Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

ربع الأردنيين يفكرون بالهجرة... طوابير من الشباب على أبواب السفارات الغربية  

هناك من يتحايل للإقامة في أميركا بشكل "مخجل"

صورة لشاب أردني يدفع عربة وسط أحد شوارع عمان (رويترز)

حينما خاطب شاب أردني يدعى قتيبة بشابشة رئيس الوزراء الاردني عمر الرزاز على تويتر متسائلا: هل ثمة أمل بمستقبل أفضل لمن هم في جيله أم أن عليه الهجرة خارجاً، تكفل عشرات الآلاف من الأردنيين على وسائل التواصل الاجتماعي بالإجابة عبر إطلاق "هاشتاج" عنوانه: #هاجر_يا_قتيبة.

رئيس الوزراء عمر الرزاز كان أكثر تفاؤلا من الأردنيين حينما دعا قتيبة ومن هم على شاكلته من الشباب الاردني المحبط الى نزع فكرة الهجرة من عقولهم، لكن الشارع الأردني اليومي يائس الى درجة دفعت نحو 26%، منهم ومعظهم في سن الشباب الى التفكير بالهجرة والتزاحم في طوابير على أبواب السفارات الغربية أملا بمستقبل أفضل في ظل الأوضاع الاقتصادية الصعبة التي تمر بها الأردن.

الهجرة لأسباب اقتصادية بحتة

وفي مؤشر خطير أجاب نحو 79 بالمئة من عينة استطلعت آراؤها من قبل قناة رؤيا الفضائية أنهم يفكرون بالهجرة الى الخارج دون العودة الى الأردن مطلقا.

وبحسب السفارة الأميركية في عمّان، يحصل في كل عام نحو 374 أردنيا على فرصة الهجرة العشوائية بنظام القرعة من أصل 50 ألف فرصة مخصصة لكل مواطني دول العالم.

 لكن الحال يبدو أكثر وضوحا حينما تتحدث السفارة الأميركية عن حصول نحو 35 ألف أردني على فيزا لمدة 5 سنوات من بينهم نحو 2500 فيزا لأغراض الدراسة والتبادل الثقافي، وهي أرقام كبيرة وتؤشر الى رغبة نسبة لا يستهان بها من الأردنيين بمغادرة البلاد.

"قتيبة" يلخص حال الأردنيين

لكن ما الذي يدفع نحو مليون أردني بالهجرة إلى بلاد الاغتراب في سبعين دولة؟ يرد الشاب الأردني" قتيبة" الذي أصبح مثار الجدل مؤخرا على استفساراتنا بالقول: لا جديد يذكر الوضع تلخصه تعابير وجوه الأردنيين صباحاً ومساءاً، فلا فرح ولا سرور، ولا أمل في قسمات وجوههم.

يقول قتيبة إن على الأردنيين التحلي بالصبر قليلا، وإن على الحكومة في المقابل أن تهتم بالشباب الأردني الواعي والمتميز بدلا من دفعه مكرها لمغادرة البلاد.

لكن للصحفي والكاتب الأردني باسل رفايعة رأي آخر حول الموضوع إذ يقول: عندما تغادر بلدك فأنت تهرب من خوف ما، غالبا هو اليأس من حلم ما، تهرب من الفقر ولا تريد أن تراه حظا محتوما.

 ويضيف رفايعة: الأردنيون ليسوا شعباً متطلباً. هم مثل باقي الشعوب في المنطقة، يحاولونَ مجاراةَ ثورة الاستهلاك، يهرب الأردنيون من اليأس، يريدون تعليما جيدا لأبنائهم.

  "الفيزا" خيار بديل والتحايل سيد الموقف   

يعمل (محمد) الذي وصل الولايات المتحدة قبل سنتين من الأردن، سائقا للتاكسي عبر تطبيق " اوبر" في مدينة نيويورك بعد أن حصل على "فيزا" بهدف الدراسة.

يضطر محمد كل ستة أشهر لدفع رسوم التسجيل في أحد المعاهد داخل المدينة دون ان يلتحق بالدراسة فعليا، بهدف الحفاظ على تواجده في الولايات المتحدة بشكل قانوني.

