Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

بريكست من دون اتفاق قد يقضي على مصنع "نيسان" في ساندرلاند

الحقيقة المرة تظهر متأخرة وتمديد الفترة الانتقالية يستند إلى تفكير سحري غير مفيد

في ظل كساد كورونا، سيؤدي فشل مفاوضات بريكست إلى وقوع مصانع "نيسان" في بريطانيا بين فكي كماشة (أ.ف.ب.)

أمام مؤيدي بريكست من دون اتفاق الآن صورة يضعونها على أعلامهم. يتعلق الأمر بصورة سيارة "هاتشباك" من طراز "نيسان كاشكاي" بألوان العلم البريطاني الأحمر والأبيض والأزرق، تُقَاد ببرود وتَعَمُّدْ إلى هاوية، ثم تقع في المياه.

وتشير "نيسان" التي تصنع أيضاً السيارة الكهربائية "ليف" والسيارة "جوك" في "ساندرلاند"، إلى أن مصنعها في المدينة قد يقفل أبوابه إذا فشلت المملكة المتحدة في التوصل إلى اتفاقية تجارية مع الاتحاد الأوروبي.

طبعاً بالتأكيد، فأن تواجه صادرات معينة فجأة تطبيق رسوم جمركية تبلغ 10 في المئة ولم تكن موجودة قبلاً، سيسبب بوضوح مشكلة. وكذلك سيسبب مشكلة تقريباً لكل شركة تبيع منتجات في الاتحاد.

وفي ذلك الصدد، ذكر مؤيد جاهل لبريكست ذات مرة بكل وقاحة أن الشعب "متحمس" لما يُسمَّى بريكست وفق شروط "منظمة التجارة العالمية" الذي ترافقه رسوم جمركية من هذا النوع، ويبدو أننا نتجه إليه.

وفي البداية، تبيّن لي أن لديه كثيراً من الأصدقاء على "فيسبوك" ممن كانوا يحبسون أنفاسهم ترقباً لاحتمال وقوع الفأس في الرأس.

في المقابل، ثمة أشخاص قد يمتلكون بالفعل سبباً للشعور بحماسة إزاء هذا الاحتمال. يتعلق الأمر بأشخاص يعملون في فروع "جوب سنتر بلاس" لخدمات التوظيف. إنهم سيكونون جزءاً من أكبر الصناعات نمواً في الشمال الشرقي، إذا حصل ذلك الأمر.

فقد تجاوزت "ساندرلاند" أخيراً نوبة نزيف عالمي أصابت "نيسان" لأن المصنع مثير للإعجاب بشكل كبير، وهذا التجاوز قابل للتكرار. ويذكر أيضاً أن المصنع حديث وكفوء وحسن الإدارة، ولذا يشير الرئيس التنفيذي أشواني غوبتا إلى إنه يود الحفاظ عليه على الرغم من أن شركة "رينو"، المتحالفة مع "نيسان"، لا يبدو أنها ستستفيد من فرصة استغلال القدرة الإنتاجية الفائضة هناك.

وبالاستعادة، تتمثل المشكلة في أن "نيسان" عانت وضعاً صعباً حتى قبل أن تصدم جائحة فيروس كورونا الاقتصاد العالمي، فأوقفت أعمالها تدريجاً. وبفضل إصرار الحكومة البريطانية، قد تجري الرياح بما لا يشتهي غوبتا.

ويلح كثيرون من معارضي الحكومة (وحتى بعض الموالين لها) عليها لتمديد الفترة الانتقالية اللعينة. وهكذا، ستبقى سبعة آلاف وظيفة في المصنع وعشرات الآلاف من الوظائف في سلاسل الإمداد على ما يرام. ولم ينضم زعيم حزب العمال السير كير ستارمر إلى هؤلاء الدعاة لأنه عبقري ويعرف أنهم على خطأ.

ويُعَد موقفهم الهجومي مفهوماً لأن خطوة كهذه ستكون عملية ومنطقية، لا سيما في ظل الغموض الاقتصادي الذي تسبب به الفيروس. وهذا ما كانت لتفعله بالفعل إدارة عقلانية تحكم وفق المصلحة الوطنية.

في المقابل، لا تتمثّل المسألة الأساسية هنا في التمديد بغض النظر عن مدى عقلانيته.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

ففي غياب تحول جذري لن يحصل، يجب أن يؤدي التمديد في مرحلة ما إلى اتفاقية تجارية، أو بريكست من دون اتفاق. ويبدو أن الخيار الثاني مرجح في ظل الاستراتيجية التي يتبناها رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون ومؤيدوه. وتعني الاستراتيجية في الأساس أنهم سيطلون على القناة الإنجليزية وهم يلوحون بقبضاتهم ويقولون، "إفعلوا ما نريد أو سنرحل". ومن المرجح أن هذه الاستراتيجية دفعت بـ"نيسان" إلى إصدار تحذير واضح.

ومن ناحية أخرى، لا تزال الحكومة متمسكة بعقيدة تصر على أن بريطانيا تمسك بـ"البطاقات الرابحة كلها"، على حد تعبير وزير شؤون مجلس الوزراء مايكل غوف، وسيتضرر الاتحاد الأوروبي أكثر من بريطانيا إذا خرجت منه من دون الحصول على ما يرضيها. وحين يدرك الاتحاد الأوروبي الأمر، سيعود بالتأكيد ويركع ويسجد أمام السلام البريطاني، الذي سيبحر باتجاه غروب الشمس في يخت ملكي جديد يحمل صفقة للتجارة الحرة.

وليس ذلك كله سوى خيال بالطبع، ومثال آخر على التفكير السحري.

والمؤسف أن تمديد الفترة الانتقالية لن يغيره، بل إنه ببساطة سيحمي مؤيدي بريكست من حقيقة مشروعهم لفترة أطول قليلاً.

وسيكون عملاً مذهلاً يشبه التخريب الصناعي التضحية بساندرلاند من أجل إثبات وجهة نظر جونسون التي لطالما تمسك بها خلافاً للمنطق، وفي هذا العصر من العمل السياسي المتجاوز للحقيقة وللخجل، قد لا تغير هذه التضحية شيئاً.

في المقابل، يروج أن مصنعي السيارات الألمان الذين يبيعون سياراتهم في بريطانيا ربما يقتحمون برلمان بلادهم ويطالبوا المستشارة أنغيلا ميركل بترتيب الوضع مع بريطانيا وفق شروط بريطانيا، من أجل إنقاذ بريطانيا.

هذا مضحك لكنه كلام لم نسمعه منذ فترة. لكن، لن يدهشني أن أسمع القصة تُروَى مرة ثانية قبل البت بالمسألة. فهل يدهشكم؟

© The Independent

المزيد من آراء