Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

طواقم بريطانيا الطبية تطالب بحق "الجمهور في معرفة الحقيقة" عن كورونا

هيئة "خدمات الصحة الوطنية" تعاني وزيادة الحالات ستعرقل بشكل خطير قدرتها في تقديم الرعاية الآمنة

وضع وباء كورونا العالمي نُظُم الخدمات الصحية عالمياً تحت ضغوط مذهلة. هل تصمد؟ (رويترز)

نقل أطباء كبار وممرضون إلى "اندبندنت" أن هيئة "خدمات الصحة الوطنية" تفتقر إلى الأسرّة والموظفين والموارد اللازمة لمواجهة التفشي الخطير لفيروس "كورونا".

وحذّر موظفو الهيئة الصحية من أنحاء البلاد كافة من عدم قدرة المستشفيات على التحمل فعليّاً، إذ يجري الاعتناء بالمرضى في أجنحة مكتظة وينتظرون ساعات قبل الحصول على سرير. وأشار أحد الأطباء إلى إن العقلية التي تسود فعلياً في العناية المركزة تتمثّل في "ألا يدخل مريض جديد إلا بعد خروج آخر".

وكذلك تحدث عامل آخر عن حدوث تأخير في الفحوصات المخبرية، وتقنين في الأقنعة ومعدات الوقاية، وعدم وجود مناطق عزل المرضى المشتبه في إصابتهم بفيروس "كورونا".

ووصفت رئيسة "الجمعية البريطانية لممرضي العناية المُركزة" (أمس) اقتراحات وزير الصحة مات هانكوك بأن تعمل هيئة "خدمات الصحة الوطنية" على استخدام "تجهيزات التهوئة المنزلية"، وأنه يمكن تحضير 5000 سرير إضافي في العناية المركزة، بـ"الخيالية".

إذ ذكرت نيكي كريدلاند أنه "إذا كان لديك نظام يعمل للتو بطاقة مئة في المئة، فإن فكرة حصولك على كمية كبيرة من الأسرّة الإضافية ليست واقعية. ببساطة لا توجد أسرّة كافية لهم. سنحتاج إلى اتخاذ قرارات صعبة بشأن المرضى الذين سيُقبَلون في العناية المركزة... لدى الجمهور الحق في معرفة الحقيقة. سيكون الأمر معضلة أخلاقية حقيقية بالنسبة للكوادر. سنحتاج إلى اتخاذ قرارات صعبة بشأن المرضى الذين سيتم قبولهم في العناية المركزة".

وأضافت، "لا أعرف ما كان قصد مات هانكوك بأجهزة التهوئة المنزلية. هذا غير ممكن للأشخاص الذين يعانون مرضاً حاداً".

وعلى نحوٍ مُشابِه، أشار أحد أطباء قسم الطوارئ في شرق إنجلترا إلى إن أجهزة التنفس الواقية قد نفدت فعلياً من المستشفى الذي يعمل فيه. وأضاف، "يوم الاثنين، كان المستشفى ممتلئاً، وجميع المناطق الاحتياطية مملوءة كلياً بالأسرّة، وينتظر المرضى أكثر من 12 ساعة في قسم الحالات الطارئة كي يجري إدخالهم. تلك صورة الوضع حتى قبل أن نفكر في التعامل مع إصابة واحدة بفيروس كورونا".

وتابع مشيراً إلى وجود "تخوف حقيقي حول مدى استعدادنا. إن هيئة "خدمات الصحة الوطنية" تعمل تحت الضغط في الوقت الراهن، ولن يستغرق الأمر ظهور كثير من الحالات حتى تتعرقل بشكل خطير قدرتنا على تقديم رعاية آمنة. وحتى لو افترضنا أن المخاوف بشأن أعداد الحالات المحتملة مبالغ فيها إلى حد كبير، فلن يحتاج انهيار النظام إلى وجود حالات كثيرة تحتاج إلى علاج في المستشفيات".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وفي تطوّر متصل، عمد طبيب يعمل في "مستشفى لانكستر الملكي" إلى مشاركة تنبيه مع الموظفين في المستشفى يوم الثلاثاء الماضي، مفاده بأن المستشفى عانى نقصاً بـ63 سريراً عند الساعة 8.30 صباحاً مع وجود 11 مريضاً ينتظرون في قسم الطوارئ، ومريضين بحاجة للعناية المركّزة ينتظران في مناطق الإنعاش [بدلاً من جناح داخل المستشفى] وثمانية مرضى ينتظرون قبولهم للجراحة. وحثت الرسائل الأطباء على "الإسراع في إخراج المرضى واعتبار ذلك أولوية قصوى". وأشار الطبيب إلى أن "هذا ليس بالأمر الغريب، إذ يجب أن نكون صادقين".

وعلى نحو مشابه، صرح رئيس جمعية العناية المركزة الدكتور غانيش سانثارالينغام إلى "الاندبندنت"، أن هناك إمكانية لحدوث "تفاوت" في قدرة المستشفيات على توسيع خدمات الرعاية الحرجة [كي تصبح] وحدات أكبر وأكثر  قدرة على مواجهة العوامل المؤثرة.

ووفق كلماته، "إذا زاد الطلب بشكل كبير، فسوف يتعين علينا جميعاً استخدام مناطق وموارد المستشفيات الأخرى بطرق غير نمطية. ثمة مشكلة في تأمين العاملين، وكما هي الحال عند وقوع حوادث كبرى، قد يحتاج الموظفون من الفرق المختلفة إلى العمل معاً لتقديم أفضل رعاية ممكنة".

