Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

سباق جوي لحسم معركة الأرض في ليبيا

ظهرت الأهمية الكبرى التي لعبتها الطائرات التركية عند فقدان الجيش مدينتي صرمان وصبراتة

الحرب مستمرة بالرغم من الأصوات المطالبة بوقفها لمواجهة كورونا (غيتي)

لم تضع الحرب الليبية غرب البلاد أوزارها، ولو لوقت قليل، يُفسح المجال لكسب معركة من نوع آخر ضد فيروس كورونا المستجد، والذي بدأت أرقام الإصابة به تتصاعد بشكل مقلق، على الرغم من كل النداءات الدولية المناشدة بوقف القتال، حتى تنقشع الجائحة العالمية على أقل تقدير.

وفي خضم القتال الشرس لحسم الصراع، الذي جاوز بأيام عامه الأول، يسعى كل طرف لتعزيز قدراته، لكسب معركة من المعارك التقليدية في البر والبحر والسماء، وتحديداً معركة الجو الحاسمة في كسب الحرب، والتي باتت ساحة للتنافس بين الجيش الليبي وتركيا، التي ما فتئت ترسل المزيد من مقاتلاتها المسيرة، دعماً للقوات البرية التابعة لحليفتها حكومة الوفاق.  

معركة السماء وغزو ترهونة

ظهرت الأهمية الكبرى والدور الحيوي الذي لعبته الطائرات التركية المسيرة من نوع "بيرقدار"، عند فقدان الجيش الليبي لمدينتي صرمان وصبراتة غرب طرابلس، وبعد فشل الهجوم الذي شنته قوات الوفاق على مدينة ترهونة، أهم معاقل الجيش الليبي في المنطقة الغربية ومركز إمدادته العسكرية واللوجستية في معركة العاصمة.

ويربط العقيد المتقاعد بقوات الصاعقة الليبية ونيس العمامي بين نجاح الجيش في تحييد الطائرات المسيّرة، وصد قواته للهجوم على ترهونة.

ويوضح في حديث لـ "اندبندنت عربية"، "السبب الرئيس في صد الهجوم الكبير على ترهونة، والذي تم من محاور برية عدة وبحجم ضخم في العتاد والأفراد، هو إسقاط الطائرات الخمس المسيرة، التي انطلقت لشن هجوم تمهيدي مساند للقوات البرية لحكومة الوفاق على ترهونة".

ويضيف "اتبعت قوات الوفاق الخطة التي منحتها السيطرة على صرمان وصبراتة بحذافيرها، في الهجوم على ترهونة، عبر ضغط جوي على مراكز القيادة والتمركزات الدفاعية للجيش، ومن ثم هجوم بري بقوة نارية كبيرة، لكن الدفاعات الجوية الروسية الجديدة نوع (بانستير اس1)، التي حصل عليها الجيش أخيراً، أحبطت الهجوم الجوي، فانهارت الخطة بأكملها".

يعتبر محمد الهنقاري، الباحث السياسي الموالي لحكومة "الوفاق"، أن "قوات الوفاق لا تزال تمتلك زمام المبادرة والسيطرة في سماء غرب ليبيا".

ويضيف في تصريحات تلفزيونية أن "سيطرة قوات بركان الغضب على الأجواء يسمح لها بحسم المعركة في المنطقة الغربية، والتقدم شرقاً، وصولاً إلى مقر القيادة العامة للقوات المسلحة الليبية" .

محاولة لإرسال المزيد

في سياق متصل، أفادت هيئة الأركان العامة للدفاع الوطني اليوناني بأن "11 طائرة حربية يونانية، اعترضت طريق سرب مقاتلات حربية تركية، بعد اختراقها الأجواء اليونانية والليبية خلال الأيام الماضية" .

وأضافت الهيئة أن "طائرات تابعة لسلاح الجو التركي انتهكت الأجواء الليبية فوق مياه البحر الأبيض المتوسط، كما رصد انتهاك المقاتلات التركية للمجال الجوي اليوناني وسط وجنوب بحر إيجه" .

