Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

متاجر "جون لويس" كانت تحتضر قبل كورونا

ربما عجّل الفيروس النهاية المحتمة لشركات عدة ليس أكثر من ذلك

وضع كورونا مصير مؤسسات عملاقة في مهب الريح (أرإس سي.سي دي إن.أورغ)

إذن، بدأت تتقاطر يومياً خسائر الوظائف وحالات الإغلاق، نتيجة الفيروس الشرير على ما يبدو. إذ تُغلِق "بوتس" Boots محلاتها الخاصة بالبصريات، وتتخلى "جون لويس"  John Lewis عن ثمانية متاجر، من بينها متجر رئيس افتتح حديثاً في "برمينغهام". وليست "بوتس" و"جون لويس" سوى مجرد شركتين، بينما القائمة طويلة. وقد نقلت وسائل الإعلام في جميع إعلاناتها عن إقفالهما باعتباره نتيجة من تفشي "كوفيد-19".

أود أن أصرخ على نشرات الأخبار التلفزيونية، وتلك الإشعارات الكئيبة المنذرة بالشؤم الآتية من "سكاي نيوز" Sky News  (رجاءً "سكاي"، هل بإمكانك اختيار أخبار أكثر إثارة للبهجة؟). في الواقع، أنا أصرخ، ويمكن لزوجتي أن تشهد على ذلك بسهولة.

هل سيتوقف الناس عن فحص أعينهم وشراء النظارات بسبب فيروس كورونا؟ هل سيؤدي كورونا إلى جائحة أخرى تسبب هذه المرّة، اضطراباً في البصر؟ أم أن الأمر ببساطة يتعلق بمعاناة "بوتس" Boots جرّاء منافسة ماركات منخفضة الأسعار كـ"سبيكسايفرز" Specsavers، وجرّاء تفضيل الناس طلب نظاراتهم عبر الإنترنت؟

وبصورة مماثلة، هل سيمنع "كوفيد-19" الناس من زيارة جون لويس؟ مهلاً، أليست متاجرها كبيرة جداً، وممراتها واسعة جداً، بحيث لا يمثل التباعد الاجتماعي مشكلة بالنسبة إليهم؟ بالتأكيد. من بين جميع بائعي التجزئة، يجب أن تكون "جون لويس" الأكثر قدرة على التعامل مع الوضع الطبيعي الجديد [التباعد الاجتماعي].

ثمة إشارة كامنة. إنّ عدداً من متاجر "جون لويس" فسيحة للغاية، وتدفع أموالاً كثيرة للإيجارات ومعدلات الأعمال التجارية، لكنها لا تجتذب ما يكفي من المتسوقين كي تكون قادرة على الاستمرار. سأراهن على أن قائمة تلك المحلات التي أغلقت وأعلن عنها هذا الأسبوع، قد وُضِعَتْ منذ وقت طويل قبل أن تترسّخ عبارتا "ووهان" و"السوق" في الوعي العالمي. كما أراهن على أن هناك قائمة أطول سيُكشف النقاب عنها في الوقت المناسب.

لقد أصبحت هذه المتاجر عبارة عن حظائر طائرات فارغة. أو بعبارة أخرى، مساحات شاسعة مع عدد غير كافٍ من العملاء الذين يدفعون ببطاقات الائتمان ثم يذهبون إلى طابق آخر للانتظار بصبر إلى أن يُعثَرْ على مقتنياتهم كي يسحبوها إلى السيارة التي ركنوها في موقف حصلوا عليه مقابل رسوم وبعد انتظار طويل في الطابور. فبدلاً من المرور بكل تلك التعقيدات، يمكنهم الجلوس في المنزل أو في أي مكان يريدون والتسوق عبر الإنترنت، وستأتيهم مقتنياتُهم، وإذا لم تعجبهم فهناك من سيُرجعها.

