Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

اتساع دائرة المعارك وخلافات قوات حكومة الوفاق في ليبيا

بعد هدوء نسبي استمر ليومين في محاور القتال

استهدف الجيش الليبي مواقع لقوات الوفاق داخل مطار معيتيقة (أ.ف.ب)

بعد هدوء نسبي استمر ليومين في محاور القتال غرب ليبيا، اشتعلت المعارك العسكرية بوتيرة لم تشهدها من قبل، وتوسعت رقعتها لتشمل محاور شرق مصراتة للمرة الأولى منذ تجددها قبل عشرة أيام.

وفي أهم المستجدات الميدانية، أعلنت الكتيبة 82 مشاة، التابعة لقوات الجيش الليبي بقيادة المشير خليفة حفتر "استهدافها مواقع لقوات الوفاق داخل مطار معيتيقة".

وأوضحت الكتيبة في بيان نشرته في مواقع التواصل أن "قوات الجيش الليبي تمكنت من تدمير طائرة تركية مسيّرة وشاحنتين محملتين بالذخيرة، خُبئت بالقرب من الخزان الكبير المعروف داخل القاعدة لغرض إخفائها عن سلاح الجو الليبي".

من جانبها، أعلنت شعبة الإعلام الحربي "تمكنت الدفاعات الجوية التابعة للجيش الليبي، السبت 7 مارس (آذار)، من إسقاط طائرة تركية مُسيّرة جنوب طرابلس... والطائرة أقلعت من قاعدة معيتيقة العسكرية، وأُسقطت جنوب العاصمة".

في السياق ذاته، أفادت الكتيبة 134 التابعة للجيش عن "سقوط قذائف على أحياء المدنيين في منطقة سوق الأحد جنوب طرابلس"، قائلةً إنّ "القذائف أطلقتها قوات الوفاق".

رد عنيف لقوات الوفاق

في المقابل، أعلن الناطق باسم عملية "بركان الغضب" التابعة لحكومة الوفاق، محمد قنونو، "تدمير مخزن للذخيرة وتجمعات تابعة للجيش الليبي، في منطقة قصر بن غشير".

وأوضح في تصريحات صحافية أن "هذا القصف جاء رداً على استهداف المدنيين خلف خطوط القتال في العاصمة طرابلس"، مؤكداً أن "قوات حكومة الوفاق، ملتزمة بتعليمات قيادة العملية، بالتعامل بحزم وقوة مع الجيش الليبي، واستهداف مصادر النيران".

وردت شعبة الإعلام الحربي على تصريحات قنونو، من خلال مقطع فيديو نشرته عبر مواقع التواصل، قائلةً إنّ "قوات حكومة الوفاق استهدفت بقذائف عشوائية مناطق وأحياء سكنية في منطقة قصر بن غشير جنوب العاصمة طرابلس"، ومشيرةً إلى أن "قوات حكومة الوفاق لجأت بعد عجزها عن كسب المعركة وخسارتها لمواقعها إلى خرق الهدنة بقصف الأحياء المدنية".

وأظهر مقطع الفيديو مبانٍ مدمرة، قالت شعبة الإعلام الحربي، إن "الطيران التركي المسيّر وقوات حكومة الوفاق، هما من أطلقا القذائف العشوائية على هذه الأحياء السكنية، لإلصاق التهمة بالجيش الليبي".

محاور شرق مصراتة

بعيداً من طرابلس، وفي تطور عسكري لافت في محاور شرق مصراتة، أعلن المكتب الإعلامي لغرفة عمليات سرت التابعة للجيش، "صدّ هجوم لقوات الوفاق في محور الوشكة جنوب شرقي المدينة".

ونقل المكتب عن آمر غرفة عمليات سرت العميد عبدالله الهمالي، قوله إن "قوات الوفاق شنت هجوماً فاشلاً عند هذا المحور وتم صدّها ودحرها"، مؤكداً أنه "تم الرد على قوات الوفاق، وتكبيدها خسائر فادحة في الأفراد والآليات... وعادت الوحدات العسكرية إلى نقاط تمركزها، حسب الأوامر الصادرة لها".

