Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

5 فنانين عرب في ترينالي يوكوهاما الأول بعد الجائحة

"الشفق" عنوان التظاهرة  يدل على حالة التوهج والترقب والمخاوف التي تنتاب العالم

من بينالي يوكوهاما في اليابان (موقع المعرض)

أُجّل العديد من الفعاليات الفنية حول العالم وأُلغي بعضها في ظل أزمة كورونا، غير أن المنظمين لترينالي يوكوهاما الدولي للفنون باليابان قرروا التحدي حين أعلنوا عن تنظيم الحدث في موعده المقرر، كأول الفعاليات الدولية للفنون التي تقام في ظل الجائحة. افتتحت فعاليات الحدث الدولي في منتصف شهر يوليو (تموز) الماضي، بعد أسبوعين فقط من موعده المحدد، ومن المقرر أن يستمر حتى منتصف أكتوبر(تشرين الأول) القادم، مع العلم أن المقاطعة التي يقام بها تُعد واحدة من أكثر المناطق تضرراً بالوباء بين أقاليم اليابان.

ويُعد ترينالي يوكوهاما من أهم الأحداث الثقافية الدولية التي تنظم في آسيا، ويقام كل ثلاثة أعوام. يشارك في هذه الدورة 67 فناناً ومجموعة فنية يمثلون أكثر من 30 دولة، وهي الدورة الأولى من دورات ترينالي يوكوهاما التي يُديرها فريق مُتخصص من خارج اليابان، إذ تشرف عليها هذا العام مجموعة "راكس ميديا" وهي مؤسسة مُتخصصة في تنظيم وإدارة الفعاليات الفنية ذات الصبغة الدولية، ومقرها في نيودلهي. في هذه الدورة فرضت التدابير الوقائية نفسها على الأجواء وانعكست على عدد الحضور يوم الافتتاح. وقد صرح مدير متحف يوكوهاما للفن الحديث والمعاصر الذي يستضيف العروض المشاركة أن الدورة الحالية هي الأقل بين جميع دورات الترينالي في عدد الزائرين.

حملت هذه الدورة عنواناً لافتاً وهو "الشفق" كثيمة دالة تعكس، كما يقول المنظمون، حالة التوهج والترقب والمخاوف التي تنتاب العالم اليوم في ظل التحولات العديدة التي تحيط بنا. ولا شك أن وباء كورونا يأتي على رأس هذه التحديات، بما يفرضه من واقع جديد على الصعيد الاجتماعي، وعلى صعيد العلاقات بين الأفراد والدول على السواء. يُشبّه البيان الصادر عن اللجنة المنظمة، الأجواء الذي يعيشها العالم اليوم بوقت الشفق، أي حالة الانتقال بين مرحلتين. الفارق هنا أننا قد لا نمتلك خططاً واضحة لما نحن مقبلون عليه في ظل هذه التغيرات الحادة التي فرضت علينا أنماطاً لم نعهدها في علاقاتنا الاجتماعية من قبل، كالتباعد والتوجس والقلق من الآخرين. تعكس الثيمة وتستدعي كذلك العديد من المعاني المختلفة، والمرتبطة بالضوء والسطوع وعلاقتنا بالكون والنجوم والشغف والاكتشاف والتطلع للمستقبل.

حضور عربي

صاحب الترينالي في دورته الحالية كتاب مرجعي يعبر عن الأفكار التي تتضمنها هذه الدورة، ويعكس تصورات القيمين حول الثيمة التي وقع الاختيار عليها. ضم الكتاب نصوصاً مختلفة لكُتّاب من اليابان والهند وبنجلاديش. بين هذه النصوص تبرز إحدى المخطوطات القديمة والمكتوبة بالأحرف العربية، وتحمل عنوان "نجوم العلوم" وهي أحد مقتنيات مكتبة دبلن. يعود تاريخ هذه المخطوطة إلى منتصف القرن السادس عشر، وتتضمن رسوماً ونصوصاً حول موضوعات مختلفة كالفلك والرياضة والموسيقى وعادات الشعوب الأسيوية. تلفت هذه المخطوطة الانتباه بثرائها بالرسوم التوضيحية الملونة، والتي تتجاوز الأربعمئة رسم، ويصور بعضها الملائكة ومواقع النجوم والأبراج والخيول والفيلة والأسلحة،  وغيرها من مظاهر الحياة في ممالك ودول آسيا في ذلك الوقت، والأهم من كل ذلك هو طبيعتها العابرة للثقافات والحدود.

بين المشاركين في هذه الدورة خمسة فنانين عرب، وهم ماريان فهمي من مصر، وهي فنانة مهتمة بالدراسات البحثية المتعلقة تحديداً بالمعمار والسياسة والتاريخ. يغلب على أعمال فهمي الانشغال بالحكايات التاريخية، بالإضافة إلى الوثائق والمخطوطات غير الشائعة. ومن الإمارات العربية تشارك فرح القاسمي، وهي فنانة فوتوغرافية تستكشف أعمالها السبل التي تلجأ إليها ثقافة المستهلك لحذب الناس، ولاسيما النساء، من خلال إطلاق وعود بالجمال وتطوير الذات. تتأرجح ممارسات القاسمي بين الفضاءات الخاصة والعامة، ولكن المحتوى الذي تقدمه يبقى متمحوراً على نحو أساسي حول إضفاء مسحة من الفانتازيا على الحياة اليومية. ومن فلسطين يشارك تيسير باطنيجي، وهو رسام ومصور معروف بمركباته الفنية واستخدامه للفيديو والفوتوغرافيا في أعماله. تتسق هذه الوسائط التي يستخدمها باطنيجي مع طبيعة عمله وانتقاله المستمر بين أوروبا وفلسطين. جزء كبير من إنتاج الفنان يتعلق بواقع بلاده الاجتماعي والسياسي والثقافي. شارك الفنان في العديد من الفعاليات الدولية، وهو يقيم ويعمل حالياً في باريس.

ومن المغرب يشارك الفنان هشام برادة، وهو فنان تجمع أعماله بين الحدس والمعرفة والعلم. يستكشف برادة الصور ذات الطبيعة المعملية التي تحاكي العمليات الطبيعية المختلفة والظروف المناخية. فبينما يتحكم الرسام أو المصور في أصباغه بالفرشاة، يستعين براده بدرجة الحرارة والمغناطيسية والضوء لصُنع أشكاله. ومن الكويت تشارك الفنانة علياء فريد، والتي تراوح أعمالها بين الرسم والأعمال التركيبية والأفلام، وتستشكف من خلالها العلاقات المتبادلة بين تشكيل البيئة والإدراك، كما تتطرق أيضاً إلى العديد من المشكلات والأزمات المتعلقة بالنزوح الاجتماعي والهجرة واللجوء والهوية والتمثيل الذاتي وتأثير الصراعات العسكرية على الحياة الاجتماعية للأفراد.

المزيد من ثقافة