Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

 فنان صيني يدين قانونا قضى على استقلالية هونغ كونغ

يناقش آي وي وي الناشط السياسي والمبدع انتهاكات حقوق الإنسان وكورونا و"الحرب الباردة الجديدة"

أطلق الفنان الناشط الصيني آي وي وي Ai Weiwei تحذيراً شديداً يفيد بأن إنكار الصين حقوق الإنسان التي يتمتع بها شعب الـ"إيغور" في "شينجيانغ" يشكّل إنذاراً عن المصير الذي ينتظر هونغ كونغ.

وفي حديث مطوّل، ذكر الفنان المنشق أن "ما يحدث في "شينجيانغ" يقدم لمحة عن المستقبل الذي ينتظر هونغ كونغ. وببساطة، تتعامل الصين مع الأمر بوصفه سياسة داخلية للقضاء على مئات الآلاف من أبناء الأقليات. تمام كما كان أهالي التيبت قد واجهوا معاملة مماثلة. وتسير الأمور على هذا المنوال منذ سنين".

وأضاف، "بيّنت لنا الحالة في هونغ كونغ أن هذا المجتمع الاستبدادي لن يفسح المجال أبداً للنقاش أو التفاوض. إنه ببساطة غير قادر على التواصل مع الأشخاص الذين يمتلكون أفكاراً أو أيديولوجيات مختلفة. لطالما سارت الأمور على ذلك النحو. وطالما أن الشيوعيين موجودون فسيبقى الوضع على ما هو عليه في المستقبل". وتابع، "إن فكرة "بلد واحد ونظامين" قد انتهت منذ اللحظة التي طبقت فيها الصين "قانون الأمن القومي" الخاص بها على هونغ كونغ. لقد نكثت الصين بوعدها. إنه مجتمع لا يمكن الاعتماد عليه أو التفاوض معه".

وفي مقابلته الحصرية مع "اندبندنت"، تنقّل الفنان (62 عاماً) بين مواضيع شخصية وسياسية. إذ تحدث وي وي  Weiwei الداعم لحملة "ساعدوا الجياع" التي تديرها "اندبندنت"، عن الأصول المؤلمة لطبق الخزف المزهّر الذي سيدخل في مزاد خيري مخصص للفن المعاصر تديره "دار سوذبي" لغاية 30 يوليو (تموز). ويضيف، "لقد صممت الطبق أثناء تجربة العيش في الأسر بالصين (عام 2011) لمدة 600 يوم. دأبت على وضع باقة جديدة من الأزهار في سلة دراجتي الهوائية أمام بوابة مرسمي. وكذلك صوّرت الأزهار، ونشرت الصور على الإنترنت للمطالبة باستعادة حقي في السفر".

سيقوم المزاد بجمع الأموال لصالح "مشروع فيلكس" The Felix Project. وقد تأسس المشروع على يد جاستن بيمان شو، الرئيس السابق لـ"اندبندنت"، وهو أضخم موزع لفائض الطعام في المملكة المتحدة، وستذهب إليه موارد حملتنا. وقد شدّد وي وي Weiwei على أهمية ضمان حصول الناس على ما يكفي من غذاء، مشيراً إلى أن "مشاركة الطعام تشكل اللفتة الأكثر أساسية إنسانيّاً، وكذلك تتجاوز الأيديولوجيا أو الدين (لأن) الطعام ضروري. إنه يمتلك معنى عميقاً جداً عن طريقة فهمنا لأنفسنا وترابطنا مع الثقافة. لكن بالنسبة إلى أولئك المحرومين من التغذية اللازمة، إنها بالفعل مسألة كرامة إنسانية. ويجري تهشيم هذه الكرامة في كثير من الأحيان. لقد زرت العشرات من مخيمات اللاجئين حول العالم حيث يأكل الناس في ظروف لا تخطر في البال. أذكر أنني رأيت أشخاصاً ينتظرون ساعات في طوابير من أجل الحصول على مجرد كوب شاي، وأناساً يطبخون فوق ألسنة النار من دون امتلاك أدوات على الإطلاق. إنّ مشاركة الطعام تشكل اللفتة الأكثر أساسية إنسانيّاً".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

