Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

انفجار طهران وقع في قلب المنشآت الصاروخية بمنطقة "خجير"

التلفزيون الحكومي أظهر لقطات من الحادث ونسبه إلى حريق بمخازن للغاز

غطى ضوء برتقالي اللون مساء الجمعة، سماء شرق طهران ولفت انتباه الكثير من سكان العاصمة الإيرانية على بعد مسافات شاسعة من وقوع الانفجار. وانتشرت إشاعات كثيرة حول الحادث في وسائل التواصل الاجتماعي، منها تكهنات بوقوع هجوم جوي إسرائيلي وانفجار منشآت مرتبطة بالبرنامج النووي الإيراني في منطقة بارشين.
وأظهرت غالبية مقاطع الفيديو التي التقطها سكان طهران من منازلهم في منطقة "بارديس" حريقاً هائلاً حول الجبال المحيطة بالعاصمة جنوب غربي المنطقة.
وهذه المنطقة تضم أكبر المنشآت العسكرية الإيرانية السرية في منطقة "خجير". وفي اليوم التالي نُشرت صورٌ متعددة عن مكان الانفجار تُظهِر شدة الانفجار.

انفجار في مركز صناعة الصواريخ العائد لمجموعة "همت"

بعد ساعات من الانفجار، قلّلت وسائل الإعلام الحكومية من وقع الحادث ونسبته إلى انفجار في مخازن للغاز الصناعي قُرب منشآت بارشين العسكرية، في حين أن مقاطع الفيديو التي نشرها رواد الإنترنت في منطقة "بارديس" تكشف أن الحادث وقع بالقرب من هذه المنقطة وليس في بارشين التي تبعد عنها مسافة 30 كيلومتراً. أما الجبال المحيطة بمكان وقوع الانفجار فقد شكلت حائلاً لمعرفة مكان الحادث. وفي اليوم التالي ومع طلوع الشمس أوفد التلفزيون الحكومي أحد مراسليه لإعداد تقريرٍ عن الحادث والترويج إلى أنه وقع في أحد مخازن الغاز.

وهذا التقرير كشف أجزاءً من الحادث، إذ أظهرت اللقطات ثلاثة مخازن للغاز، يبدو أن سعة كل منها 5 آلاف ليتر. وادعى ممثل وزارة الدفاع في المقابلة مع التلفزيون أن الحادث نجم عن قصور في إغلاق المخازن ما أدى إلى تسرب الغاز ووقوع الانفجار.

اللقطات التي بثها التلفزيون كانت من زواية ضيقة جداً، وأظهرت المخازن المتضررة من دون أن تظهر في اللقطات المنشآت العسكرية المجاورة.

وفي صورة التُقطت بواسطة الأقمار الاصطناعية في اليوم التالي، ظهر أن الأمر يختلف عن ادعاء التلفزيون الحكومي، حيث إن الانفجار لم يقع في منطقة بارشين بل في قلب المنشآت العسكرية لصناعة الصواريخ الإيرانية في منطقة "خجير".

وخلافاً لما تداولته وسائل الإعلام، فإن الحريق في مخازن الغاز أدى إلى تضرر أجزاء واسعة في نطاق الحادث، منها منشتآن للتحقيقات والوقود السائل للصواريخ الباليستية.
وتبلغ مساحة المنشأة 57 في 40 متراً بالقرب من مخازن الغاز العائدة إلى إحدى المنشأتين العسكريتين "رستكار" أو "جراغي"، وتتولى المنشأتان مهمة إنتاج وقود سائل لبعض أنواع الصواريخ الباليستية من فئة "شهاب 3" و"قدر" و"قيام". وتعود كلاهما إلى مجموعة "همت" للصناعات العسكرية العائدة إلى مؤسسة الصواريخ والفضاء التابعة للقوات المسلحة الإيرانية.

وغاز البروبان الذي تحتوي عليه تلك المخازن يُستخدم في إنتاج وقود سائل لمحركات الصواريخ الجديدة.

أسباب الانفجار

قبل دقائق من وقوع الانفجار في "خجير" حدث خللٌ في شبكة الكهرباء في مدينة "ملك مكان" بالقرب من "شيراز" جنوبي البلاد، ما أدى إلى حريق في شبكة الكهرباء في المدينة، وتبعه عطلٌ فني في عدد من محطات الكهرباء في البلاد.

وأدى الحادث إلى قطع تيار الكهرباء في 20 إلى 30 مدينة في المناطق المختلفة في "شيراز". ويبدو أن الحادث نجم عن هجوم سايبري إسرائيلي نفذته الوحدة 8200 التابعة للجيش الإسرائيلي، طبقا لما تداولته وسائل الإعلام.

وقد وقعت هجمات مماثلة بواسطة الاستخبارات المركزية الأميركية (سي آي إيه) ضد منشآت الكهرباء في فنزويلا العام الماضي لتأجيج الاحتجاجات ضد نظام نيكولاس مادورو.

وذكرت وسائل الإعلام الإيرانية أن الحادث وقع بسبب إهمال خلال ملء مخازن الغاز بشكل يدوي، ما أدى إلى انفجار في أحد المخازن ونشوب حريق في المخازن المجاورة.

وتظهر اللقطات التي بثها التلفزيون الرسمي أجهزة إلكترونية على مقربة من مكان الحادث، ويبدو أنها مرتبطة بمخازن الغاز، وإذا ما تبين أن الانفجار ناجم عن ارتفاع الحرارة والحريق بالقرب من مخازن غاز البروبان، فإن ارتفاع حرارة المخزن يمكن أن يكون ناجماً عن هجوم سايبري.

وإذا ما تتبعنا المداولات بشأن الحادث في وسائل التواصل الاجتماعي نجد أن عدم الثقة بين الشعب والنظام ساعد في إثارة التكهنات. فعلى سبيل المثال تحدث مواطنون عن وقوع انفجار في منشآت نووية سرية في موقع بارشين. كما ذكر بعض مروجين نظرية المؤامرة أن مقاتلات إسرائيلية استهدفت المكان، والفرضيتان بعيدتان عن الواقع، إذ لا يمكن تنفيذ الهجوم الجوي بواسطة مقاتلات "إف 35" الإسرائيلية بسبب بعد المسافة وعدم إمكان استقرار مروحيات وطائرات البحث والإنقاذ بالقرب من إيران، خصوصاً في العراق. كما لا يمكن تزويد المقاتلات "إف 35" بالوقود إذا أقدمت إسرائيل على مثل هذه العملية بسبب خطر الصواريخ أرض - جو الإيرانية، وكذلك العواقب السياسية من وراء مثل هذه العملية.

وإذا ما ثبت وجود تدخل بشري متعَمد في وقوع الحادث، فمن المحتمل أن يكون الأمر ناجم عن شخص أو مجموعة من الأفراد أو هجوم سايبري.

اندبندنت الفارسية

اقرأ المزيد

المزيد من متابعات