Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

النفط يتأرجح دون 40 دولارا وسط غموض بشأن اجتماع "أوبك"

شكوك حول عدم التزام بعض الدول بخفض الإنتاج قادت الأسعار إلى التراجع

يشهد الطلب العالمي على النفط انتعاشاً بطيئاً مع تخفيف قيود كورونا (أ.ف.ب)

وسط غموض بشأن اجتماع "أوبك" المقبل، تعرضت أسعار النفط للتراجع من أعلى مستوياتها في ثلاثة أشهر، مع شكوك حول التزام بعض الدول المنتجة بتخفيضات الإنتاج المُتَفق عليها، حيث طالبت السعودية جميع الأعضاء، بالالتزام بالاتفاق، حتى يتحقق نجاح الاجتماع المقبل، في وقت ضغطت على الأسعار بيانات إدارة معلومات الطاقة الأميركية التي أظهرت تراجعاً في الطلب على الديزل لأدنى مستوى له في 21 عاماً خلال الأسبوع الماضي، إلى جانب تضخم مخزونات البنزين.

وبحسب "رويترز"، فقد أظهرت الأرقام الرسمية ارتفاع مخزونات البنزين بنسبة أعلى من التوقعات بـ2.8 مليون برميل، فيما انخفضت مخزونات الخام الإجمالية بـ2.1 مليون برميل. ومع اضطراب السوق هبطت العقود الآجلة لخام "برنت" 47 سنتاً أو 1.18 في المئة إلى 39.32 دولار للبرميل، بينما تراجعت العقود الآجلة لخام "غرب تكساس الوسيط" الأميركي 67 سنتاً ما يعادل 1.80 في المئة إلى 36.62 دولار للبرميل.

على صعيد متصل، قال مصدران مطلعان لـ"رويترز"، اليوم الخميس، إنه "من المقرر أن ترجئ شركة (أرامكو) السعودية إعلانها أسعار البيع الرسمية للخام لشهر يوليو (تموز) إلى الأحد المقبل على الأقل، انتظاراً لنتائج اجتماع منتجي (أوبك+)". وقالت مصادر في "أوبك+"، إنه ما زال من الممكن عقد اجتماع هذا الأسبوع فقط إذا تعهدت الدول غير الملتزمة بالتخفيضات بتحسين امتثالها للتخفيضات القائمة.

وعادة ما تنشر "أرامكو" أسعار البيع الرسمية بحلول الخامس من كل شهر، ما يحدد اتجاه الأسعار الإيرانية والكويتية والعراقية، ويؤثر في أكثر من 12 مليون برميل يومياً من النفط متجهة إلى آسيا.

روسيا: سوق النفط مستقرة

من جانبها، ذكرت روسيا أن "وزير الطاقة ألكسندر نوفاك، على اتصال مستمر مع وزراء بقية دول (أوبك+)"، لكنه لم يؤكد موعد اجتماعٍ مرتقب لمناقشة تخفيضات إنتاج النفط. وقال ديمتري بيسكوف، المتحدث باسم الكرملين، إن "الرئيس فلاديمير بوتين لا يعتزم التحدث مع نظيره الأميركي دونالد ترمب أو رؤساء دول آخرين بشأن الأمر، لكنه أشار إلى استقرار أسواق النفط في الأسابيع الأخيرة".

وذكرت وكالة "إنترفاكس" للأنباء أن وزير الطاقة الروسي، قال اليوم إن "سوق النفط العالمية قد تواجه عجزاً يتراوح بين ثلاثة وخمسة ملايين برميل يومياً في يوليو، بما يعتمد على الاتفاق الذي ستتوصل إليه (أوبك+)".

اجتماع "أوبك+" الافتراضي قد يعقد قريباً

على صعيد متصل، قالت ثلاثة مصادر في "أوبك+" لـ"رويترز" اليوم الخميس، إن منتجي النفط في المجموعة قد يعقدون اجتماعاً وزارياً افتراضيا هذا الأسبوع إذا وافق العراق وغيره من الأعضاء الذين لم يلتزموا بالكامل بخفض إمدادات الخام على تعزيز امتثالهم.

وما زالت منظمة البلدان المصدرة للبترول "أوبك" وحلفاء بقيادة روسيا، فيما يُعرف باسم مجموعة "أوبك+"، يبحثون موعد عقد اجتماعهم الوزاري الافتراضي لبحث تمديد محتمل لتخفيضات الإنتاج القائمة. واتفقت "أوبك+" على خفض الإمدادات بمقدار 9.7 مليون برميل يومياً خلال مايو (أيار) الماضي ويونيو (حزيران) الحالي، بعد أن تهاوى الطلب بسبب أزمة فيروس كورونا المستجد.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وارتفعت أسعار النفط لأكثر من مثليها بعد أن شهدت انخفاضاً حاداً إلى ما دون 20 دولاراً للبرميل في أبريل (نيسان) الماضي، لكن عدم حسم "أوبك+" قرار تمديد تلك التخفيضات القياسية يضغط على الأسعار منذ أمس.