منذ بداية الوباء، يشارك وي وي Ai Weiwei في مشاريع فنية وإنسانية. وبحسب رأيه، "ثمة تأثير لكل نشاط يحدث حولي على عملي. لن يكون لدي أعمال من دون تلك العواطف والمدارك التي توقظها هذه الفعاليات". وقد تمكن في شهر يونيو (حزيران) من جمع مليون جنيه إسترليني بواسطة بيع أغطية وجه تحمل أعماله المعروفة المصنوعة ببذور عباد الشمس مع يد متحدية ترفع الإصبع الوسطى. وذهب المبلغ إلى دعم عمل الجمعيات الخيرية الإنسانية الدولية التي تحارب فيروس كورونا. كذلك أنتج ثلاثة أفلام وثائقية، يتناول أحدها مخيماً للاجئي الروهينغا في بنغلادش، بينما يركز الآخر على الحياة في إقليم "ووهان" في خضم الوباء.

ليس غريباً على وي وي  Weiwei المشاركة في حوادث مهمة في الصين. ففي 2009 مثلاً، أعلنت الحكومة الصينية عن الأرقام الرسمية لضحايا زلزال "سيشوان"، بعدما انطلق وي وي في استقصائه الخاص.

وكذلك ابتكر عملاً فنياً تحت عنوان "تذَكُّر"Remembering  على جدار "متحف بيت الفن" في ميونيخ باستخدام 9 آلاف حقيبة مدرسية، بهدف إحياء ذكرى الطلاب الذين قضوا في انهيار فصولهم الدارسية السيئة البناء بسبب الزلزال الذي ضرب الإقليم الصيني في 2008.

ولم يشجع وباء فيروس كورونا واستجابة الصين اللاحقة له وي وي Ai Weiwei على تغيير نظرته حول وضع تلك الدولة (الصين) كقوة عظمى ناشئة. إذ استنكر رد فعل بلاده على الفيروس ووصفه بأنه "غير موثوق، وغير شفاف، ورفض تحمل المسؤولية منذ البداية. والإصابات واضحة وواقعية. وما زالت نتيجة هذه الأزمة غير معروفة. ولا زالت دول كثيرة تنكر الحقيقة أو تتحاشاها".

وفي حين أنه يرفض الإشارة (التي تلقى رواجاً متزايداً) إلى "حرب باردة جديدة بين الصين والغرب"، لكنه يحذر من أن غياب الاستراتيجية الواضحة عن الأخير، ستجعله "يخسر المنافسة".

يشار إلى أن آي كينغ Ai Qing، والد وي وي Ai Weiwei، كان واحداً من أبرز الشخصيات الأدبية ذات الشأن في الصين. إذ دخل في خصومة مع النظام، فنُفِيَتْ العائلة إلى "شينجيانغ" في أقصى غرب البلاد، حيث أُجبر والده على تنظيف المراحيض العامة. في 2015، مُنِحَ وي وي جواز سفر وإذن له بمغادرة الصين. إنه يقيم حالياً في "كامبريدج" ولديه مُحتَرَف في برلين.

 في سياق متصل، تحدث وي وي عن رؤيته لعالم ما بعد الوباء. ووفق كلماته، "يرغمنا فيروس كورونا على التفكير في أسئلة أساسية. كيف سيواصل المجتمع تطوره؟ كيف يمكننا الاستمرار في حماية البشرية ومنع تكرر الأزمة، خصوصاً تلك التي لا تعد كوارث طبيعية بل نتاج المعلومات المخفية المضللة، والتفكير غير العقلاني على مستويات عدّة، عبر المجتمعات المختلفة. سيعمل الوباء بطرق عدة، على تعديل فهمنا لحياتنا، وكيفية ارتباط الأفراد بالمجتمع وبقية العالم. لقد أظهر لنا بوضوح أنه لا يمكن لأحد بمفرده أن يكون آمناً وبصحة جيدة، بل عليه التعامل مع القضايا نفسها التي يهتم بها جيرانه ومجتمعه وحتى دول أخرى".

ستكون تحفة "طبق صغير مع زهور" للفنان آي وي وي، إضافة إلى أعمال أخرى، ضمن مزاد حملة "ساعدوا الجياع"، متاحة لغاية نهاية يوليو. من أجل المشاركة في المزاد، زوروا الرابط الإلكتروني

sothebys.com/en/buy/auction/2020/contemporary-art-london

© The Independent

المزيد من دوليات