Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

إسرائيل تسعى إلى ضم أكبر مساحة من الأرض بأقل عدد من السكان

الضم الانتقائي للضفة الغربية يخنق الفلسطينيين جغرافياً واقتصادياً

تظاهرة ضد الاستيطان في قرية بديا في الضفة الغربية (وفا)

أحيت خطة إسرائيل لضمّ أجزاء واسعة من الضفة الغربية إليها، مخاوف الفلسطينيين من تعرّضهم للترحيل إلى خارج فلسطين على غرار نكبة عام 1948 وهزيمة يونيو (حزيران) عام 1967. ومع تنفيذ خطة الضمّ التي تستند إلى خطة الرئيس الأميركي دونالد ترمب للسلام، تصبح إقامة دولة فلسطينية على حدود 67 ضرباً من الخيال، وبحكم المستحيلة. كما أن الضمّ إن حصل، سيشكّل ضربة قاضية لحلّ الدولتين الذي قامت عليه العملية السياسية منذ مؤتمر مدريد للسلام عام 1991.

مبدأ صهيوني
ويستند الفلسطينيون في مخاوفهم تلك إلى حرص إسرائيل على تطبيق مبدأ يعود إلى بدايات الحركة الصهونية ينصّ على "ضمّ أكبر مساحة ممكنة من الأرض بأقلّ عدد ممكن من السكان". فتل أبيب ترفض بشدّة وجود غالبية فلسطينية فيها من خلال الدولة الواحدة، وتعتبر ذلك انتحاراً ذاتياً لها وإنهاءً لوجودها.
وتقضي خطة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو بضمّ غور الأردن والمستوطنات في الضفة الغربية إلى إسرائيل، حيث لا يعيش على تلك الأراضي سوى عشرات آلاف الفلسطينيين. ومع صعوبة طردهم من الضفة الغربية بشكل جماعي كما حصل خلال عامَيْ 48 و67، فإن إسرائيل تفضّل "الضمّ الانتقائي لأكبر نسبة من هذه الأرض، شرط استيعاب أقل عدد من الفلسطينيين معها".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)


المخرج الأردني
ويُعتبر الأردن الطريق الوحيد للفلسطينيين إلى الخارج عبر جسر الكرامة الواصل بين ضفَّتَيْ نهر الأردن، وتخشى عمان من أن يؤدي ترحيل جماعي للفلسطينيين إلى تغيير في بنيته الديموغرافية، بالتالي تشكيل تهديد وجودي للمملكة.
ويرى أستاذ العلوم السياسية في جامعة "بيرزيت" علي الجرباوي أن إسرائيل ستعمل على "حشر الفلسطينيين في كانتونات معزولة وستخنقهم اقتصادياً" بهدف دفعهم إلى هجرة تدريجية من الضفة الغربية، مستبعداً أن ترحّلهم بالقوة وبشكل مباشر بسبب رفض المجتمع الدولي لممارسات كهذه. ويضيف أن تل أبيب ستلجأ إلى "الضمّ الانتقائي" عبر الاستحواذ على أكبر مساحة من الأراضي بأقلّ عدد من الفلسطينيين، مضيفاً أن ذلك "سيؤدي إلى خنق الفلسطينيين جغرافياً واقتصادياً ما سيدفعهم إلى الهجرة على المدى البعيد وبشكل تدريجي".
ويوضح الجرباوي أن الأردن قلق للغاية على تركيبته الديموغرافية بسبب تبنّي اليمين الإسرائيلي الحاكم أفكاراً تعتبر أن "الأردن هو الوطن البديل للفلسطينيين"، مشيراً إلى أن "إقامة دولة فلسطينية على حدود 67 هي بمثابة ضمانة أساسية لمستقبل الأردن".

 

ظروف غير مؤاتية
من جهة أخرى، يرى الباحث في الشؤون الإسرائيلية أنطوان شلحت أن "مبدأ الترحيل القسري للفلسطينيين راسخ في فكر التيارات الصهونية كافة"، لكنه يلفت إلى أن "الظروف الإقليمية والدولية غير مؤاتية لتنفيذ ترحيل جديد للفلسطينيين بشكل قاسٍ".
ويعتبر شلحت أن "تل أبيب ستعمل من خلال تنفيذ خطة الضمّ على إيجاد ظروف طاردة للفلسطينيين لترك مدنهم وقراهم".
فيما يشرح الكاتب السياسي حمادة جبر أن "فكرة الترحيل القسري للفلسطينيين متجذّرة لدى قادة إسرائيل، لكنهم بحاجة إلى الفرصة المناسبة لتنفيذها". ويردف أن "سيناريو انهيار السلطة الفلسطينية وما يمكن أن يليه من فوضى وفلتان أمني وصراع مسلح قد يتيح لتل أبيب استغلال ذلك وارتكاب نكبة ثانية بحق الشعب الفلسطيني"، مضيفاً أن "إسرائيل كدولة قد لا تكون مشاركاً رئيساً في النكبة، بل تترك الأمر للمستوطنين المدجّجين بالسلاح".

المزيد من الشرق الأوسط