Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

الجوع والظمأ سيضربان معظم أفريقيا إذا طبقت العزل

قدرة محدودة في القارة السمراء على تنفيذ تدابير السلامة المتعلقة بكورونا

تضافر العوز والجوع والفقر وقلة مصادر المياه تجعل محاربة كورونا في أفريقيا مستعصية (أ.ف.ب.)

توصّلت دراسة إلى أن نحو 70 في المئة من الناس على امتداد القارة الأفريقية، حذّروا من أن الوصول إلى الغذاء والماء سيكون مشكلة بالنسبة إليهم، إذا طُلب منهم عزل أنفسهم لمدة أربعة عشر يوماً بسبب فيروس كورونا.

البحث الذي أجرته وكالة "إيبسوس"IPSOS وشمل قرابة 21 ألف شخص من 28 مدينة في 20 دولة أفريقية، وجد أن أكثر من نصف عدد الأشخاص الذين استُطلعت آراؤهم سينفدون من المال أيضاً إذا ما أجبروا على البقاء في منازلهم في إطار السيطرة على انتشار وباء "كوفيد-19".

واستناداً إلى جون نكينغاسونغ مدير "المراكز الأفريقية للسيطرة على الأمراض والوقاية منها" Africa Centres for Disease Control and Prevention (Africa CDC)، فإن النتائج التي تم الحصول عليها من تقرير "إيجاد التوازن"  Finding the Balance الذي سيصدر قريباً والمتعلق باستجابة أفريقيا مع فيروس كورونا، أظهرت كيف أن القدرة على تنفيذ تدابير الصحة العامة في القارة من دون التسبّب في "معاناة كبيرة"، كانت محدودة.

وعلى الرغم من أن أفريقيا لم تشهد زيادة سريعة في حالات الإصابة بالوباء كما هي الحال في أوروبا وآسيا والولايات المتّحدة، فقد حذّر خبراء من أن تأثير عدوى "كوفيد-19" على القارة يمكن أن يكون مدمراً.

وكانت "اللجنة الاقتصادية لأفريقيا التابعة للأمم المتّحدة" UNECA نبّهت في أبريل (نيسان) الماضي، إلى أن الوباء من المحتمل أن يؤدي إلى وفاة ما لا يقل عن 300 ألف شخص في أفريقيا، وينذر بخطر دفع ما يقرب من 30 مليون إنسان نحو الفقر المدقع.

ورأى طوم فريدن رئيس مبادرة "العزم على إنقاذ الأرواح" Resolve to Save Lives، في مؤتمر صحافي عن تقرير "إيجاد التوازن"، أن أفريقيا لم تشهد بعد "تكاثراً هائلاً" في حالات الإصابة بالمرض، لكن يتوجب على المسؤولين في دولها أن يتوخوا الحذر. وقال "ما زال من الأهمية بمكان الاستعداد للأسوأ، حتى لو كنّا نأمل في أن يحدث الأفضل".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وأشار فريدن إلى أن لدى القارة عدد من الظروف التي تجعل طرق الردّ على الفيروس صعبة، مثل شبكة الأمان الاقتصادي المحدودة في عدد من البلدان، وندرة العاملين في مجال الرعاية الصحّية، التي كانت تُعدّ مشكلة حتى قبل وباء "كوفيد-19".

وأضاف "إن لإفريقيا، على الرغم من قلة عدد كبار  السن بها، وهم أكثر عرضةً لخطر مرض (كوفيد-19)، مجموعات سكانية ضعيفة وتعاني من نقص في المعلومات عن الأشخاص الذين هم الأكثر عُرضة للخطر".

وأظهر التقرير أيضاً أن هناك مشكلات تتعلّق بالمعرفة في ما يخص الصحة العامة في القارة، حيث قال نحو 32 في المئة من الذين أجابوا عن أسئلة البحث، إنهم لا يملكون معلوماتٍ كافية عن فيروس كورونا، على مستوى الطرق التي يمكن أن تنتشر من خلالها العدوى، أو ما يمكن القيام به للحماية من المرض.

ماتشيديسو مويتي، المديرة الإقليمية لأفريقيا في "منظمة الصحة العالمية"، رأت أن من المهم أن تتجاوز استجابة الصحة العامة في القارة المدن الكبرى وتصل إلى الناس على "مستوى المجتمع". وأشارت  أيضاً إلى أن "التقرير يسلّط الضوء على الفجوات الكبيرة في المعلومات المتعلقة بفيروس (كوفيد-19)، الموجودة الآن في أفريقيا، والتي تهدّد جهود الاستجابة".

وتوقّعت المسؤولة الإقليمية في المنظمة الدولية، أن "تسهم نتائج هذا التقرير، إلى جانب بيانات اتجاهات وباء (كوفيد-19)، في مساعدة دول القارة على اتخاذ قرارات استراتيجية في شأن تخفيف عمليات الإغلاق". وتقول "ما تعلّمناه من داء إيبولا وغيره من الأمراض المتفشية، هو أن البلدان في حاجةٍ إلى تحقيق لامركزية في الاستجابة على مستوى المجتمع، وزيادة في قدرتها على تحديد حالات الإصابة وتشخيصها".

ورجّحت مويتي أخيراً أن يكون التأثير الاقتصادي للوباء كبيراً، وأن "تزيد الإجراءات الصارمة من حدّة هذا التأثير على الفئات السكانية الضعيفة"، على حد تقديرها.

 

( تم إعداد تقرير "إيجاد التوازن" Finding the Balance  من خلال تعاون ثلاث جهات إقليمية ودولية تحت عنوان

Partnership for Evidence-Based Response to Covid-19 (PERC). وهذه الجهات هي "المراكز الأفريقية للسيطرة على الأمراض والوقاية منها"، و"منظمة الصحة العالمية"، و"المنتدى الاقتصادي العالمي").

© The Independent

المزيد من تحلیل