Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

بوتفليقة يحذّر المتظاهرين من "إشاعة الفوضى" و"الجبهة الإسلامية" تنضمّ إلى المعارضة

حاولت رسالة بوتفليقة، الذي يشاع أنه غادر مستشفى جنيف في سويسرا نحو وجهة غير معروفة بعد، إبعاد شبهة تخويف المتظاهرين

عشية ثالثة المسيرات المناهضة لترشحه لولاية رئاسية خامسة، عاد الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة (82 عاماً) إلى تحذير المتظاهرين مما أسماه "اختراق هذا التعبير السلمي من طرف أي فئة غادرة داخلية أو أجنبية"، التي "قد تؤدي إلى إثارة الفتنة وإشاعة الفوضى"، في حين لحقت بمعسكر الرافضين لاستمرار حكمه وجوه جديدة.

بوتفليقة يحذر من "مآسي" الربيع العربي

اختار بوتفليقة أن يوجه رسالة جديدة إلى الجزائريين عشية الاحتفال باليوم العالمي للمرأة، قرأتها نيابة عنه، إيمان هدى فرعون، وزيرة البريد وتكنولوجيات الإتصال، بحضور رئيس الحكومة أحمد أويحي. قال بوتفليقة في الرسالة إن "الجزائر ما تزال تواجه العديد من المخاطر من الخارج والتحديات في الداخل".

أضاف "لقد تحسر كثير من الحاقدين من خارج البلاد على مرور الجزائر بسلام وأمان بفضلكم أنتم الجزائريون والجزائريات، عبر أمواج ما يسمى الربيع العربي. وظلت هذه الأوساط تبغضنا على حريتنا واستقلال قرارنا ومواقفنا العادلة، وما انفكت تعمل على تدبير المكائد ضد بلادنا".

وقدم بوتفليقة أمثلة عن بلدان مجاورة من دون أن يذكرها، قائلاً "نعم، هناك، على حدودنا، طوق من الأزمات والمآسي بفعل الإرهاب عند البعض من جيراننا. وفي العالم، أمتنا العربية ما تزال تعاني من الصراعات والانشقاقات وحتى من المآسي الدموية، ولئن جعل الله الجزائر في مأمن حتى الآن في وسط هذه الزوبعة، فإن ذلك لا يخول لنا أن نغفل عن الاحتراس والتحلي باليقظة لصون بلادنا الغالية".

وحاولت رسالة بوتفليقة، الذي يشاع أنه غادر مستشفى جنيف في سويسرا نحو وجهة غير معروفة بعد، إبعاد شبهة تخويف المتظاهرين، وهي تهمة تسوقها المعارضة كلما استعانت أوساط في السلطة بمظاهر ما بعد الربيع العربي، قائلاً إن "قولي هذا ليس من منطلق التخويف، بل من موقف المسؤولية ومن حرصي على صون وأداء الأمانة ألا وهي الجزائر، وما أدراك ما الجزائر".

أما عن المسيرات الرافضة لترشحه، فوصف بوتفليقة مظاهر رافقتها بـ "المريحة"، ويُعتقد أنه يقصد سلمية المتظاهرين، إذ قال "لقد سهرنا من خلال قوانيننا على توسيع الحريات وتعزيز حقوق المواطنين نحو حق التعبير وحق التجمهر بطرق سلمية وفي إطار القانون". وأضاف "شاهدنا منذ أيام خروج عدد من مواطنينا ومواطناتنا في مختلف ربوع الوطن للتعبير عن آرائهم بطرق سلمية ووجدنا في ذلك ما يدعو للارتياح لنضج مواطنينا بما فيهم شبابنا وكذا لكون التعددية الديمقراطية التي ما فتئنا نناضل من أجلها باتت واقعاً معيشاً".

لكن بوتفليقة قدم، في محطة لاحقة من الرسالة، الاستقرار بديلاً من التظاهرات التي تشهدها الجزائر، قائلاً "إننا في حاجة إلى الحفاظ على الاستقرار للتفرغ، سلطة وشعباً، للاستمرار في معركة البناء والتشييد ولتسجيل مزيد من الانتصارات والتقدم".

زعلان يفند تدهور صحة بوتفليقة

في داخل إدارة حملة بوتفليقة الرئاسية، لا يزال الإرتباك بادياً على خطوات عبد الغني زعلان ومعاونيه. فبعدما وجه الأخير دعوة إلى صحافيين لحضور لقائه بالفدرالية الجزائرية للمقاولين الشباب، في فندق الرياض في الضاحية الغربية للعاصمة، أبلغ المنظمون ضيوفهم أن زعلان لن يحضر لـ "أسباب غير معروفة".

