Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

"لا أتمنى الإصابة بكورونا الذي أعاني منه حتى لألدّ أعدائي"

ليس هناك أدنى تشابه بين عوارض معتدلة الشدة للوباء وبين نزلات الإنفلونزا أو البرد

ممرض يستعد لبدء العمل في أحد المستشفيات لعلاج مصابين بفيروس كورونا (أ.ف.ب) 

أعيش الآن اليوم الـ 13 من الإصابة بكورونا، وما زلت عاجزاً عن التنفس ولا أزال أسعل. كما أشعر بألم في عضلاتي كأني انتهيتُ للتو من تمرينات مكثفة، وصداع في الرأس كأنه يتعرض لهجوم بالفؤوس من فرقة بيكسيز لموسيقى الروك.

هذه هي الآثار المتبقية من الحالة "المعتدلة" للوباء، نعم "المعتدلة". كانت لا تزال "معتدلة" عندما شعرتُ بالغثيان وتساءلت إلى كمّ من الوقت سأستطيع تأجيل الذهاب إلى الحمام، ففكرة الحركة غير واردة وكنتُ أشعر بدوار شديد حتى بتُّ بالكاد قادراً على مشاهدة فيلم "إجازة فيريس بيولر" على "آي باد" للمرة الـ60.

لم أشعر أنني مريض بهذا الشكل منذ أن اصطدمت بي شاحنة إسمنت. وباعتبار أنني قد شُخّصت كمريض السكري من النوع الأول في سن الثانية، فهذا سيجعل الوضع أسوأ. لكنّ كورونا نال البرونزية.

بدأت زوجتي يومها الـ 20 من المرض، وأتخيل أنها كانت ستدخل المستشفى في مرحلة ما، لو كان لدى المملكة المتحدة ما يكفي من الأسِرّة. لكنها تعمل في مجال التعليم وليس في الحكومة، وعلى الرغم من حالتها الحرجة، إلّا أنّها بقيت في المنزل طوال الوقت. وهذا يعني أنها تقع أيضاً في الفئة "المعتدلة".

بالنظر إلى الطريقة التي نزل فيها هذا الكيس الصغير الخبيث من البروتينات والحمض النووي الريبي على عائلتي، يمكنك أن تفهم سبب تساؤلي عمّا إذا كانت حشود الأشخاص الذين يتشمّسون في نهاية الأسبوع قد تناولوا المخدرات.

تلك هي ربما مؤامرة الجيل الخامس 5G الحقيقية: فهي لا تنشر الفيروس، كما يدّعي بعض السذّج، بقدر ما تنشر الغباء على نطاق واسع.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

في الواقع، ربما لعبت شبكة 5G دوراً في نشر الفيروس، إلى جانب 4G والشبكة الداخلية والوسائط الأخرى. لا، أنا لا أدعم أصحاب الخيال المريض الذين يعتقدون أن العالم تديره مخلوقات على شكل سحالٍ من حجرة في مركز الأرض المجوّفة. أقصد بالأحرى الرسائل التي يجري تبادلها عبر الهواتف وأجهزة الكمبيوتر والأجهزة الأخرى.

لقد استُخدمت كثيراً مصطلحات مثل "معتدل" و"خفيف" و"معظم الأشخاص". وسأجادل أنها استُخدمت بشكل مفرط، لأنها من الواضح قد أعطت لبعضهم انطباعاً بأنّهم ليسوا بحاجة حقاً إلى القلق، وأنهم سيكونون بخير، وعلى الأرجح لن يشعروا بأعراض أسوأ من سعال ورشح، إذا أُصيبوا بالفيروس.

قال أحد المغفلين المقتنعين، في مقابلة خارجية مع قناة سكاي، وهو يحمل طفلاً بين ذراعيه، إنّ "الأمر هو كما يبدو، أليس كذلك". لا ليس كذلك. صدّقني، لا ترغب في أن تُصاب بهذا الفيروس. لن ترغب حتى في أن تُصاب بدرجة "معتدلة" منه.

تبدو كلمة "معتدلة" خفيفة وسهلة. فالرياح المعتدلة هي التي تجعل المشي منعشاً، وحالة معتدلة من الإنفلونزا سيئة لكنها محتملة. بيد أن الإنفلونزا لا تشبه تجربة الإصابة بـ "كوفيد-19" إطلاقاً، إلّا إذا أُضيفت إليها نفايات نووية وسمّ أفعى المامبا السوداء.

لقد رأيتُ نسبة ستة في المئة المستخدمة للدلالة على الأشخاص الذين يصل بهم الأمر إلى وضع يتطلب أكثر من المراقبة الطبية والاختبارات التي كانت من نصيب رئيس الوزراء (البريطاني بوريس جونسون) خلال إقامته في المستشفى، إنهم الذين قد يُضطرون إلى الاستعانة بجهاز تنفس صناعي والرقود في واحد من تلك الأسرّة الرهيبة التي وُضعت في نايتينغايل، المستشفى الجديد لعلاج كورونا في مركز إكسل بلندن، على افتراض أنه بالإمكان العثور على عدد كافٍ من الكوادر الطبية لتشغيله.

لم أرَ أي إحصاءات عن عدد الأشخاص الذين تشبه حالاتهم حالتي. لكن طبيبي العام، الذي كنتُ محظوظاً بما يكفي للتحدث معه، أخبرني أنّ حالتي ليست فريدة على الإطلاق وأنّ الأمر قد يستغرق بعض الوقت قبل أن أشعر بأنّي طبيعي مرة أخرى.

بالتالي، بالنسبة إلى صاحب عبارة "إنّ الأمر هو كما يبدو" وجميع المغفلين الآخرين الذين يعتقدون أنهم سيجازفون وإذا نشروا المرض لن يقلقوا بشأن البريطانيين الآخرين الذين قد ينتهي بهم الأمر إلى انقطاع التنفس أو أسوأ من ذلك، فإنّ عليهم التفكير في ما يلي:

لدي رب عمل متفهّم، أتاح لي الوقت للتعافي إلى حدّ ما والعمل في هذا الأسبوع الأول لعودتي بشكل أخفّ ممّا أفعله عادةً. قد لا تكون محظوظاً مثلي، لأن عدداً كبيراً من أرباب العمل قرأوا أن معظم الحالات تكون خفيفة وتستمر لسبعة أيام مع قليل من السعال وربما ارتفاع في الحرارة.

كان بعضهم أقل تعاطفاً مع أولئك الذين يصارعون نسخة كورونا المدعّمة بسمّ المامبا. لذلك، فالخروج من المنزل قد يُعرّض وظائف هؤلاء الأشخاص وصحتهم وصحة الآخرين للخطر.  

لا، الهلغ غير مرغوب فيه. لكنّ الطريقة التي نتحدث فيها عن هذا المرض تحتاج إلى تغيير، إذ إنّها في كثير من الحالات سيئة بالفعل. وما هو أسوأ أمر ممكن؟ على الرغم من شعوري وكأنني كنتُ أموتُ في فرن كهربائي لمدة أسبوعين شاقين، ما زلتُ أعتبرُ نفسي من المحظوظين.

© The Independent

اقرأ المزيد

المزيد من آراء