Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

الصين تعزز صناعة فراء الثعالب والمنك برغم المعارضة الواسعة

حملة "أوقفوا تجارة الحياة البرية" تطالب الرئيس شي جين بينغ بإنهاء هذه التجارة للتقليل من خطر حدوث جائحة أخرى

تعمل الصين على تربية أكثر من 50 مليون حيوان في مزارع الفراء وذبحهم كل سنة بحسب "جمعية الرفق بالحيوان العالمية" (غيتي)

تدرس الصين حالياً اتّخاذ خطوات من شأنها أن ترسّخ صناعة الفراء الضخمة ضمن اقتصاد البلاد، ما يثير مخاوف بشأن احتمال انتشار فيروس كورونا بين الحيوانات التي تُحشر في مساحات صغيرة. وتقترح وزارة الزراعة الصينية، إعادة تصنيف حيوانات المنك وكلاب الراكون والثعالب الفضية والثعالب الزرقاء، كحيوانات منزلية بدلاً من برّية كما يطلقون عليها الآن.

وترى جماعات الضغط المعنيّة بالرفق بالحيوان، أن التغيير يهدف إلى حماية هذه الصناعة من الضغوطات العالمية الساعية إلى وضع حدٍّ لتربية أصناف من الحيوانات البرّية بسبب جائحة فيروس كوفيد-19.

وتعمل الصين على تربية أكثر من 50 مليون حيوان في مزارع الفراء وذبحهم كل سنة، بحسب "جمعية الرفق بالحيوان العالمية"، التي وجّهت رسالة إلى الرئيس شي جين بينغ تسجّل فيها اعتراضها على الخطة التي ما زالت في مرحلة التشاور.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وتفيد دراسة صينية بأن قيمة الصناعة بلغت نحو 389 مليار يوان (قرابة 60 مليار دولار أميركي) عام 2016.

وتشير الرسالة التي اطّلعت عليها صحيفة "اندبندنت" إلى أن حيوانات المنك قد أُصيبت أخيراً بعدوى كوفيد-19 في مزارع الفراء في هولندا، كما عُثر على كلاب الراكون في سوق الحياة البرية في شينجين في الصين، مصابة بفيروس "سارس"، وهو الآخر من أنواع فيروسات كورونا.

وتوضح الرسالة أن الحيوانات التي تُوضع جنباً إلى جنب في أماكن تكتظّ بها، وفي ظروف غير صحية ووحشية ومنهكة مثل مزارع الفراء، هي أكثر عرضة للإصابة بالفيروس، ويمكن العثور على هذه "الظروف المروّعة" في جميع قطاعات تجارة الحياة البرّية.

وتضيف الرسالة "إن إنهاء الإتجار بالحياة البرّية لجميع الأغراض، بما في ذلك إنتاج الفراء والاستخدامات الطبية وقطاعات السياحة المرتبطة بالحيوانات الأليفة، من شأنه أن يقلّل إلى حدّ كبير من خطر حدوث جائحة أخرى".

ولفتت متحدثة باسم الجمعية إلى أن "ظروف مزارع الفراء في الصين تشبه إلى حدّ كبير تلك التي تُشاهَد في أسواق الحياة البرّية، وبالطبع يجري تداول الحيوانات المكسوّة بالفراء أيضاً في أسواق الحياة البرية... وتمثّل تجارة الفراء مخاطر غير مقبولة، نظراً إلى أن الناتج يتعلّق بموضة أزياء ليست أساسية".

واعتبرت الدكتورة تيريزا تيليكي، نائب رئيس "الجمعية" لشؤون الحياة البرّية، أن إعادة التصنيف تثير القلق. وقالت "إن تغيير علامة الحياة البرّية كي تصبح داجنة، لا يغيّر حقيقة أن هناك تحدّيات لا يمكن التغلّب عليها لجهة إبقاء هذه الأصناف من الحيوانات في بيئات تناسل تجعلها أسيرة للتجارة، وإنه لا يمكن ببساطة تلبية حاجات الرفق بتلك الحيوانات".

وتابعت تيليكي "إضافةً إلى ذلك، هناك دليل واضح على أن بعض هذه الأصناف يمكن أن يعمل مضيفاً وسيطاً للفيروسات، مثل كوفيد-19، ولهذا السبب نحضّ الحكومات في جميع أنحاء العالم على التوقّف عن الإتجار بالحياة البرّية".

في غضون ذلك، قال بيتر لي، وهو خبير بالسياسات الصينية، أُفيدَ بأن هذه الصناعة تشغّل نحو 7600000 شخص في البلاد، لكن العدد يمكن أن يكون مبالغاً فيه، بحيث يُقدّر أن نصف عدد هؤلاء في الأقل، يعملون بدوام جزئي، أو هم عمّال موسميّون، أو يشتغلون بالساعة.

وقد انخفض عدد حيوانات المنك وكلاب الراكون والثعالب التي تم استيلادها في مزارع الحيوانات في الصين، من 87 مليون عام 2014، إلى 50450 مليون حيوان في 2018، وذلك نتيجة لتقلّص سوق تجارتها. وأظهرت لقطات مصوّرة حيوانات تعيش في حال اضطراب، لكونها محصورة بشكل دائم داخل أقفاص صغيرة.

معلومٌ أن معظم الأمراض المشتركة بين الحيوان والإنسان في العصر الحديث، منذ جائحة الإنفلونزا الإسبانية التي ضربت العالم عام 1918 وحتى الآن، هي حيوانية المنشأ ويمكنها أيضاً أن تصيب أصنافاً أخرى إضافةً إلى الانسان.

واختُتمت المشاورات العامة في الصين حول هذا الموضوع يوم الجمعة الفائت، ومن المقرّر أن يأخذ القيّمون على الزراعة في الاعتبار هذه الردود.

تواصل صحيفة "اندبندنت" حملتها الداعية إلى استحداث نُظم أكثر صرامةً لتجارة الحياة البرّية في العالم ووضع حدّ لأسواق الذبح الحيّة في خضمّ جائحة كورونا.

© The Independent

المزيد من الأخبار