Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

75 عاماً تفصل هيروشيما اليابان وبيروت والآلام واحدة

السموم تهدد سماء بيروت وأحفاد هيروشيما وناجازاكي مصابون بالسرطانات والتشوهات الخلقية

انفجار بيروت (رويترز)

يصادف يوم الـ 6 من أغسطس (آب) ذكرى مرور 75 عاماً على الهجمات المدمرة على هيروشيما وناجازاكي اليابانية، وهو الهجوم النووي الذي شنته الولايات المتحدة ضد الإمبراطورية اليابانية في نهاية الحرب العالمية الثانية في أغسطس 1945. وبالأمس عاشت بيروت - وتحديداً مرفأ بيروت - هيروشيما ثانية، حيث تسببت تفجيرات ضخمة في دمار نصف العاصمة اللبنانية بيروت، لتحيي مجدداً أوجاعاً عاشها الشعب الياباني ويعيشها اليوم الشعب اللبناني المنكوب.

في الحالة اليابانية قامت الولايات المتحدة بقصف مدينتي هيروشيما وناجازاكي باستخدام قنابل ذرية بسبب رفض تنفيذ إعلان مؤتمر بوتسدام، وكان نصه أن تستسلم اليابان استسلاماً كاملاً من دون أي شروط، إلا أن رئيس الوزراء الياباني  في ذلك الوقت سوزوكي رفض الاستسلام، وتجاهل المهلة التي حدّدها إعلان بوتسدام. وبموجب الأمر التنفيذي الذي أصدره الرئيس هاري ترومان، قامت الولايات المتحدة بإطلاق السلاح الذري الذي سمّته (الولد الصغير) على مدينة هيروشيما، ثم تلاها إطلاق قنبلة (الرجل البدين) على مدينة ناجازاكي في 9 أغسطس. وكانت هذه الهجمات هي الوحيدة التي تمت باستخدام الأسلحة الذرية في تاريخ الحرب. قتلت القنابل 140 ألف شخص في هيروشيما، و80 ألف شخص في ناغازاكي بحلول نهاية سنة 1945.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

مات ما يقرب من نصف هذا الرقم في اليوم الذي تمت فيه التفجيرات. ومن بين هؤلاء، مات 20 في المئة متأثرين بالجروح أو بسبب آثار الحروق والصدمات والحروق الإشعاعية، يضاعفها الأمراض وسوء التغذية والتسمم الإشعاعي. ومنذ ذلك الحين توفي عدد كبير بسبب سرطان الدم والسرطانات المختلفة نتيجة التعرض للإشعاعات المنبثقة من القنابل، وكانت معظم الوفيات في المدينتين من المدنيين.

أكثر من 136 ألف ياباني كانوا رضعاً أو أطفالاً عندما ألقت الولايات المتحدة قنبلتين نوويتين على مدينتي هيروشيما وناجازاكي، واليوم أحفاهم يحملون شعار " أوقفو الحروب النووية"، وينظرون كما تنظر شعوب العالم الأخرى إلى التفجيرات التي طالت بيروت بمشاعر الأسى والحزن، وكأن العالم لم يتعلم درس هيروشيما وناجازاكي.

2750 من نترات الأمونيوم

في الحال اللبنانية قال الرئيس اللبناني إن 2750 طناً من نترات الأمونيوم انفجرت في بيروت، وأسفرت عن قتل 100 شخص على الأقل، وإصابة أكثر من 4 آلاف، ومن المتوقع أن يرتفع عدد القتلى، فيما لا يزال المئات في عداد المفقودين. وتركت التفجيرات نحو 300 ألف لبناني بلا مأوى، وتقدر الخسائر الاقتصادية بحسب محافظ بيروت بأكثر من 3,25 مليار دولار.

وقال حمد حسن وزير الصحة اللبناني إن السكان القادرين على المغادرة يجب أن يحذروا المواد الخطرة في الهواء بعد الانفجار، والتي يمكن أن تكون لها آثار قاتلة طويلة الأمد.

