Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

تخوف من اندلاع مواجهة بين إسرائيل و"حزب الله"

الاسم الذي سُرّب على أنه المستهدف في الغارة على الحدود اللبنانية – السورية هدفه التمويه

السيارة المستهدفة بالغارة الإسرائيلية في بلدة جديدة يابوس الحدودية السورية (مواقع التواصل)

يسود توتر كبير بين حزب الله وإسرائيل في الآونة الأخيرة، وتقول مصادر إسرائيلية إنها ترصد تحركات غير اعتيادية للحزب في جنوب لبنان وعلى الأراضي السورية بمحاذاة خط وقف النار بين سوريا وإسرائيل في الجولان، إضافة إلى تحركات إيرانية بمشاركة "الحزب" في مواقع عدة بسوريا.
وتشير المصادر ذاتها إلى أن مَن استُهدف في الغارة الأخيرة على الحدود اللبنانية - السورية، شخصية رفيعة جداً في "حزب الله". ولفتت إلى أن اسم "عماد كريمي" الذي سرّبه الحزب، ما هو إلا تمويه ومحاولة إخفاء لما حدث في الغارة التي استهدفت شخصية مرتبطة بعلاقة وثيقة بصفقات التبادل التي تمت بين إسرائيل وحزب الله في عامَي 2004 و2008.

وتروي المصادر الإسرائيلية نفسها أن "حزب الله أوعز إلى مقاتليه في لبنان للالتحاق فوراً بمواقعهم واتخاذ كل التدابير اللازمة تحسباً لعملية إسرائيلية. كما يحشد الحزب قواته في سوريا وفي الجولان بالتعاون مع الحرس الثوري الإيراني".

مراقبة ومتابعة

وأشارت معلومات حصلت عليها "اندبندنت عربية" إلى أن إسرائيل تقوم منذ الشهرين الماضيين، بمراقبة ومتابعة كل تحركات حزب الله العسكرية والمدنية في لبنان عبر طائرات الاستطلاع التي تحلق تباعاً في أجواء ضاحية بيروت الجنوبية ومناطق لبنانية أخرى متفرقة وفي سوريا. ونفذت إسرائيل عمليات استباقية عدة على حد قول المصادر، منها اغتيال ناشط للحزب في بلدة "حض" بالجولان وهو عماد الطويل الذي اتهمته إسرائيل بالتخطيط لعمليات ضد قواتها هناك، وقصف مواقع في سوريا تابعة لحزب الله والحرس الثوري قرب حماه وقرب دمشق، إضافة إلى مقتل محمد علي يونس الذي كان يُعدّ أحد رجال الأمن المهمين بالنسبة إلى حزب الله في جنوب لبنان، ويعمل على تعقب أفراد جيش لبنان الجنوبي الذين يُعتبرون عملاء لإسرائيل. ويلاحق حزب الله هؤلاء منذ انسحاب إسرائيل من الجنوب اللبناني وهروبهم إليها ومنها إلى دول أخرى.

واستُهدفت سيارة جيب من نوع شيروكي أخيراً على الحدود السورية - اللبنانية حيث كانت السيارة من ضمن موكب مموَه بسيارات عادية وشاحنة خضار في طريقها إلى لبنان. وبعد قصفها، لم يُعرف تحديداً ما إذا كانت هناك إصابات أم لا، علماً أن مصادر سورية مقربة من حزب الله قالت إن ركاب السيارة المستهدفة نجوا من الغارة إلا أن المرصد السوري لحقوق الإنسان قال إنه لم يُعرف إذا قُتل أو جُرح أحد الركاب. ورجحت مصادر سورية أخرى جرح أحد الركاب ونقله إلى مستشفى في سوريا.
 

استعدادات إسرائيلية

كما تشير المعلومات إلى إجراء استعدادات إسرائيلية في مجالات عدة لشن غارات أو عملية ضد حزب الله في أماكن مختلفة أو ربما ضمن مجال الحدود السورية - اللبنانية كي لا يُعتبر الأمر تغييراً لقواعد الاشتباك بين إسرائيل وحزب الله. وأفادت المصادر بأن إسرائيل رصدت نقل أسلحة نوعية ومحاولات جديدة لحزب الله للحصول على خلّاط وقود من أجل إنتاج رؤوس صواريخ دقيقة أكثر من الموجودة لديه الآن والتي تقول إسرائيل إن عددها يفوق 100 ألف صاروخ موجهة إلى كل المنشآت الإسرائيلية الحساسة والمنشآت العسكرية ومرافق مدنية حيوية.

وترى إسرائيل أن الوضع الحالي وتفاقم وباء كورونا في دول المنطقة ومن بينها لبنان وإيران وسوريا وقلة موارد وإمكانات هذه الدول، قد تدفع "حزب الله" إلى محاولة صرف الأنظار عبر عملية عسكرية بمشاركة الحرس الثوري ضد إسرائيل، قد تجر المنطقة إلى حرب كبيرة وغير مرغوب فيها في ظل انتشار الجائحة ومحاولات العالم مواجهتها والخروج من الأزمة  الصحية والاقتصادية التي تسببت بها.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)


وكانت وكالة الصحافة الفرنسية ذكرت نقلاً عن مصدر مقرب من "حزب الله" أن طائرة مسيّرة إسرائيلية استهدفت الأربعاء (15 أبريل- نيسان الحالي) سيارة تابعة لحزب الله عند الجانب السوري من الحدود مع لبنان من دون أن تسفر الضربة عن سقوط قتلى.
وقال المصدر، مفضلاً عدم كشف اسمه كونه غير مخول بالتصريح، "وجهت طائرة مسيرة إسرائيلية بدايةً ضربة قرب سيارة تقل عناصر من حزب الله... وبعدما خرج منها ركابها، تم استهدافها مباشرة بضربة ثانية"، مؤكداً عدم وقوع إصابات.
وأورد المرصد السوري لحقوق الإنسان أن "الطائرة الإسرائيلية استهدفت السيارة قرب معبر جديدة يابوس السوري" المواجه لنقطة المصنع اللبنانية في منطقة البقاع شرقاً.
ولم يصدر أي تعليق رسمي من الجانب الإسرائيلي.
وأفادت وكالة الأنباء السورية الرسمية "سانا" من جهتها بأن السيارة التي جرى استهدافها "مدنية"، من دون أن تحدد هوية الجهة التي استهدفتها.
وفي لبنان، ذكرت الوكالة الوطنية للإعلام أن "طائرة استطلاع إسرائيلية أطلقت صاروخاً باتجاه سيارة جيب شيروكي" واقتصرت الأضرار على الماديات.
ويقاتل "حزب الله" في سوريا بشكل علني منذ عام 2013 دعماً لقوات النظام، وشارك في معارك أساسية عدة ساهمت في تغليب الكفة لمصلحة القوات الحكومية.
وكثّفت إسرائيل في الأعوام الأخيرة وتيرة قصفها في سوريا، مستهدفة بشكل أساسي مواقع للجيش السوري وأهدافاً إيرانية وأخرى لحزب الله.
وتُكرّر إسرائيل أنها ستواصل تصدّيها لما تصفه بمحاولات إيران الرامية إلى ترسيخ وجودها العسكري في سوريا وإرسال أسلحة متطورة إلى حزب الله.

المزيد من الشرق الأوسط