Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

قبل 3 أسابيع من انعقاد القمة العربية في تونس: السعودية تربط عودتها إلى سوريا بتقدم العملية السياسية

الجبير أكد أن الحديث عن إعادة إعمار سورية لن يتمّ إلا بعد نهاية الحرب وضمان الاستقرار والأمن

الجبير ولافروف خلال المؤتمر الصحافي المشترك في الرياض، 4 مارس (آذار)2019. (رويترز)

قبل 3 أسابيع تقريباً من انعقاد القمة العربية في دورتها الـ 30 بنهاية شهر مارس (آذار) الحالي في تونس، ورغم أجواء تفاؤلٍ حذر عكستها تحركات دول عربية حليفة للمملكة العربية السعودية مثل الإمارات والبحرين في اتجاه إعادة ردم الهوة في العلاقات مع سوريا المعلقة عضويتها في "جامعة الدول العربية" منذ اندلاع الانتفاضة الشعبية ضد النظام في العام 2011، أبدت الرياض تريثاً في الموقف، إذ صرح وزير الدولة للشؤون الخارجية السعودي عادل الجبير مساء الإثنين، أن المملكة لن تعاود فتح سفارتها في سوريا من دون إحراز تقدم في العملية السياسية لإنهاء الحرب.

وقال الجبير في مؤتمر صحافي مشترك مع وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف في الرياض "هذا الأمر (إعادة فتح السفارة) يتعلق بالتقدم الذي تحرزه العملية السياسية في سوريا، فأعتقد أنه بدري شوية (باكراً قليلاً) على الموضوع".

كما تطرّق الجبير إلى إعادة بناء سوريا المدمرة بفعل سنوات الحرب، فأكد أن ذلك (إعادة البناء) أيضاً "ما يتم إلا بعدما تنتهي الحرب، ونستطيع ضمان الاستقرار والأمن في سوريا".
أما في ما يتعلق بإعادة تفعيل عضوية سوريا المعلقة في "الجامعة العربية"، فقال الجبير إن "إعادة سوريا للجامعة العربية سيكون مربوطاً بالتقدم الذي يتم إحرازه في العملية السياسية، وأعتقد إنه لا زال طرح هذا موضوع مبكراً. وأعتقد أن هذه وجهة نظر الجامعة العربية بشكل عام".

كما عبّر الجبير عن اعتقاده بأن كندا ستمضي قدماً في صفقة أسلحة تبلغ قيمتها مليارات الدولارات مع الرياض، رغم تصريحات رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو بأن أوتاوا تبحث عن سبيل للخروج من الاتفاق.

وقف التدخلات ووحدة الأراضي

تصريحات الجبير بشأن سوريا تماهت إلى حد كبير مع مواقف الأمين العام للجامعة العربية أحمد أبو الغيط التي عبّر عنها خلال مباحثاته مع مبعوث الأمم المتحدة الجديد الخاص إلى سوريا غير بيدرسون في أواخر يناير (كانون الثاني) الماضي، إذ أكد على ضرورة "إيجاد حل ينهي الأزمة ويحفظ وحدة الأراضي السورية".

وشدد أبو الغيط على "أهمية العمل على وقف التدخلات الدولية والإقليمية التي تلقي بتبعات وتداعيات سلبية على مسار" التسوية في سوريا، معتبراً أن "هذه التدخلات لعبت دوراً رئيسياً في إطالة أمد الأزمة"، من دون أن يوضح الأطراف التي يقصدها في حينه.

 

الانفتاح العربي

وكانت الإمارات العربية المتحدة في طليعة المبادرين إلى إعادة فتح سفارتها في دمشق، وأُعيد رفع العَلم الإماراتي في الـ 27 من ديسمبر (كانون الأول) الماضي، على مقر السفارة في حي "أبو رمانة" الراقي وسط العاصمة السورية، بحضور مدير المراسم في وزارة الخارجية والمغتربين السوري حمزة الدواليبي ودبلوماسيين عرب عاملين في دمشق.

وأوضحت وزارة الخارجية الإماراتية في بيان أصدرته في حينه، أن هذه الخطوة «تؤكد حرص حكومة دولة الإمارات العربية المتحدة على إعادة العلاقات بين البلدين الشقيقين إلى مسارها الطبيعي بما يعزز ويفعل الدور العربي في دعم استقلال وسيادة الجمهورية العربية السورية، ووحدة أراضيها وسلامتها الإقليمية ودرء مخاطر التدخلات الإقليمية في الشأن العربي السوري».

واعتبر القائم بالأعمال الإماراتي بالوكالة عبد الحكيم النعيمي في المناسبة، أن افتتاح السفارة «دعوة لعودة العلاقات وفتح سفارات الدول العربية الأخرى».

أما وزير الدولة للشؤون الخارجية الإماراتي أنور القرقاش اعتبر في تغريدة على "تويتر"، أن «الدور العربي في سوريا أصبح أكثر ضرورة تجاه التغوّل الإقليمي الإيراني والتركي». وأضاف في تغريدة أخرى، إنّ فتح السفارة «يأتي بعد قراءة متأنية للتطورات، ووليد قناعةٍ بأن المرحلة القادمة تتطلب الحضور والتواصل العربي مع الملف السوري، حرصاً على سوريا وشعبها وسيادتها ووحدة أراضيها».

ولم تتأخر البحرين في أن تحذو حذو الإمارات، إذ أعلنت في 27 ديسمبر 2018 أيضاً، «استمرار العمل» في سفارتها بسوريا، بعد 7 سنوات من العلاقات المقطوعة. وجاء في بيان أصدرته وزارة الخارجية البحرينية في حينه أن «وزارة الخارجية تعلن استمرار العمل في سفارة مملكة البحرين لدى الجمهورية العربية السورية الشقيقة، علماً بأن سفارة الجمهورية العربية السورية لدى مملكة البحرين تقوم بعملها، والرحلات الجوية بين البلدين قائمة دون انقطاع». وأضاف البيان أن «وزارة الخارجية تؤكد حرص مملكة البحرين على استمرار العلاقات مع الجمهورية العربية السورية، وعلى أهمية تعزيز الدور العربي وتفعيله، من أجل الحفاظ على استقلال سوريا وسيادتها ووحدة أراضيها، ومنع مخاطر التدخلات الإقليمية في شؤونها الداخلية».

وكان وزير الخارجية التونسي خميس الجهيناوي اعتبر في مؤتمر صحافي مع نظيره الروسي سيرغي لافروف أن "المكان الطبيعي" لسوريا هو داخل "الجامعة العربية"، إلا انه أكد أن "موضوع عودة سوريا إلى الجامعة العربية قرار يأخذه العرب في اجتماعاتهم المقبلة وهم مَن يقرر كيفية رجوعها ومتى ترجع، وبأي صفة".

كما شهد شهر ديسمبر الماضي، تسيير أول رحلة سياحية من سوريا إلى تونس عبر طائرة أقلّت نحو 160 شخصاً، بعد انقطاعٍ دامَ نحو 8 سنوات.

 

مواعيد القمة

يُذكر أن اجتماعات القمة العربية ستُعقد على مستوى القادة في 31 مارس الحالي، على أن يسبق ذلك اجتماع مجلس وزراء الخارجية العرب في الـ 29 من الشهر. كما يجتمع "المجلس الاقتصادي والاجتماعي" على المستوى الوزاري في 28 مارس، في حين يُعقد اجتماع كبار المسؤولين والمندوبين الدائمين خلال يومي 26 و27 من الحالي.

المزيد من العالم العربي