عشرات القتلى من سوريا

في سياق متصل، كشف مدير إدارة التوجيه المعنوي في الجيش الليبي العميد خالد المحجوب، في تصريحات صحافية أن "نحو 142 مقاتلاً سورياً قُتلوا في المعارك الدائرة في طرابلس"، مشيراً إلى أن "حكومة الوفاق تحاول التكتم عن مقتلهم، لكن جرى الحصول على معلومات من مستشفيات طرابلس، أكدت ذلك"، في حين ترفض تركيا اتهامها بارسال مقاتلين سوريين الى ليبيا.

وتابع "الأرقام ترجّح وصول نحو 5 آلاف مقاتل سوري إلى محاور القتال في ليبيا، وُزّعوا في مناطق عدّة لتغطية المحاور التي تشهد المواجهات العسكرية".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

واعتبر الصحافي الليبي عوض البرغثي، في حديث لـ"اندبندنت عربية"، أن الاشتباكات التي تجددت في غرب البلاد، تُعدُّ أمراً متوقعاً وطبيعياً، موضحاً أن "اتفاق الهدنة وُلد ميتاً، لأنه بُني على قاعدة هشة، والأيام التي شهدنا فيها وقف إطلاق النار بشكل حقيقي كانت قليلة، وهي الاستثناء، فالقصف مستمر والمعارك مستعرة بشكل شبه يومي".

وأضاف "قوات الوفاق، التي هي طرف في اتفاق وقف إطلاق النار، مشكّلة من كتائب غير  متجانسة ولا تراتبية هرمية لها، ولا تأتمر لقيادة واحدة مسيطرة والدليل خلافاتها".

ورأى البرغثي أن "جوهر الأزمة أمني وحلها عسكري، وهذه النقطة أغفلتها الحوارات السياسية التي حاولت مقاربة الحلحلة، ولذلك فشلت كلها".

اغتيال قيادي من مصراتة

في مجال آخر وفي تطور خطير للخلافات التي نشبت بين ميليشيات تابعة لقوات حكومة الوفاق في طرابلس، أفادت معلومات صحافية بأنه "عُثر على جثة القيادي في قوات مدينة مصراتة محمد أرفيدة المصراتي، مساء السبت، أمام إحدى العمارات السكنية في حي صلاح الدين بالعاصمة الليبية".

وأرفيدة من القيادات العسكرية التابعة لحكومة الوفاق، ويتهمه مقربون من الجيش الليبي، بأنه مكلّف بالإشراف على المقاتلين السوريين من قبل وزير داخلية الوفاق فتحي باشا آغا.

وأثار مقتل هذا القيادي خلافات حادة بين كتائب من مدينة مصراتة وأخرى تابعة لمدينة طرابلس، إذ وجهت حسابات إلكترونية مناصرة لحكومة الوفاق اتهامات مباشرة إلى ميليشيا النواصي باغتيال أرفيدة.

وظهرت الخلافات بين المليشيات المسلحة التابعة لحكومة الوفاق إلى العلن، بعد هجوم عنيف شنّه باشا آغا في مؤتمر صحافي قبل أيام على ميليشيا النواصي، التي ردّت عليه برسائل تهديد نشرتها على وسائل التواصل الاجتماعي.

وهذه الخلافات التي أثارتها تصريحات باشا آغا، مرتبطة بزيارته قبل ذلك بأيام إلى تونس، ولقائه السفير الأميركي في ليبيا ريتشارد نولاند، وما سُرّب من معلومات بعد ذلك عن ضغط مورس عليه في هذا اللقاء، لكبح الميليشيات المتفلتة في طرابلس وتفكيك بعضها، وفق الصحافي مجدي عطية.

اقرأ المزيد

المزيد من العالم العربي