وفي إشارة أخرى إلى ما يحدث حقاً، تفيد "جون لويس" بأن ما يتراوح بين 60 إلى 70 في المئة من مبيعاتها هذا العام ستجري عبر الإنترنت، مقابل 40 في المئة في العام الماضي.

وكذلك يمكن أن يجادلوا بأن تلك الزيادة في 2020 تعود إلى حالة الإغلاق التي دفعت مزيداً من الناس إلى التعرف على التسوق عبر الإنترنت. هممممم. أود أن أرى المخطط الموجود في المكتب الرئيسي، الذي يوضح منذ متى توقعوا وصول مبيعات الإنترنت إلى بين 60 و70 في المئة في هذا العام أو في العام المقبل؛ وسأراهن على أن أنهم توقعوا ذلك منذ وقت طويل.

قد يكون "كوفيد-19" سرّع من وتيرة ذلك الانتقال، لكنه لم يفعل أكثر من ذلك. إنه ليس السبب، وما حدث كان حتمياً. ليست سوى إن المحتم يحدث بسرعة أكبر، ذلك كل شيء.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

 

إننا ننتقل إلى الإنترنت، ونحن نحب هذا. وأكثر من ذلك، لم تساعد المتاجر التقليدية نفسها بعدما جعلت الوصول إليها أمراً مزعجاً للغاية، وجعلتنا لا نرغب في استخدام سياراتنا، ولم توفر نظام نقل عام بديل ومناسب، ولا تتوفر على مخزون من السلع عندما نصل إليها، وفي بعض الحالات، لا تُدرّب موظفيها بشكل صحيح كي نتمكن من الحصول على مزيد من المعلومات عبر الكمبيوتر أكثر مما نحصل عليه بصفة شخصية.

وبطبيعة الحال، يعاني قطاع الضيافة. والحقيقة أن الحانات كانت تغلق قبل الفيروس بوقت طويل، والمقاهي لا تعيد فتح أبوابها. لكن لدينا كثيراً من المقاهي على أي حال. والمفاجأة، المفاجأة أن المقاهي الجيدة المتمتعة بالنباهة والذوق، تبيع مجدداً. في المقابل، إن المقاهي السيئة، ذات النوافذ المغطاة بالبخار مع ملصقات باهتة على الجدران، تلك التي بدت كأنها خطر على الصحة حتى قبل أن تظهر الأعراض الأولى في المريض الأول [بكورونا]، ظلت مغلقة.

لقد تسبّب كورونا في سلسلة من المآسي. فبسببه تضررت شركات الطيران بشدة، ومعها صانعو الطائرات ومجموعة كاملة من الشركات التي تعتمد على المطارات. ولكن في عوالمها أيضاً، وُجِدَت شكوك عن مخاطر محدقة، ما يُعزز الحجة الخضراء [بالمعنى البيئي]. وازداد التشكيك بشدة في الحاجة إلى توسيع المطارات، وانتقاد أولئك الذين يُجرون رحلات تعتبر غير ضرورية.

نحن بحاجة ماسة إلى وضع ما يتكشّف في سياقه [وباء كورونا]. لقد كان المجتمع يتغيّر والنشاط الاقتصادي يتحوّل والتكنولوجيا تتقدم، ولا علاقة لأي من ذلك بـ"كوفيد-19".

لذا، يتوجّب على أصحاب النفوذ والسلطة أن يدركوا ذلك، ويسايروا التيار. إنّ الحفاظ على عمل تجاري ميّت ووظيفة ستختفي لا محالة، ليس من الحلول البعيدة المدى، بل إنه مراكمة المشاكل للمستقبل.

إنّ تفشي الجائحة يسلط الضوء على شقوق موجودة قبلها، ولن تحدّ الحلول الترقيعية من اتّساعها. فنحن بحاجة إلى إعادة البناء، وهذا ما يخبرنا به "كوفيد".

© The Independent

المزيد من اقتصاد