Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

أسرع هبوط في انبعاثات الكربون منذ عقود مع النأي عن الفحم

ينبه محللون إلى ضرورة "تسرّيع" الحكومات دراماتيكياً عملية التحوّل إلى الطاقة المتجدِّدة كي لا يتخطّى معدل الاحترار العالميّ حدود 1.5 درجة مئوية

توصّلت دراسة إلى أن نسبة توليد الكهرباء من الفحم تدنت 3 في المئة العام الماضي في أنحاء العالم (غيتي)

 يشير تحليل صدر أخيراً إلى أنّ انبعاثات ثاني أكسيد الكربون الناتجة من قطاع الكهرباء انخفضت بأسرع معدل لها منذ 30 عاماً على الأقل، ويأتي ذلك نتيجة تخلي الدول عن الفحم.

وتراجع معدل الكهرباء التي يعتمد توليدها على الفحم بنسبة 3 في المئة في 2019، ما أدّى إلى انخفاض 2 في المئة في نسبة انبعاثات ثاني أكسيد الكربون الناجمة عن قطاع الطاقة، وفقاً لدراسة تقييميّة عالميّة أجراها "إمبر"، مركز البحوث المناخية.

بيد أنّ معدِّي التقرير قالوا إنّ التحوّل عن الوقود الأحفوريّ ليس "الوضع الطبيعيّ الجديد" بعد، بحسب وصفهم، محذِّرين من أنّ على الحكومات "التسريع جداً" في الانتقال إلى مصادر الطاقة المستدامة، إذا أُريد للعالم تجنّب الآثار الأسوأ التي يخلّفها الاحترار العالميّ.

 وشهد العام الماضي الهبوط الأكبر في نسبة الطاقة المنتجة من الفحم منذ عام 1990، عندما بدأت الوكالة الدوليّة للطاقة بنشر إحصاءات عن المسألة، وعُزي ذلك التراجع في جزء منه إلى الانتقال إلى استخدام مصادر الطاقة المتجدِّدة في أوروبا من جهة، ووجود أسعار أكثر تنافسيّة للغاز في الولايات المتحدة الأميركيّة من جهة أخرى. وتراجعت نسبة توليد الكهرباء من الفحم 24 في المئة في أوروبا، و16 في المئة في الولايات المتحدة، في عام 2019.

وأدّت إعادة تشغيل المحطة النوويّة في اليابان وكوريا الجنوبيّة إلى تراجع الطلب على الفحم، وفقاً لتقرير "إمبر". لكن الصين خالفت ذلك التوجّه عبر زيادة استخدام الفحم بنسبة 2 في المئة، لتصبح تالياً مسؤولة عن نصف الطاقة المُنتجة من الفحم، على الصعيد العالميّ.

وتناول النتائج ديف جونز، وهو محلل متخصّص في شؤون الكهرباء في مركز "إمبر" والباحث الرئيس في التقرير، وقال "إنّ التراجع العالميّ في الانبعاثات التي يخلّفها الفحم وقطاع الطاقة يُمثّل أنباء سارة بالنسبة إلى المناخ، لكن على الحكومات التعجيل بصورة كبيرة في عمليّة التحوّل في توليد الكهرباء بهدف تقليص إنتاج الطاقة من الفحم عالميّاً خلال عقد 2020".

في الواقع، يجب أن تتراجع الطاقة المولّدة من الفحم إلى 11 في المئة سنويّاً على مدى العقد المقبل، للإبقاء على الاحترار العالمي عند حدود 1.5 درجة مئوية فوق مستويات ما قبل الثورة الصناعيّة، وهو الحد الذي يحذِّر العلماء من ضرورة تجنّبه منعاً لتفاقم الآثار السلبيّة لأزمة المناخ.

وذكر "إمبر" إنّ الحدّ من ارتفاع معدل الاحترار العالميّ بمقدار 1.5 درجة مئويّة "يبدو خطوة صعبة جداً"، مضيفاً أنّ "خفض توليد الطاقة بالفحم يشهد تقدّماً، ولكنّه لا يرقى إلى الطابع الملح الذي تكتسبه ضرورة تحقيق الأهداف العالميّة للتصدّي لتغيّر المناخ، خصوصاً في آسيا".

وحذّر التقرير من أنّ هبوط معدل استخدام الفحم في الولايات المتحدة "قوّضه" التوجّه إلى استعمال الغاز، الذي ارتفع معدله بنسبة 4 في المئة على مستوى العالم.

وقال جونز إنّ "التحوّل من الفحم إلى الغاز ليس في الحقيقة إلا مجرد استبدال وقود أحفوريّ بآخر. أمّا الطريقة الأقل تكلفة والأسرع لوضع حد لتوليد الطاقة من الفحم فتكمن في البدء سريعاً في تشغيل الكهرباء من طاقتي الرياح والشمس".

ففي الاتحاد الأوروبي، حيث انخفض توليد الكهرباء من الفحم بنسبة 24 في المئة، كان ثمة انعطاف كبير من طاقة الفحم إلى مصدري الطاقة المتجددة الآنفي الذكر.

هكذا، ارتفع توليد الكهرباء من الرياح والطاقة الشمسيّة بنسبة 15 في المئة في جميع أنحاء العالم في 2019، مع إنتاج ما نسبته 8 في المئة من الطاقة الكهربائيّة في العالم.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وأضاف تقرير "إمبر" أنّ المستوى نفسه من التصاعد في مصدري الطاقة المتجدِّدة مطلوب سنوياً، لبلوغ أهداف اتفاقية باريس للمناخ. وقال إنّ الأسعار الأدنى (للطاقة المتجددة) هي "مصدر أمل" في استدامة ذلك المعدل، فيما أنّ "الارتفاع المتواصل" سيتطلب جهوداً منسقة في جميع مناطق العالم".

وقال جونز أيضاً، "إنّ ارتفاع معدل استخدام الصين للفحم، والغاز إلى حد ما، يبعث على القلق، بيد أن الحلول بدأت. إذ يحتلّ الاتحاد الأوروبيّ مكانة بارزة بنسبة 18 في المئة من الكهرباء المنتجة حاضراً من الرياح والطاقة الشمسية، ولكن مع تحقيق الولايات المتحدة نسبة 11 في المئة، والصين 9 في المئة، والهند 8 في المئة، فالسباق على قدم وساق."

وكشف التقرير أيضاً أنّ الطلب على الكهرباء تراجع إلى 1.4 في المئة العام الماضي، وهي الزيادة الأبطأ التي مرّ بها القطاع منذ الركود الاقتصاديّ في عام 2009، نتيجة تدني النمو الاقتصاديّ وشتاء أكثر اعتدالاً في الولايات المتحدّة الأميركيّة ودول الاتحاد الأوروبيّ.

يُشار إلى أنّ الدراسة شملت بيانات حول 85 في المئة من توليد الكهرباء في العالم، بما في ذلك من الصين والولايات المتحدة والهند والاتحاد الأوروبيّ، وتقديرات تستند إلى بيانات سابقة حول نسبة الـ 15 في المئة المتبقيّة.

وفي تطور متصل، تجاوزت كمية الكهرباء المنتجة من مصادر طاقة متجدّدة تلك المولّدة من الوقود الأحفوريّ للمرة الأولى في الربع الثالث من العام الماضي، وفقاً لتحليل أجراه الموقع الإلكترونيّ "كربون بريف".

© The Independent

المزيد من بيئة