Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

الإغلاق التام"... رواية رفضها الناشرون وعاش العالم أحداثها

كُتبت قبل عقد ونصف وتنبأت بظروف الحياة تحت وطأة وباء قاتل لتثبت أن الواقع أغرب من الخيال أحياناً

غلاف رواية الإغلاق التام لكاتب بيتر ماي (صفحة المؤلف بتوتير)

لم يكن في بال الكاتب الاسكتلندي بيتر ماي، أن روايته "الإغلاق التام " (lockdown)، التي مُنع نشرها قبل خمسة عشر عاماً، بحجة عدم واقعيتها في تصوير وباء قاتل، سوف تجد طريقها نحو الضوء والشهرة، وسط ظروف مؤلمة يشهدها العالم بسبب فيروس كورونا.

قصة الكتاب

تسرد الرواية وقائع جائحة قاتلة تسبب الخراب في جميع أنحاء العالم، ويتخيل كاتبها، لندن كمركز تفشٍ عالمي، ما عدّه الناشرون حينذاك "غير واقعي للغاية وغير معقول".

وتتمحور الأحدات حول أحد محققي الشرطة الذين يتقصون حادثة مقتل طفل بعد اكتشاف عظامه في موقع مستشفى مؤقت، وهي فكرة تنبأت بافتتاح المستشفى الميداني الضخم "ناينتنغيل"، هذا الأسبوع، في العاصمة البريطانية لندن، بعد تحويل مركز المؤتمرات "إكسيل" إلى مرفق صحي يستوعب المصابين بفيروس كورونا.

 

ولم تكن القصة مبنية بالكامل على خيال المؤلف، إذ استند إلى وثائق التأهب للجائحة البريطانية والأميركية من عام 2002، لجعلها واقعية قدر الإمكان، ورغم الاختلاف الكلي بين إنفلونزا الطيور والفيروسات التاجية، فإن سيناريو الإغلاق بالرواية يقترب مما يحدث حالياً، إذ يعزل ملايين الأشخاص أنفسهم، لمنع الفيروس من الانتشار.

رفض وإلهام معجب

وقال الكاتب بيتر ماي، في حديثه لشبكة "سي إن إن" الأميركية، بأنه عندما كتب الرواية، كانت توقعات العلماء تشير إلى أن إنفلونزا الطيور قد تكون الوباء العالمي المقبل.

وتابع، "لقد كان شيئاً مخيفاً للغاية، واحتمالاً حقيقياً، لذلك أجريت الكثير من البحوث، وخرجت بفكرة؛ ماذا لو بدأ هذا الوباء في لندن؟ ماذا يمكن أن يحدث لو أغلقت مدينة مثل هذه بشكل كامل؟".

قبل سنوات، وبعد رفض الناشرين، وضع ماي الكتاب على الموقد الخلفي، ونسي في النهاية أنه كتبه، حتى طلب منه أحد المعجبين على تويتر الكتابة حول فيروس كورونا.

دفعه الطلب إلى التفكير في الأمر لبرهة قبل أن يدرك أنه قام بذلك بالفعل، حينها أخبر ناشره الذي كان مندهشاً، وأنهى قراءة الرواية بين عشية وضحاها، وفي صباح اليوم التالي، قال، "هذا عبقري، نحن بحاجة إلى نشره الآن".

 

دقة مخيفة

وكأحد الأشخاص ضمن الفئة العمرية الأكثر تعرضاً للفيروس، يقف الكاتب الاسكتلندي مؤيداً لقرار الإغلاق، مبدياً رعبه من مدى تشابه الكتاب بشكل غريب مع الحياة هذه الأيام.

يقول ماي، "عندما قرأت الرواية مرة أخرى، للمرة الأولى منذ كتبتها، صدمت بمدى دقتها المخيفة، التفاصيل اليومية في التعامل مع الحياة، وكيف يحدث الإغلاق، ومنع الناس من مغادرة منازلهم، كل ذلك كان دقيقاً بشكل مخيف".

يُباع كتاب الإغلاق التام رقمياً في أمازون بريطانيا، بتنسيق كيندل، وسيكون متاحاً ككتاب ورقي، ومسموع نهاية شهر أبريل (نيسان) الحالي، ويأمل الناشر في أن يجذب التشابه بين أحداث الرواية، وظروف الواقع جمهوراً واسعاً.

المزيد من تقارير