Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

الفاتيكان يكشف ملفات سرية من الحرب العالمية الثانية

الكشف عن "فهم شامل" لبابوية بيوس الثاني عشر رأس الكنيسة السالف الذي لُقب باسم "بابا هتلر"

الفاتيكان يرفع السرية عن ملفات من الحرب العالمية الثانية (أ.ف.ب.)

أخرج الفاتيكان أرشيف الكرسي الرسولي إلى العلن، لإلقاء الضوء على بابوية بيوس الثاني عشر، بعدما ظلّت ملفاته سريةً على مدى عقود، بسبب اتهامات له بأنه فشل في المساعدة على إنقاذ اليهود من محارق الهولوكوست خلال الحرب العالمية الثانية.

وستُتاح الفرصة للباحثين والعلماء لتفحص نحو مليوني وثيقة، تعود إلى الأعوام الممتدّة من العام  1939 إلى العام 1958، لتكوين نظرة في العمق على البابا بيوس الثاني عشر، الذي أطلق عليه في بعض الأحيان لقب "بابا هتلر".

وكانت وُجّهت انتقادات إلى البابا بيوس الثاني عشر، بسبب تقاعسه الواضح عن مساعدة اليهود الذين كانوا يواجهون اضطهاداً من قِبل ألمانيا النازية، وفشله في إدانة محارق اليهود بقوّة.

ومع ذلك، يصرّ الفاتيكان على أن البابا المثير الجدل كان "بطلاً كبيراً للإنسانية"، وعلى أنه "كان لديه قلقٌ عميقٌ على مصير البشرية خلال تلك الأعوام الرهيبة".

القرار الذي اتّخذه رأس الكنيسة الراهن البابا فرانسيس الثاني قبل نحو عام بفتح أرشيف حاضرة الفاتيكان، يستهدف إثبات أن الكنيسة الكاثوليكية الرومانية "ليست خائفة من التاريخ".

وقال رئيس الأساقفة الكاثوليك بول ريتشارد غالاغر، قبل الافتتاح، إن الأرشيف سيوفّر "فهماً شاملاً لما جرى، ولنوعية الشخص الذي كان عليه البابا بيوس الثاني عشر، ونوع السياسات التي اعتمدها في تلك الأعوام الفظيعة، لا سيما منها خلال الحرب العالمية الثانية، والمرحلة التي تلتها مباشرة".

ورأى رونالد س. لاودر، رئيس "المؤتمر اليهودي العالمي"، في بيان له، أنه "من خلال دعوة المؤرّخين والعلماء إلى الوصول إلى أرشيف الفاتيكان في الحرب العالمية الثانية، يظهر البابا فرنسيس الثاني رغبته في التعلّم ونشر الحقيقة، ويظهر كذلك أهمية تذكّر محارق اليهود".

وأشار إلى أن "المؤتمر اليهودي العالمي يعرف أن مذكّرة مفصّلة كان قدّمها إلى الفاتيكان ممثّل مؤسستنا في جنيف غيرهارت ريغنر في الـ17 من مارس (آذار) من العام 1942، وفيها وصفٌ للأدلّة الهمجية التي اعتمدتها خطة نازية استهدفت تصفية اليهود".

وأضاف: "لم نسمع بعدها أبداً بما حدث لمذكّرة راينر منذ أن طالب بذلك الممثّل البابوي في سويسرا المرسل فيليب بيرنارديني. لكننا نعرف ما حدث لستة ملايين يهودي قُتلوا في محارق الهولوكوست. أمّا مع فتح الأرشيف، فقد نعرف أخيراً حقيقة ما كان يعلمه الفاتيكان".

وكان رونالد لاودر يشير إلى وثيقة مفصّلة تحدّثت عن خطط النازيين لاحتجاز جماعات من اليهود في معسكرات اعتقال، وإعدام الآلاف منهم في بولندا التي احتلها النازيون مع أجزاء من روسيا.

وتقول الوثيقة التي سلّمها ريغنر وريتشارد ليشتهايم من "الوكالة اليهودية من أجل فلسطين"، إن مثل هذه الإجراءات "كان يمكن إلغاؤها، أو على الأقل التخفيف منها بتدخّل من الكرسي الرسولي".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

الحاخام أبراهام سوركا، الذي شارك البابا فرنسيس الثاني في تأليف كتاب، نشر مقالاً في الصحيفة الرسمية التي يصدرها الفاتيكان "لوسيرفاتوري رومانو"، قال فيه إن فتح الأرشيف سيكشف ما إذا كانت الكنيسة "بإمكانها أن تفعل شيئاً".

ورأى أنه "كان يجب عليهم إخراج الوثائق إلى العلن، وتوضيح كل شيء، ثم يمكن أن نرى ما إذا كان بإمكانهم القيام بشيء ما، وإلى أي مدى كان يمكن لهم القيام به. وإذا كنا مخطئين في شيء ما، فسنكون قادرين على القول: (لقد أخطأنا في ذلك)".

وختم قائلاً: "يجب أن لا نخاف من الخُطوة. الهدف يجب أن يكون إظهار الحقيقة. وعندما يبدأ المرء بإخفائها يكون بصدد إلغاء الكتاب المقدس"، على حدّ تعبيره.

© The Independent

اقرأ المزيد

المزيد من دوليات