Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

إخفاقات جونسون تعقد التصدي لموجة ثانية من كورونا

استنزفت السلطة المعنوية للحكومة بأخطاء أثناء الجائحة والجمهور لم يعد يستمع

اعتماد بوريس جونسون على "مناعة القطيع" ترك تأثيرات متفاوتة شتى (أ ب)   

كيف يمكن تفسير التجمعات السكانية، المخالفة لجميع التوجيهات الرسمية، في بريكستون، أو ليفربول، أو على الشاطئ في بورنموث؟ أو الاحتجاجات واسعة النطاق في الأسابيع الأخيرة، التي تعتبر جميعها غير قانونية من الناحية الفنية؟

ويبدو أن قطاعات كبيرة من الجمهور البريطاني قررت أن الحرب ضد فيروس كورونا انتهت بالنسبة لهم على نحو يبعث على السعادة، وذلك حتى قبل أن يبدأ تخفيف بعض قيود حالة الإغلاق، كما كان مفترضاً. ولم تساعد عناوين الصحافة حول "يوم الاستقلال" في 4 يوليو (تموز) واحتساء الجعة تحت أشعة الشمس في تحقيق انتقال مدروس نحو الحياة الطبيعية.

 تشعر السلطات بالانزعاج. فقد هدد مات هانكوك وزير الصحة والرعاية الاجتماعية، بإغلاق الشواطئ، في حين أعلن مجلس بورنموث البلدي حالة الطوارئ (التي تسمح للشرطة بالتدخل). ويشير كبير المستشارين الطبيين إلى أن حالات كوفيد-19 سترتفع إذا لم يتوخَ الناس الحذر. كما يُقال إن إجراءات الإغلاق ستُفرض من جديد إذا بدأ عدد الوفيات في الارتفاع.

ونظراً إلى أن ثلاثة أسابيع تفصل بين العدوى والوفاة، فإن انتظار هذه النتيجة سيجعل إجراءات الإغلاق متأخرة للغاية. لكن التخلي عن تخفيف الإغلاق قبل أن يبدأ تقريباً هو أمر محرج. وبعبارة أخرى، قد نكون بالفعل نكرر القرارات الخاطئة نفسها التي اتخذناها في مارس (آذار)، عندما طبّقنا الإغلاق بشكل متأخر للغاية، وفقدنا عشرات الآلاف من الأرواح دون داعٍ، وفقاً للأستاذ نيل فيرغسون من كلية امبريال. ومما لا شك فيه أن فيروس كورونا يتحرك في مساره التصاعدي الكبير بشكل أسرع من وايت هول في محاولة احتوائه. وتكمن المشكلة الآن في أنه إذا صدر أمر بإغلاق جزئي أو محلي، فلن يلتزم به سوى قلة من الناس.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

 

يبدو أنه مضى وقت طويل منذ 23 مارس، عندما جلس بوريس جونسون خلف مكتبه في داونينغ ستريت، وطالب الجميعَ ملازمة منازلهم لحماية خدمة الصحة الوطنية وإنقاذ الأرواح. لقد شاهد حوالي 27 مليون شخص ذلك البث، وبغض النظر عن التوجهات السياسية للناس، إلا أنهم التزموا بشكل كبير بالإرشادات وكان الامتثال أعلى من المتوقع. في المقابل، كانت رسائل الحكومة واضحة وصريحة في التأكيد على أن الأمر متعلق بمصلحتنا الذاتية وكذلك بمصلحة المجتمع ككل. ونتيجة لذلك، نجحت العملية ولم يرهق كوفيد-19 خدمة الصحة الوطنية.

لكن بريطانيا ليست مستعدة جيداً للموجة الثانية. فقد جردت قضية دومينيك كامينغز الحكومة من سلطتها المعنوية، كما فعلت بعض الإخفاقات البارزة وآخرها ذاك الذي شهدته عملية الاختبار والتتبع والتطبيق الخاص بها. وبعدما كسب الكثير من التعاطف الحقيقي أثناء مرضه الخطير بكوفيد-19، أهدر رئيس الوزراء كثيراً من هذه المودة.

فُوجئ الوزراء بالمشاعر الجياشة التي تجلت في احتجاجات حركة "حياة السود مهمة"، وفشلوا في مجاراة المزاج السائد حينذاك من خلال ردهم عليه. وهذا يعني كما رأينا في الأيام الأخيرة، أن الشرطة باتت تجد صعوبة أكثر في أداء عملها. وستكتشف هذا أكثر عندما تحاول تسيير الدوريات لفرض إغلاق جديد، لأن الأداء الفعّال للشرطة يتطلب نيله القبول على نطاق واسع.

علاوة على ذلك، فإن تداخل اللوائح التنظيمية المختلفة بين الدول الأربع التي تشكل المملكة المتحدة قد أربك الرسالة الحكومية، إذ إن طلبها "البقاء في حالة تأهب" واتباع الحس السليم بالكاد يعتبر رسالة محددة بما فيه الكفاية. وكما يؤكد جونسون، فإن الخروج التدريجي من حالة الإغلاق سيكون دائماً أصعب من الدخول فيها. ومع ذلك، فإن الجهد المبذول الآن في التواصل الواضح يبدو أضعف مما كان عليه في أسابيع الدعوة إلى "البقاء في المنازل". كان يمكن الاستفادة من الإحاطات الإعلامية اليومية في داونينغ ستريت للإجابة عن الأسئلة وتوضيح الأمور وطمأنة الناس. لكن بدلاً من ذلك قدّمت إشارة أخرى للجمهور على أن الأسوأ قد انتهى، وهذا قد لا يكون صحيحاً. وفي مثل هذه الظروف ستكون جميع الرهانات السياسية ملغاة.

© The Independent

اقرأ المزيد

المزيد من آراء