وأشار المسؤولون إلى أن المواد الكيميائية تم تخزينها في مستودع مدة 6 سنوات من دون إجراءات السلامة.

وقال رئيس الوزراء اللبناني حسن دياب إن المسؤولين "سيدفعون الثمن"، وأن المخزن في مركز الانفجار "خطير".

وحثّت السفارة الأميركية في بيروت أولئك الموجودين في منطقة الانفجار على "البقاء في منازلهم وارتداء الأقنعة إن وجدت" بسبب تقارير عن انبعاث غازات سامة من الانفجار".

نترات الأمونيوم التي قالت السلطات اللبنانية إنها سبب انفجار بيروت، هي مادة بلورية عديمة الرائحة وشائعة الاستخدام كسماد، سبّبت انفجارات صناعية عدة على مدى عقود.

وشملت هذه الانفجارات على وجه الخصوص مصنع الأسمدة بولاية تكساس في عام 2013 الذي قتل 15 شخصاً وكان متعمداً، وآخر في مصنع للكيماويات في تولوز الفرنسية عام 2001، قتل فيه 31 شخصاً، ولكنه كان عرضياً.

وعند دمجها مع زيوت الوقود تخلق نترات الأمونيوم متفجراً قوياً يستخدم على نطاق واسع في صناعة البناء، ولكن أيضاً قد تستخدمه الجماعات المتمردة مثل طالبان لصنع متفجرات مرتجلة.

كما كان أحد مكونات قنبلة هجوم أوكلاهوما سيتي عام 1995.

وقال جيمي أوكسلي أستاذ الكيمياء بجامعة رود أيلاند لصحيفة التايمز اليابانية، إنه في ظل ظروف التخزين العادية وبدون حرارة عالية جداً، فمن الصعب إشعال نترات الأمونيوم.

وقال "إذا نظرت إلى الفيديو الخاص بانفجار بيروت، رأيت الدخان الأسود، وشاهدت الدخان الأحمر، كان رد فعل غير مكتمل".

وأضاف "أفترض أن هناك انفجاراً صغيراً حرض على رد فعل نترات الأمونيوم، سواء أكان ذلك الانفجار الصغير حادثاً أو شيئاً لم أسمعه عن قصد".

وذلك لأن مادة نترات الأمونيوم مؤكسدة، فهي تكثف الاحتراق وتسمح للمواد الأخرى بالاشتعال بسهولة أكبر، ولكنها ليست في حد ذاتها قابلة للاشتعال.

ولهذه الأسباب فهناك بشكل عام قواعد صارمة للغاية بشأن مكان تخزينها، فعلى سبيل المثال يجب أن تبقى بعيداً عن الوقود ومصادر الحرارة.

وفي الواقع تطلب عدة دول في الاتحاد الأوروبي إضافة كربونات الكالسيوم إلى نترات الأمونيوم لإنشاء نترات الأمونيوم الكالسيوم، وهو منتج أكثر أماناً.

وفي الولايات المتحدة تم تشديد اللوائح بشكل كبير بعد هجوم أوكلاهوما سيتي.

بموجب معايير مكافحة الإرهاب في المنشأة الكيميائية، فعلى سبيل المثال تخضع المنشآت التي تخزن أكثر من 2000 رطل (900 كيلوغرام) من نترات الأمونيوم لعمليات التفتيش.

وقال أوكسلي إنه على رغم المخاطر فإن هناك استخدامات مشروعة لنترات الأمونيوم، وأضاف أن الاستخدامات المشروعة لنترات الأمونيوم في الزراعة والبناء جعلت منها ذات أهمية.

وأضاف: "لن يكون لدينا هذا العالم الحديث بدون متفجرات، ولن نطعم السكان بدون سماد نترات الأمونيوم. نحتاج إلى نترات الأمونيوم، ولكن أيضاً نحتاج إلى الانتباه جيدًا لما نفعله بها".

وعادة ما تكون مناطق تخزين نترات الأمونيوم مقاومة للحريق، ومبنية حصرياً من مواد غير قابلة للاشتعال".

اقرأ المزيد

المزيد من متابعات