في خضم تداعيات جائحة "كوفيد-19" المتفشية حول العالم، أطلقت رئاسة مجموعة العشرين ومركز الابتكار التابع لبنك التسويات الدولية اليوم "هاكاثون مجموعة العشرين للتسارع التقني"، (هاكاثون مشتقة من كلمتي hack بمعنى البرمجة الاستكشافية، وmarathon)، وذلك بهدف تحفيز المشاركين على إيجاد حلول تقنية يمكن من خلالها مواجهة التحديات التنظيمية والإشرافية.
ونشرت الرئاسة السعودية لمجموعة العشرين ومركز الابتكار التابع لبنك التسويات الدولية من خلال مركزه في سنغافورة، تحديات تنظيمية وإشرافية، داعية رواد الابتكار عالمياً لإيجاد حلول لهذه التحديات. وتتضمن هذه التحديات رفع التقارير التنظيمية والتحليلات، وإجراء الرقابة والإشراف، حيث تم إعدادها بناءً على التحديات التي تواجه الدول الأعضاء بمجلس الاستقرار المالي وتعتمد هذه المنافسة أسلوب الـ"هاكاثون"، وتحظى بدعم هيئة النقد السنغافورية، ومجلس الاستقرار المالي، ومشروع "التقنية التنظيمية لتسريع أعمال الجهات التنظيمية".
جني المنافع التقنية
وقال أحمد الخليفي، محافظ مؤسسة النقد العربي السعودي، "نترقب نحن ومركز الابتكار التابع لبنك التسويات الدولية، من المجتمع العالمي للتقنية المالية المساعدة على توظيف حلول تقنية للتحديات المالية التنظيمية والإشرافية الملحة، ومن بينها دعم الإطارين التنظيمي والاشرافي لمواجهة جائحة (كوفيد-19)".
وأضاف "من شأن مبادرة مجموعة العشرين للتسارع التقني دعم جهود الجهات الإشرافية والتنظيمية في جني المنافع التقنية لضمان قدرة النظام المالي العالمي على مواصلة دعم الأسر والأعمال التجارية".
مبدأ محوري
بدوره، أفاد رئيس مركز الابتكار التابع لبنك التسويات الدولية، بنوا كايري، بأن التسارع التقني يجسد أحد المبادئ المحورية لمركز الابتكار التابع لبنك التسويات الدولية والمتمثل في تطوير الجانب التقني لتحسين سير عمل النظام المالي العالمي.
زخم الابتكار
ويمكن للمهتمين من القطاع الخاص المشاركة في هذه المنافسة لإيجاد حلول ابتكارية تقنية للتحديات التنظيمية والإشرافية التي نشرتها الرئاسة السعودية لمجموعة العشرين ومركز الابتكار التابع لبنك التسويات الدولية، وذلك عبر استخدام منصة قائمة على "السحابات الإلكترونية"، حيث تسهل عملية التسجيل وبناء النماذج الأولية وتقييم المشاركات عبر الإنترنت، كما أنها تمكِّن مقدمي الحلول من استخدام البيئات المخصصة لدمج واجهات البرمجة التطبيقية من أجل برمجة وإطلاق النماذج الأولية الخاصة بمعالجة بيانات التحديات.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
في سياق متصل، قال مسؤولو التقنية المالية لهيئة النقد السنغافورية، سوبنيندو موهانتي، إن "منصة الابتكار قائمة على السحابات الإلكترونية وسوف تيسر عملية تنظيم مسابقة "هاكاثون" من الطراز العالمي عن بُعد، ومن شأن ذلك دفع زخم الحركة الابتكارية في الجانبين التنظيمي والإشرافي، ما يصب في صالح البنوك المركزية، والهيئات الإشرافية، والمؤسسات المالية حول العالم".
مواجهة جائحة كورونا
وتأتي أهمية مبادرة التسارع التقني في خضم تداعيات جائحة كورونا المتفشية حول العالم. وبالرغم من التحديات غير المسبوقة الناشئة عن الجائحة، فإن هذه المبادرة تعوِّل على الجهات المالية التنظيمية والإشرافية لمواصلة عملها لضمان قدرة النظام المالي العالمي على الأداء بصورة مستقرة وفعالة وبشمولية. وتدرك كذلك حاجة هذه الجهات للأدوات التي تمكنها من الكشف عن مواطن الضعف ومشاركة المعلومات محلياً وعبر الحدود بصورة آنية، وتشجع المتنافسين على ابتكار الحلول التي من شأنها دعم هذه العملية.
كما سيتم دعوة المشاركين الذين وقع عليهم الاختيار لعرض مقترحاتهم خلال ورشة عمل افتراضية لـ"هاكاثون" التسارع التقني المقرر تنظيمها للهيئات الوطنية والجهات المعنية الأخرى في يوليو (تموز) المقبل، كما ستتولى لحنة مستقلة تتألف من خبراء شكلتها الرئاسة السعودية وتحت رعايتها اختيار هذه الشركات ثم تحديد الحلول الأكثر وعوداً، وستعلن أسماء الفائزين في أكتوبر (تشرين الأول) المقبل، وستقوم رئاسة مجموعة العشرين بمنح جوائز نقدية بمقدار 50 ألف دولار لكل مشكلة جرى حلها، وسيتم دعوة الفائزين لعرض مشاركاتهم في نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل.
رئاسة مجموعة العشرين
وتتولى السعودية في عام 2020 قيادة أعمال مجموعة العشرين نحو "اغتنام فرص القرن الحادي والعشرين للجميع"، وتهدف الرئاسة تحت هذا الإطار الشامل إلى تمكين الإنسان عبر تهيئة الظروف التي توفر للجميع، وخصوصاً النساء والشباب، سُبل المعيشة والفرص الوظيفية والحياة الرغيدة، كما تهدف إلى الحفاظ على كوكب الأرض عبر تعزيز الجهود الجماعية لحماية إرثنا المشترك، وكذا تشكيل آفاق جديدة عبر تبني استراتيجيات جريئة طويلة الأجل لاستغلال المكاسب التي تم جنيها من الابتكار ومشاركتها.
مواكبة العصر التقني
وضعت رئاسة مجموعة العشرين إطار "تأطير المسائل الإشرافية والتنظيمية لمواكبة العصر التقني" ضمن أولوياتها المندرجة تحت جدول أعمالها للقطاع المالي. وبموجب هذه الأولوية الشاملة، تعمل الرئاسة على "تيسير حركة الابتكار للحلول التقنية التنظيمية والإشرافية". وبالفعل هناك تحول مستمر في طبيعة النظام المالي جراء زيادة توجه الأسواق المالية نحو الحلول التقنية، ما أدى إلى إيجاد الفرص وتشكيل التحديات أمام الجهات التنظيمية والكيانات الخاضعة للتنظيم على حدٍّ سواء.