وكشفت وسائل إعلام يونانية أن "ما لا يقل عن 16 مقاتلة تابعة للقوات الجوية التركية، دخلت الأجواء الليبية أثناء مهمة تركية في وسط البحر الأبيض المتوسط "، مشيرةً إلى أن "الدفاع الوطني اليوناني قام بتسليح وإطلاق 11 مقاتلة من طراز "F-16" من قواعد (خليج سودا وكاستيلي) في جزيرة كريت".

وأوضحت وسائل الإعلام، أن "مواجهات مباشرة كانت ستحدث في أربع حالات على الأقل لاعتراض الطائرات التركية، بسبب تكرار انتهاكها للأجواء الليبية واليونانية".

مطلب ملح

من جهة ثانية، يقول الباحث والأكاديمي الليبي فرج الجارح في حديث إلى "اندبندنت عربية" إن "المعلومات القادمة من اليونان ليست جديدة، بل لها سابقة تعززها، حيث رصدت مواقع المراقبة الجوية على الإنترنت، وبينها موقع تيلي مدار المعروف، تحرك طائرات شحن عسكرية تركية مصحوبة بمقاتلات نوع F16 من قاعدة قونية الجوية باتجاه سواحل ليبيا".

ويعتقد الجارح أن "تركيا ستسعى لإرسال مقاتلات جوية متطورة إلى سماء ليبيا، لضرب مواقع الجيش، مساندةً قوات الوفاق على الأرض"، معتبراً أن "السيطرة الجوية تعني امتلاك الزمام لإدارة دفة المعارك، خصوصاً بعدما تبين فشل طائرات بيرقدار المسيرة في تحقيق هذا المطلب الملح".

البرلمان العربي يطلب التزام تركيا

وفى قرار صدر عقب اجتماع "عبر الإنترنت"، طالب مكتب البرلمان العربي، تركيا بـ"احترام السيادة الليبية، والالتزام بقرارات مجلس الأمن الدولي بشأن حظر توريد السلاح لدولة ليبيا"، داعياً "جميع الأطراف الليبية إلى وقف إطلاق النار، والالتزام بهُدنة إنسانية لتعزيز وتوحيد الجهود لمواجهة انتشار فيروس كورونا المُستجد" .

ودعا القرار أيضاً "الأمم المتحدة إلى التحرك الفوري والعاجل لإيقاف نقل المقاتلين الأجانب إلى دولة ليبيا، ووضع آلية واضحة للمراقبة والعقوبات ضد الأطراف الممولة للصراع في ليبيا بالسلاح".

معارك الأرض

وبعيداً من صراع الجو وعلى أرض المعارك البرية، شهدت محاور العاصمة طرابلس، يومي الاثنين وصبيحة اليوم الثلاثاء، معارك عنيفة في محوري عين زارة وبوسليم.

وأعلن الناطق الرسمي باسم القوات المسلحة أحمد المسماري أن الأخيرة "نجحت في السيطرة على منطقة العقربية، وتمكنت من صد هجوم جديد على قاعدة قاعدة عقبة بن نافع الجوية بمنطقة الوطية" .

وقال المسماري إن "الجيش غنم سيارة مسلحة ومدرعةً تركية وأسر عدداً من الميليشيات الإرهابية بعد صد الهجوم على قاعدة عقبة بن نافع الجوية بمنطقة الوطية" .

 ولا تبدو هناك بوادر قريبة للتهدئة في ليبيا، استجابة للنداءات الصادرة من كل حدب وصوب، ما يظهر في تصريحات الهادي دراه، الناطق باسم "غرفة عمليات سرت الجفرة" التابعة  لحكومة الوفاق،

 ويوضح "نحن مع المصالحة الوطنية، لكن من دون هدنة الآن، فشروطنا للهدنة، لم تعد فقط الرجوع إلى ما قبل الرابع من أبريل (نيسان)"، وطالب بتسليم  من وصفهم بـالمجرمين أيضاً، وبغير ذلك فلن نرضى بالهدنة ولو وافقت عليها القيادة السياسية والسراج، وسنمضي لتحرير سرت والجفرة وكل مناطق ليبيا بالكامل في أسرع وقت ممكن".

المزيد من العالم العربي