لكن زعلان، الذي لم يظهر في أي نشاط باسم بوتفليقة، إلا الأحد الماضي عندما قدم بالنيابة عنه ملف الترشح إلى الانتخابات الرئاسية، أطلق تصريحات وصف فيها "الوضع الصحي للرئيس بغير المقلق البتة"، في سياق سيل من المعلومات الآتية من جنيف، حيث يجري الرئيس "فحوصاً طبية دورية".

وأوضح زعلان، في حوار مع جريدة "الخبر" الناطقة باللغة العربية، أن "شرائح واسعة من المواطنين تفاعلت بشكل إيجابي مع رسالة بوتفليقة التي كانت مرفقة بملف ترشحه".

وفي شأن مواقف المعارضة، وانسحاب معظم شخصياتها من السباق الرئاسي، وتأثير ذلك في الانتخابات، أشار زعلان إلى أنهم "بصدد تضييع فرصة ثمينة وتاريخية، خصوصاً بعد إعلان الرئيس إصلاحات جذرية خلال الندوة الوطنية وعدم الترشح إلى الرئاسة مرة أخرى".

"الجبهة الإسلامية" المحلولة في اجتماع المعارضة

عادت المعارضة الموسعة إلى عقد لقاء جديد، الخميس، في مقر حزب "طلائع الحريات"، شابته خلافات كبيرة وانسحاب بعض الفاعلين، أولهم كريم طابو، رئيس حزب الاتحاد الديمقراطي الاجتماعي (غير معتمد).

وقال طابو إن "اللقاء كان يتحدث عن المادة 102 من الدستور (شغور منصب الرئيس بداعي المانع الصحي)"، مشيراً إلى أنهم "يتحدثون عن مادة دستورية كأننا نعيش في وضع دستوري. إن الجزائر في حالة ثورية".

وكان لافتاً حضور كل من علي جدي وكمال قمازي، الوجهين البارزين سابقاً في "الجبهة الإسلامية للإنقاذ" المحلولة. وبدا كأن هذا الحضور قد أعطى فرصة لوسائل إعلام تدافع عن استمرار بوتفليقة، لتهاجم حراك المعارضة، على أساس أنه "يعيد الجزائر إلى فترة العشرية السوداء".

وتُحمّل السلطة القائمة "الجبهة الإسلامية للإنقاذ" المسؤولية الكاملة عن الإنزلاق الأمني في الجزائر، وما تبعه من فترة تمكن فيها الإرهاب طوال تسعينيات القرن الماضي من زرع الرعب بين الجزائريين.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وبينما كان جدي وقمازي يجلسان في زاوية يمنى، في القاعة التي احتضنت لقاء المعارضة، كان يجلس قبالتهما سيد أحمد غزالي، رئيس الحكومة الأسبق، الذي أعلن وقف الاستحقاق الانتخابي الذي فازت به "جبهة الإنقاذ"، في العام 1991، وهذا ما شكل مشهداً مفارقاً وغريباً طوال أطوار رابع لقاء لمعارضي الانتخابات.

وللمرة الأولى، تشارك لويزة حنون، الأمينة العامة لحزب العمال، المقاطع للانتخابات الرئاسية، في لقاء المعارضة. ودعت إلى "إبعاد حراك الشارع عن أي طرف سياسي". وهو كلام شاركها فيه عبد الرزاق مقري، رئيس حركة مجتمع السلم الذي انسحب من الانتخابات الرئاسية بدوره، قائلاً إن "الشعب الجزائري لا يريد أن يستمر هذا النظام... هناك محاولات لتقديم بديل جاهز من الزمرة نفسها".

محامون يمارسون الضغط

بعيداً من صالونات السياسيين، تمكن مئات المحامين من نقابة الجزائر العاصمة، الخميس، من الوصول إلى مقر المجلس الدستوري بعد مسيرة ارتدوا خلالها الجبة السوداء. وتقدم المسيرة نقيب المحامين، عبد المجيد سليني، كما تم تكليفه بالإنابة عن الآخرين تسليم رسالة "رفض الخامسة" إلى رئيس المجلس الطيب بلعيز.

وصرح سليني "أريد أن أبلغكم بأن المجلس الدستوري طلب ممثلاً واحداً ليمثلكم، وتم اقتراح اسمي فوافقت… عند دخولي استقبلت من قبل ممثل إدارة المجلس، وقد طلب مني تسليمه الرسالة فرفضت. فالرسالة موجهة إلى الرئيس أو أعضاء المجلس الدستوري، لذلك رفضت العرض وقلت للأسف إن المجلس الدستوري لا يحترم حتى الشكليات".

وحمّلت رسالة المحامين مسؤولية تاريخية لرئيس المجلس في حال الموافقة على ملف ترشح الرئيس بوتفليقة، وفق نصها الذي سُلم إلى الصحافيين.

اقرأ المزيد

المزيد من العالم العربي