Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

"تدخل" الإنسان في الطبيعة أدى إلى تفشي وباء كورونا

عالم أميركي في الأحياء الطبيعية والحفاظ على التنوع البيئي يرى أن "من الواضح أنها كانت مجرد مسألة وقت قبل أن تحدث جائحة كهذه"

 حياة الإنسان وتطورها المستمر ربما أساء لكوكب الأرض بحسب عدد كبير من العلماء (رويترز) 

رأى عالم أميركي بارز أُطلق عليه لقب "عراب التنوع البيولوجي"، أن الاتجار غير المشروع بالأحياء البرية و"التدخل المستمر والمفرط" للبشرية في الطبيعة، هما اللذان أديا إلى حدوث وباء فيروس كورونا.

وأكد طوماس لافجوي، عالم الأحياء الطبيعة والحفاظ على التنوع البيولوجي للأرض، الذي كان قد صاغ مصطلح "التنوع البيولوجي" في عام 1980، أن العلماء يكتشفون ما بين فيروسين وأربعة فيروسات جديدة كل سنة، وأن هذه الفيروسات تظهر نتيجة التدخل البشري في العالم الطبيعي. وأشار إلى أن أي فيروس منها لديه القدرة على التحول إلى وباء.

وأوضح لافجوي لصحيفة "ذي غارديان" البريطانية، أن الوباء "كان نتيجة تدخلنا المستمر والمفرط في الطبيعة، وبسبب التجارة غير القانونية الواسعة للحيوانات البرية." ورأى أن "أسواق الحياة البرية والأسواق الرطبة في جنوب آسيا، وأسواق لحوم الأدغال في أفريقيا، هي من اللاعبين الأساسيين بشكل خاص في هذا الإطار". واعتبر أنه "من الواضح جداً أنها كانت مسألة وقت قبل أن يحدث شيء كهذا".

تعليقات العالم الأميركي في الأحياء الطبيعة والحفاظ على التنوع البيولوجي، حفزت على إصدار "مركز التقدم الأميركي" تقريراً يحض فيه حكومة الولايات المتحدة على تكثيف جهودها لإنهاء الاتجار بالحياة البرية، ووقف تدمير المناطق الطبيعية في العالم من أجل "إنقاذ أنفسنا".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وأكد التقرير الذي نشر في العشرين من أبريل (نيسان) الحالي، ملاحظات البروفيسور لافجوي، مشيراً إلى أن نحو ثلثي جميع الأمراض الناشئة، تنتقل إلى البشر من الحيوانات، مع تكون نحو واحدٍ وسبعين في المئة من أمراض ناجمة عن الحياة البرية. وهي تشمل "فيروس نقص المناعة البشرية"  HIV / إيدز، وإيبولا وسارز.

وكتبت كل من نيكول جنتايل، نائب مدير"قسم الأراضي العامة" في مركز الأبحاث "أميريكان بروغرس" والباحث في المركز ساهر دوشي في التقرير، أنه "ليس من قبيل المصادفة أن تزايد عدد الأمراض التي تنتقل عن طريق الحياة البرية، قد حدث جنباً إلى جنب مع ازدياد التعدي البشري على الطبيعة والمناخ اللذين يتغيران بسرعة. إن فقدان موائل الأصناف المتنوعة، والاستغلال المفرط للحياة البرية - إضافةً إلى تغير المناخ - هما من العوامل الدافعة في اتجاه انفجار المرض".

ويرى العالم الأميركي طوماس لافجوي أنه من أجل التقليل من خطر انتقال الأمراض بين الأصناف المتنوعة، يتوجب فصل الحيوانات البرية عن حيوانات المزارع في الأسواق التي تباع فيها معا، لأن من شأن ذلك أن يقلل من احتمال تسرب الفيروسات. وقال لصحيفة "ذي غارديان"، "بيت القصيد هو التخفيف من كميات معينة من هذه الأنشطة، بحيث تصبح احتمالات حدوث هذا النوع من القفزات قليلةً ما يكفي لأن تصبح غير مهمة".

