجم خلال الأشهر الماضية بعمليات الإغلاق وتدابير مواجهة جائحة كوفيد 19، مما دفع الأسواق إلى تخفيض توقعاتها بشأن المعروض من الفضة هذا العام. 

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

الخارطة الاستثمارية للفضة   

ومثلما للفضة من أهمية صناعية، أيضاً للمعدن مكان متميز في المحافظ الاستثمارية على صورة أدوات مالية واستثمارية مختلفة، أما على صعيد السبائك فهناك أنواع بنقاوة 99.9 في المئة، وأيضاً النقود المعدنية والميداليات، وعلى صعيد الأدوات المالية هناك الصناديق الاستثمارية المتداولة في البورصات ETF، وهناك الشهادات الاستثمارية، وأنواع من عقود التداول في البورصات مثل عقود الخيارات والعقود المستقبلية. 

 ريشيو الذهب إلى الفضة

يقصد به عدد أونصات الفضة التي تعادل أونصة ذهب واحدة، وهو من المؤشرات السعرية المهمة، التي يراقبها بعض المتداولين، هذا المؤشر ارتفع إلى مستوى قياسي في مارس 2020 عندما بلغ 127، وهذا يعني أن 127 أونصة فضة تعادل أونصة واحدة من  الذهب ( مقارنة بين سعري الذهب والفضة)، وبنهاية يونيو (حزيران) 2020 تراجع إلى 97.8، أما في منتصف أغسطس 2020، هذا المؤشر يقف عند 73.5 ، وخلال العشرة أعوام الماضية كان مستوى 80 لهذا الريشيو، هو المتوسط لعدد من السنوات، فكلما بلغ  مستوى 80 كانت هذه إشارة تعزز تحريك السيولة نحو الفضة، والتفسير لذلك هو توقعات بأن المدى القصير والمتوسط سوف يشهد صعود الفضة بوتيرة أسرع من الذهب، وعند التصحيح السعري، وجني الأرباح، الفضة ستكون الأقل تعرضاً لضغوط البيع والتسييل. عليه كلما ارتفع هذا المؤشر عن المتوسط لفترات زمنية متوسطة (خمسة أعوام)، بعض المتداولين يعتبرون ذلك إشارة لشراء الفضة، ويتوقعون عودة المؤشر إلى الانخفاض، وهذا يعني أحد أمرين، إما حدوث انخفاض حاد في سعر الذهب، أو ارتفاع لسعر الفضة بوتيرة أسرع، ففي الحالتين يخفضون من حيازة الذهب في المحفظة الاستثمارية. المتداولون الذي يستخدمون هذا المؤشر في توزيع الأصول في المحفظة، يفكرون في تحريك جزء من السيولة من الذهب إلى الفضة داخل المحفظة، وهنا تبرز أهمية متابعة هذا المؤشر، وتتبع انعكاساته التاريخية ومتوسطاته، وهذا الذي حدث بالفعل في أسواق المعادن خلال الأشهر الماضية، فقد تراجع المؤشر من 127 إلى 73.5 خلال الخمسة أشهر الماضية أيضاً. مستوى 60 لهذا الموشر أيضاً مستوى قياسي ربما يكون الهدف القادم، وهذا متوقع إذا صعد سعر الفضة إلى 33 دولاراً للأونصة، وأن يستقر الذهب عند 2,100 دولار للأونصة، هذا سيناريو يتم تسعيره في الأسواق باستقراء العلاقة السعرية بين الذهب والفضة باستخدام Gold to Silver Ratio.

تصاعد أزمة كورونا مع خطط التحفيز، وإجراءات البنوك المركزية من تخفيض لسعر الفائدة، وانخفاض عوائد السندات، ساعدت المعادن الثمينة في الارتفاع المتسارع، وكما هو معلوم هذا العام هو عام الانتخابات الرئاسية الأميركية، متوقع أن تتعرض المعادن الثمينة لموجة بيع في حال فوز دونالد ترمب بفترة رئاسية ثانية. 

اقرأ المزيد

المزيد من اقتصاد