Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

تقلص كتل الجليد يكفي لملء الأخدود الأميركي العظيم بالمياه

يتباين معدل الذوبان بين مختلف أرجاء القارة القطبية الجنوبية ولكنّ جروف المتجمد الجنوبي عموماً تذوب بوتيرة أسرع من تشكّل صفائح ثلجية جديدة

ذوبان جروف المتجمد الجنوبي الجليدية في الربع القرن الأخير (سكريبس إنستيتيوشن أوف أوشينوغرافي.إيدو)

تبيّن أنّ كمية المياه التي خسرتها الجروف الجليدية العائمة في القارة القطبية الجنوبية "أنتاركتيكا" على مدى الـ 25 عاماً الماضية في مقدورها أن تملأ "غراند كانيون" أو "الأخدود العظيم" (شمال غربي ولاية أريزونا الأميركية)، وذلك وفق دراسة حديثة نُشرت يوم الاثنين الماضي.

واتضح أنّ الجروف الجليدية في القارة فقدت زهاء أربعة آلاف غيغا طن من المياه منذ عام 1994، من جراء الذوبان الذي يتسبّب به ارتفاع حرارة المحيط الناتج من أزمة المناخ.

وعلى الرغم من وجود اختلاف كبير في معدل الذوبان الذي يتسبَّب به المحيط (حيث ترتفع الحرارة) للجروف الجليدية العائمة، يذوب الجليد عموماً بوتيرة أكثر سرعة من تشكّل الجليد الجديد الذي يحلّ محلّه، في القارة القطبية الجنوبية.

في الواقع، لا يؤثِّر ذوبان الجرف الجليديّ في نحو مباشر في ارتفاع مستوى سطح البحر نظراً إلى أنّه يطفو أصلاً في الماء. ولكن مع ذلك، تشكِّل الجروف الجليدية دعامات عملاقة لإبطاء انزلاق الصفائح الجليدية في المحيط، ولكن في وقت يتقلّص حجمها، تنحسر قدرتها على كبح الصفائح الجليدية.

وصار معروفاً أنّ القارة القطبية الجنوبية تحوي جليداً يكفي لرفع مستوى سطح البحر عالمياً بما يقدر بـ197 قدماً (60 متراً). والغطاء الجليدي في غرب "أنتاركتيكا"، الذي يرى بعض العلماء أنّه مهدَّد، من شأنه أن يزيد مستويات سطح البحر العالمية بمقدار 10 أقدام (3 أمتار) في حال ذاب تماماً.

للأسف، ارتفعت مستويات البحار العالمية أكثر من ستة إنشات في السنوات السبعين الماضية، علماً أنّ نصف الارتفاعات يطرأ منذ عام 2000. وأدى ارتفاع بمقدار نصف قدم (حوالى 15 سنتمتراً) في مستوى سطح البحر إلى زيادة بنسبة 233 في المئة في المتوسط في فيضانات المدّ والجزر في شتى أنحاء الولايات المتحدة الأميركية، وفقاً لـ"سي ليفل رايز دوت أورغ" Sealevelrise.org.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

يتسبَّب كوكبنا السريع الاحترار في ارتفاع مستوى سطح البحر من جهتين. أولاً، تفضي درجات الحرارة الأكثر دفئاً إلى ذوبان الصفائح الجليدية والأنهار الجليدية، ما يؤدي إلى جريان المياه السطحية إلى المحيطات. ثانياً، يمتصّ المحيط أيضاً فائض الحرارة الناتج من انبعاثات غازات الدفيئة وتتمدَّد المياه الدافئة، لتأخذ مساحة أكبر مقارنة بالمياه الباردة.

شارك في الدراسة الجديدة، المنشورة في مجلة "نيتشر جيوساينس"Nature Geoscience، باحثون من "مركز غودارد لرحلات الفضاء"Goddard Space Flight Center  التابع لوكالة الفضاء الأميركية "ناسا"، و"معهد سكريبس لعلوم المحيطات" Scripps Institution of Oceanography في جامعة "كاليفورنيا" في سان دييغو، و"بحوث الأرض والفضاء" في كورفاليس بولاية أوريغون الأميركية، و"جامعة كولورادو للمناجم".

ويستند البحث إلى بيانات جُمعت خلال 25 عاماً مستمدَّة من أربع بعثات أقمار صناعية تابعة لـ"وكالة الفضاء الأوروبية" (إي إس أي)، إلى جانب بيانات ونماذج حاسوبية من "ناسا" ترصد سرعة الجليد، راسمةً تاريخاً مفصلاً بشأن فقدان الجليد حول حواف القارة.

من المعروف أنّ دراسة الجروف الجليدية في المنطقة القطبية الجنوبية تتسم بصعوبة بالغة نظراً إلى حجمها وموقعها القصي، لذا تقدِّم الأقمار الصناعية حلاً عمليّاً. هكذا، ترسل موجات راديوية إلى الأرض تبلغ 20 ألفاً مرة في الثانية، ما يسمح للعلماء بقياس الوقت الذي تستغرقه تلك الموجات لتصل إلى الأرض، وتحديد الارتفاع الدقيق لليابسة أو الجليد.

وسمحت هذه الطريقة بإجراء أول تحليل على الإطلاق للذوبان عبر جميع الجروف الجليدية في "أنتاركتيكا"، على مساحة إجمالية تبلغ 580 ألف ميل مربع (1.5 مليون كيلومتر مربع) - أي أكثر من ثلاثة أضعاف مساحة إسبانيا.

سوسيل أدوسوميلي الباحث الرئيس في الدراسة وطالب دراسات عليا في علوم المحيطات في "معهد سكريبس"، قال في هذا الصدد: "إنه الدليل الأكثر إقناعاً حتى اليوم على أنّ التغيرات الطويلة الأمد في المحيط الجنوبي تشكِّل سبب الذوبان المستمرّ للجليد في المنطقة القطبية الجنوبية".

وأردف قائلاً "من المدهش أنّنا قادرون على استخدام الأقمار الصناعية التي تدور حول الأرض على ارتفاع 500 ميل (800 كيلومتر) لرؤية تغيّرات تشهدها مناطق من المحيط تعجز حتى السفن عن الذهاب إليها".

كذلك حدَّدت الدراسة أعماق المحيطات حيث يحدث الذوبان، الذي يترك آثاراً أبعد من ارتفاع مستوى سطح البحر. مثلاً، يؤدي ذوبان الجليد إلى اندفاع مياه أكثر برودة وعذوبة إلى المحيط، ما يؤثِّر في المناخ العالمي وحركة المحيطات.

© The Independent

المزيد من بيئة