وأوضح أن "الصعوبة الكبيرة تكمن في إغلاق تلك الأماكن على الفور - وهو الأمر المثالي من نواحٍ عدة – لكن التجارة ستتصدر الأسواق السوداء، وهذا قد يصعب مسألة التعامل معها لأنها تصبح سرية". وأضاف أن "الوباء ليس فعل انتقام بطبيعته، بل نحن جئنا به لأنفسنا. والحل هو أن يكون هناك نهج أكثر احتراماً للطبيعة يتضمن التعامل مع تغير المناخ وجميع ما تبقى".

وقد بوشرت الحملة الجديدة لـ"اندبندنت" والهادفة إلى وقف تجارة الحياة البرية، مع تعرض منظمة الصحة العالمية لحملات ضغطٍ من أجل فرض حظرٍ دائم على التجارة غير القانونية للحيوانات البرية والأسواق الرطبة في الصين، حيث يُعتقد أن فيروس كوفيد-19 نشأ في سوقٍ رطبة في مدينة ووهان.

لكن بعض الخبراء يرون أنه على الرغم من أن اتخاذ إجراءٍ عاجل في شأن تجارة الحيوانات البرية يُعد أمراً ضرورياً، فإن أي تدابير يجب أن تأخذ في الاعتبار وتؤدي إلى "نتائج عادلة اجتماعياً" للأشخاص الذين تعتمد سبل عيشهم على الموارد البرية.

ويؤيد أكثر من 300 شخصٍ من موقعي رسالة مفتوحة إلى "منظمة الصحة العالمية" وبرنامج الأمم المتحدة للبيئة"، الدعوة إلى تطوير حلول شاملة وعادلة، للحد من مخاطر الأوبئة التي تكون الحيوانات هي مصدرها.

ومما جاء في الرسالة: "إن وباء كوفيد-19 يتسبب في تكبد الدول والمجتمعات تكاليف اجتماعية واقتصادية غير مسبوقة، بحيث يكون الفقراء والضعفاء هم الأكثر تعرضاً للضرر. وقد أدت الارتباطات المشتبه فيها للفيروس مع إحدى الأسواق الرطبة في الصين، إلى دعوات لحظر الأسواق الرطبة تلك، وتقييد أو إنهاء تجارة الحياة البرية والاستهلاك، سواءٌ كان للحصول على أدوية أو الغذاء".

وتضيف الرسالة: "مع ذلك، فإن الحظر والقيود العشوائية قد تكون غير منصفة وغير فاعلة. فالأسواق الرطبة، وتجارة الحياة البرية واستهلاكها، ومخاطر الأمراض، كلها مواضيع معقدة. الأسواق الرطبة (التي لا تبيع جميعها اللحوم البرية) توفر أمناً غذائياً لا يُقدر بثمن، ويتاجر مليارات الأشخاص حول العالم باللحوم البرية أو يستهلكونها، ويعتمدون في كسب معيشتهم على استخدام الحياة البرية، في وقتٍ تنتقل الأمراض من الماشية كما من الحياة البرية".

وتخلص الرسالة إلى القول: "هناك حاجة ملحة للتعامل مع تجارة الحياة البرية غير القانونية، وغير المستدامة، أو التي تنطوي على مخاطر كبيرة على صحة الإنسان، وعلى التنوع البيولوجي أو على مصلحة الحيوان. وقد تتطلب بعض الأنشطة عالية المخاطر بشكل شرعي، القيام بحظر مستهدف لها و / أو اتخاذ إجراء حظرٍ محدد المدة، أو ممارسة قيودٍ صارمة عليها (مع إنفاذٍ صارم)، لكن من الضروري أن يكون أي تدبير من هذا النوع محدداً ومناسباً ومنصفاً".

© The Independent

اقرأ المزيد

المزيد من بيئة