وأضاف أنه من المهم وجود أنظمة إقليمية ووطنية لتنسيق الجهود، مع عمل المستشفيات معاً، إذا حدث تفشٍ للمرض "كي لا يُحرم مريض من الرعاية المناسبة، عندما يكون هناك سرير واحد متوافراً في مكان ما من البلاد... نقول بوضوح شديد إن القرارات بشأن مَن يُدخَلْ يجب أن تظل أخلاقية ومنصفة، كحالتها دوماً".

في ذلك الصدد، ذكر طبيب استشاري في "تجمّع مستشفيات جامعة نوتنغهام" أن المستشفى أعلن عن حادث داخلي يوم الثلاثاء الفائت مع وجود 130 مريضاً في قسم الطوارئ وانتظار 40 مريضاً توافر سرير. وأضاف بسخرية، "نحن مستعدون بطريقة مذهلة لفيروس كورونا".

وكذلك ذكر أحد المديرين في الشمال الغربي، إن التقنين بدأ في حصص الكمامات الطبية وغيرها من المعدات بسبب المخاوف من نقص الإمدادات.

وعلى نحو مماثل، أضاف طبيب يعمل في وحدة عناية مركزة بلندن، "نحن لا ننكر أن مستشفياتنا ممتلئة للغاية بالفعل. بشكل أساسي إنها عقلية "مريض يدخل بعد خروج آخر"... كما يكون الوضع يومياً، يتعين علينا اتخاذ بعض القرارات الصعبة جداً في ما يتعلق بمن يمكن أن نقبله، ومن لا يمكننا قبوله. يتمثّل ما يقلقني في أن هذه القرارات ستزداد صعوبة وستتكرر. يشبه الوضع مشهداً من فيلم الممثل أوستن باورز يقف فيه رجل أمام أسطوانة بخارية [بمعنى أنه لا ينجو إلا ضمن افتراض خيالي]. إن العجلة تتجه ببطء نحونا، ونحن نعلم أن ذلك سيحدث، لكن لا يمكننا إيقافها، وستسحقنا".

في زاوية أخرى من المشهد نفسه، أبدى بعض الممرضين والأطباء قلقهم بشأن قدرتهم على التكيف إذا مرضت أعداد كبيرة من زملائهم أو اضطروا إلى البقاء في المنزل لرعاية أطفالهم في حالة إغلاق المدارس. وأضافوا، "لسنا متأكدين ما الذي يمكن لمؤسسات هيئة "خدمات الصحة الوطنية" فعله، لكن من المؤكد أن أحداً ما يحتاج إلى التفكير في رعاية الأطفال إذا استمر ممرضونا وأطباؤنا في القدوم إلى العمل".

في سياق حديثه مع برنامج "بي بي سي بريكفاست" (أمس) وسؤاله عن قدرة هيئة "خدمات الصحة الوطنية" على التأقلم [مع انتشار كورونا]، أوضح كبير المسؤولين الطبيين أن "الهيئة قادرة على التأقلم دائماً لأنها تمثّل خدمة طوارئ لها قدرة جيدة جداً في التكيف مع الوضع الذي تجد نفسها فيه. إذا تحول هذا إلى وباء كبير جداً، فسيفرض ضغوطاً شديدة على الهيئة، ويشكّل ذلك أحد أسباب امتلاكنا استراتيجية واضحة جداً تتكون من أربع استراتيجيات، وقد وضعها رئيس الوزراء (أول من أمس) بهدف احتواء هذا الفيروس. وإذا تعذّر ذلك، فسيتأخر الأمر إلى أشهر الصيف أو أواخر الربيع، كي يصبح من السهل على الهيئة التعامل معه. يتوجب إجراء الأبحاث الضرورية بشأن الحصول على أفضل العلاجات المتاحة، ثم العمل على تخفيف وطأته، وذلك يعني وضع الهيئة والمجتمع الأوسع في حالة استعداد لأسابيع عدّة، الأمر الذي قد يكون صعباً للغاية".

وفي نفسٍ مُشابِه، أشار متحدّث باسم هيئة "خدمات الصحة الوطنية" في إنجلترا إلى إنه "وفق ما ذكر كبير المسؤولين الطبيين، فإن توسّع فيروس كورونا يعني أن الهيئة ستطوّر تجاوبها بالتماشي مع الخطط الراسخة في طُرُق الارتفاع بمستويات الاستجابة. لقد قُدِّمَت نصائح إلى المستشفيات بشأن الخطوات التالية التي يتعين عليها اتخاذها للاستجابة المناسبة إذا ارتفع مستوى التفشي. وكذلك تعمل الكوادر الدؤوبة على مدار الساعة في فحص مرضى ذلك الفيروس التاجي [كورونا] وعلاجهم، لكن يمكن للجمهور أيضاً أن يؤدي دوره من خلال اتباع النصائح الصحية، بما في ذلك غسل أيديهم وتغطية أفواههم عند السعال أو العطس. إذا كان الشخص قلقاً بشأن الأعراض، فيمكنه استخدام خدمة 111 الجديدة عبر الإنترنت للحصول على المساعدة والمشورة بشأن فيروس كورونا".

© The Independent

المزيد من صحة