وتريد الرياض وموسكو، اللاعبان الرئيسان في "أوبك+"، تمديد المستوى القائم للتخفيضات حالياً من الخفض، لكن اقتراحاً من الجزائر، وهي الرئيس الحالي لـ"أوبك"، بعقد اجتماع اليوم تأجل في ظل محادثات بشأن الامتثال الضعيف لبعض المنتجين.

وقال مصدر في "أوبك+"، طلب عدم نشر اسمه، "هناك مناقشات بين الوزراء بشان إمكانية تعويض الامتثال الضعيف في مايو ويونيو ويوليو".

دول في المجموعة تتراخى في الالتزام

ونقلت "رويترز" أن مستوى التزام العراق ونيجيريا، اللتين تراختا في تطبيق تخفيضات سابقة لـ"أوبك+"، بالتخفيضات المطبقة منذ مايو، كان أقل مقارنة بدول "أوبك" في الخليج مثل السعودية. وأضافت المصادر أنه قد تتم الدعوة لعقد اجتماع وزاري بإخطار قبله بفترة وجيزة هذا الأسبوع إذا كان هناك اتفاق، مشيرين إلى إمكانية ترتيب عقد اجتماع غداً.

ويشعر المنتجون بالارتياح من تعويض خفض الإمدادات لتهاوي الطلب الذي تسببت فيه إجراءات عزل عام في أنحاء العالم لاحتواء انتشار فيروس كورونا. ويساعد تخفيف في تلك الإجراءات الآن الطلب على التعافي.

الأسعار نحو 50 دولاراً

وقالت مصادر مطلعة على مباحثات "أوبك+" في هذا الشأن، "الخطة هي الالتزام بأسعار بين 40 و50 دولاراً للبرميل، لأنها بمجرد أن ترتفع مرة أخرى، لنقل إلى 70 دولاراً للبرميل، فستشجع على زيادة الإنتاج بما في ذلك إنتاج النفط الصخري الأميركي". وكان من المقرر أن تستمر تلك التخفيضات خلال مايو ويونيو على أن يبدأ تقليصها تدريجياً. وبحسب "رويترز" فقد أكدت المصادر أن "المخاوف من انتعاش إنتاج النفط الصخري الأميركي، الذي ظهرت بالفعل بوادر على عودته، كانت من الأسباب التي دفعت موسكو إلى تأييد إطالة أمد التخفيضات إلى يوليو بدلاً من الموافقة على تمديد أطول".

وفي الماضي، كانت منظمة "أوبك" وشركاؤها يرسمون السياسة لعدة أشهر على الأقل غير أن كريستيان مالك، العضو المنتدب ومدير الأبحاث للنفط والغاز لدى "جيه.بي مورغان"، قال إن النهج الشهري هو "أهون الضررين" مع انتعاش الطلب العالمي بعد انهياره بسبب أزمة فيروس كورونا.

صعود النفط الصخري وعقبات الإنتاج

وفي السنوات الأخيرة، حتى مع دعم تخفيضات "أوبك+" الإنتاجية للأسعار، صعد الإنتاج الأميركي من النفط الخام وغيره من السوائل ليصل إلى 20 مليون برميل يومياً. إلا أن انهيار الأسعار هذا العام دفع الإنتاج الأميركي للتراجع بما يصل إلى مليوني برميل في اليوم خلال أبريل (نيسان) وفقاً لبعض التقديرات، إذ إن السعر الذي تتعادل عنده تكاليف الإنتاج لمنتجي النفط الصخري في حدود 50-70 دولاراً للبرميل.

ويشهد الطلب العالمي على النفط، الذي هوى بمقدار الثلث في أبريل، انتعاشاً بطيئاً مع تخفيف القيود التي فُرضت لاحتواء الفيروس. ومن المتوقع أن يتجاوز الطلب العرض في يونيو. غير أن المخزونات العالمية لا تزال وفيرة وذلك بعد توجيه مليار برميل من النفط إلى التخزين عندما وجد المنتجون صعوبة في العثور على مشترين.

وقالت أمريتا سن، الشريكة المؤسسة لشركة "إنرجي آسبكتس"، إن "السوق في حالة سيولة، وفي ضوء الغموض الذي يكتنف مسار انتعاش الطلب في مواجهة مخاطر ظهور موجة ثانية من الإصابة بالفيروس، يجب على (أوبك) أن تظل سريعة الحركة". وأضافت "بالسير على هذا النهج الشهري يجعلون الجميع يقفون على أطراف أصابعهم الأمر الذي يجعل الاستثمار صعباً على الآخرين".

وقال بوب مكنالي، مؤسس مجموعة "رابيدان إنرجي"، إن موسكو والرياض شعرتا بما يكفي من القلق إزاء التوقعات بما دفعهما إلى تمديد تخفيضات الإنتاج. وأضاف "لكن ما من شك في أن الصعود غير المتوقع للنفط مع وقف الإنتاج بوتيرة أسرع في أميركا الشمالية قلّل مستوى القلق".

اقرأ المزيد

المزيد من اقتصاد