Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

آصلي أردوغان: السلطان الحالي يطوي صفحة العلمانية التركية

تحويل آيا صوفيا من متحف إلى مسجد هو بمثابة نأي عن القيم الأخلاقية والحوار والديمقراطية

الروائية التركية المنفية آصلي إردوغان (يوتيوب)

في مقالة نشرتها في "لوموند" الفرنسية اعتبرت الكاتبة التركية، آصلي (أسلي) أردوغان، أن قرار الرئيس التركي هو في مثابة نأي عن القيم الأخلاقية الغربية والقوانين والدمقراطية على حد سواء. وتُرجمت روايات أصلي أردوغان إلى اللغات الأوروبية والانكليزية وحازت عدداً من الجوائز، منها جائزة سيمون دي بوفوار في 2018، وهي تحمل شهادة دكتوراه في الفيزياء. واعتُقلت في أغسطس (آب)2016 بعد محاولة الانقلاب الفاشلة في يوليو من العام نفسه بسبب كتابتها مقالات في صحيفة كردية. وبعد إعلان المحكمة براءتها من تهم الإرهاب، سلكت طريق المنفى.

وهي تتحدر من المدينة التي "سُميت القسطنطينية حين تأسيسها وتعرف اليوم بعد أكثر من ألف عام باسطنبول. وبين المرحلتين، بدّلت المدينة أسماءها عشرات المرات. وحوصرت عشرات المرات، وعانت من جائحتي طاعون، وهزّت أرضها عشرة زلازل مزلزلة. وتجاوزت عدداً لا يحصى من الحروب والقتال والمكائد والنزاعات".

وترى آصلي أن رمز الحكمة والفرادة في مسقط رأسها اسطنبول، هي "آيا صوفيا". وهي معلم يضاهي بهاء الإهرامات المصرية. وجذور اسطنبول ضاربة القدم والتنوع، فهي كانت رومانية ويونانية، وهي ملتقى البحرين، المتوسط والأسود، ونقطة التقاء حضارات آسيا الوسطى القديمة بتراقيا، وشبه الجزيرة اليونانية وبلاد فارس، وصلة وصل بين الشرق والغرب. وتذهب إلى "أن التجول في شوارع اسطنبول طوال يومين حافل بشواهد تظهر أن مقاربة العثمانيين بيزنطيا كانت مجحفة. فأينما تلفت المرء يلفي قصوراً متهاوية، وكنائس حولت إلى مساجد، فصفحة ألف عام من تاريخ بيزنطيا، طويت وتركت فريسة الإهمال كي لا تلقي بظلها على مجد العصر العثماني".  وترى الروائية التركية أن تحويل آيا صوفيا إلى مسجد يؤذن بموت النظام العلماني الكمالي، نسبة إلى مصطفى كمال، ويطيحه.

وتحمل الروائية على الأحزاب التركية المعارضة، وترى أن موقف "حزب الشعب الجمهوري"، رافع راية الكمالية، خجول، على رغم أن شطراً راجحاً من الأتراك يرى أن ما أقدم عليه رجب طيب أردوغان هو مناورة سياسية من أجل تشتيت الانتباه عن الأزمة الاقتصادية. وكان الرئيس التركي نفسه طعن في الحاجة إلى مسجد آخر في حيّ إسطنبول التاريخي، الذي تملأه المساجد المتنوعة الأحجام. ورأى حينها أن مطالبات تحويل آيا صوفيا الى مسجد سياسية. وقال قبل عام، على ما تذكر سبينيم أرسو، الكاتبة والصحافية على موقع اندبندنت، "لن تستطيعوا ملء المسجد الأزرق المجاور لها بالناس ومع ذلك تقترحون ملء آيا صوفيا بالمصلين".

 ولم يعد الرئيس التركي إلى الشعب ولم يسأله عن رأيه في التحول هذا، ووصفه بـ"خطوة الفتح النهائية"، فهو كرّس نفسه خليفة محمد الفاتح وغيره من السلاطين العثمانيين. والفتح كلمة وإيديولوجية من عصر ولّى كان المنتصر فيه يحتل ويبيد المنهزم.

واليوم يعلن أردوغان أن السلطنة العثمانية هي قدوة تركيا المعاصرة. لذا، لن يعير بالاً بعد الآن إلى قيم منسوبة إلى الغرب أو المجتمع المعاصر ولا إلى مبادئ الحداثة الغربية. ولن يقف القانون أو الديمقراطية حائلاً أمام فتحه الكبير... حيازة السلطة المطلقة.

المزيد من ثقافة