فتحت هيئة صينية لمكافحة الفساد تحقيقاً بشأن قطب عقارات مليونير يُعرف بانتقاده للحزب الشيوعي الحاكم، يُدعى رين تشيجيانغ لارتكابه "انتهاكات خطيرة للانضباط والقانون".
وأعلنت "اللجنة المركزية لمراقبة الانضباط" في بكين مساء الثلاثاء، أنّ تحقيقاً فُتح بشأن الرئيس السابق لـ"مجموعة بكين هوايوان" الحكومية للتطوير العقاري.
ويتّهم مدافعون عن حقوق الإنسان، الرئيس الصيني شي جينبينغ والحزب الشيوعي باستخدام هذا النوع من التهم المرتبطة بالفساد كوسيلة لإسكات الأصوات المعارِضة.
وكثّفت بكين حملتها الأمنية ضد المجتمع المدني منذ تولى شي جينبينغ السلطة عام 2012، فشدّدت القيود على حرية التعبير واعتقلت مئات الناشطين والمحامين.
وغاب رين عن الحياة العامة في مارس (آذار) الماضي، بعد وقت قصير على كتابته موضوعاً تضمّن انتقادات شديدة لطريقة استجابة الرئيس الصيني لتفشّي فيروس كورونا المستجد.
حماية العرش
وظهر رجل الأعمال المتقاعد في السنوات الأخيرة كأحد أبرز منتقدي الحزب الحاكم في عالم المال والأعمال. وحُذف مقاله من الإنترنت في الصين التي تراقب المحتوى الذي يُنشَر على الشبكة العنكبوتية ويتضمن تحدّياً للسلطات، لكنه لا يزال موجوداً على الإنترنت خارج الصين، بينما حفظ موقع "تشاينا ديجيتال تايمز" نسخةً منه.
وكتب رين أن "هذا الوباء كشف حقيقة أن كل ما يهم الحزب ومسؤولي الحكومة هو حماية مصالحهم، وسيّد العرش لا يأبه إلّا بحماية مصالحهم ومناصبهم"، من دون أن يشير إلى شي جينبينغ بالاسم.
إخفاء معلومات
واتهم الحكومة الصينية كذلك بإخفاء المعلومات في بداية تفشي الوباء.
وكان رين يحظى بعلاقات جيدة مع كبرى الشخصيات في الدوائر السياسية الصينية، بمَن فيهم نائب الرئيس وانغ كيشان الذي كان زميله في المدرسة.
وكعضو في الحزب الشيوعي لعقود، كان رين مدوِّناً مؤثراً في منصة "ويبو"، النسخة الصينية من "تويتر"، فحظي بملايين المتابعين، لكنّ السلطات أغلقت حسابه عام 2016 بعدما دعا مراراً إلى مزيد من الحريات الإعلامية في البلاد.
وقال الباحث لدى منظمة "هيومن رايتس ووتش" ياكوي وانغ إنه من الواضح أن الحكومة الصينية "تعاقب رين على تصريحاته المنتقدة لشي جينبينغ والحكومة تحت غطاء القانون"، مضيفاً أن "للحكومة سجلاً في تجريم التعبير السلمي عن الرأي باستخدام تهم زائفة".
ورجّح ياكوي أن يكون رين محتجزاً في معتقل سرّي خارج نطاق القضاء الصيني، إذ أشار إلى أن السلطات تسجن عادةً المعتقلين "لفترات تصل إلى ستة أشهر" من دون السماح لهم بالاتصال بعائلاتهم أو بمحامين.
في السياق ذاته، أفاد المحامي المدافع عن حقوق الإنسان لي فانغبينغ بأنّ "الهدف من توقيت الإعلان قبل ساعات على رفع القيود المفروضة على أهالي ووهان، بؤرة تفشّي فيروس كورونا المستجد في العالم، هو لصرف الأنظار عن قضية رين".