لكن هذا الشاب الثلاثيني يعترف بمرارة أن ما يقوم به ليس أكثر من سرقة للوقت ومحاولة عبثية لعيش " الحلم الأميركي" ما أمكن.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

اما (أبو عبد الله) فلديه قصة مختلفة، فبعد أن ضاقت به الأحوال الاقتصادية ولم يعد قادرا على توفير حياة كريمة لعائلته، سارع للحصول على فيزا زيارة لمدينة شيكاغو الأميركية، لكنه ومنذ 3 سنوات هي مدة غيابه هناك لا يستطيع العودة الى الأردن لكونه مخالفا للقوانين والأنظمة.

يواسي أبو عبد الله نفسه بأنه بات قادرا على إرسال مبلغ لا يقل عن ألف دولارشهريا (نحو 700 دينار أردني) لعائلته هنا في عمّان، بينما يعيش هو أيامه هناك بين قلق وخوف دائمين خشية أن يتم ضبطه من قبل دائرة الهجرة في مكان عمله "غير القانوني".

ويعرض الكاتب والصحفي خالد عياصرة تجربة شخصية حول الهجرة حيث سافر إلى أميركا قبل سنوات بعد أن ترك عمله كمعلم في إحدى المدارس الحكومية.

 يقول عياصرة: عندما تحط خطاك في أميركا، فإن الهدف الأول لك كمغترب أردني يتمحور حول تأمين إقامتك قانونياً، لتجنب السجن والترحيل من أميركا ومنع دخولها لاحقاً.

ويضيف أن من أهم الأساليب المتبعة لتأمين الإقامة ما يتركز بالبحث عن زوجة تمنح الزوج أوراق Green Card، بحيث تسهل عمله وحركته.

ويطرح خالد عياصرة أساليب أخرى من قبيل الحصول على لجوء سياسي معتبرا أنه أسلوب محكوم بالفشل مسبقا، لأن النظام الأردني كما هو معروف في المؤسسات الأميركية ليس نظاماً دموياً، ولا يشكل خطراً على موطنيه.

 لكن البعض بحسب خالد يضطر للأسف لاتباع أساليب مخزية على حد تعبيره للحصول على الإقامة مثل الادعاء بأنه مثلي الجنس أو أنه قام بتغيير ديانته الى المسيحية، أو التنازل عن حقه بالعودة إلى فلسطين فيما يخص الأردنيين من أصول فلسطينية.

هل ثمة مخاطر لهجرة الشباب؟

أصبح الشباب الجامعي ومن هم على أبواب التخرج يفكرون بالهجرة مباشرة دون انتظار البحث عن فرصة عمل كما هو الحال بالنسبة للشاب حسن العكور الذي يرى أن الهجرة باتت ضرورية للتعرف على ثقافات أخرى وبناء النفس مبكرا.

الدكتور مازن مرجي – اقتصادي، يعتقد أن هوس الهجرة قديم لكنه تزايد مؤخرا وبشكل ملفت مع تراجع فرص العمل معتبرا أن الحكومة تشجع الشباب على الهجرة عبر سياساتها الاقتصادية.

اما الدكتورة في علم الاجتماع نجوى عارف، فترى أنه يجب توعية الشباب بمخاطر الهجرة، خاصة إذا كان الهدف الهجرة الدائمة والابتعاد بشكل نهائي، لكنها لا ترى فيها أي مضار إذا كانت مؤقتة بهدف كسب خبرات وتحسين المعيشة والاطلاع على ثقافات مختلفة.

يوضح عبد الله الداوودي صاحب مكتب متخصص بتقديم طلبات الهجرة والتأشيرة للولايات المتحدة وكندا أن أعداد الراغبين بالهجرة والسفر في ازدياد ويضيف أن أغلب من يتم رفضهم يكون بسبب قناعة موظفي السفارة الأميركية بأنهم لن يعودوا إلى بلدانهم.

يقول الداوودي إن فرصة أصحاب السجلات التجارية والأملاك بالحصول على (فيزا) أقوى من الآخرين، لكن بحكم خبرته فإن أغلب المتقدمين بطلبات هم ممن يعانون أوضاعاً اقتصادية صعبة، ويعتقدون أنهم بسفرهم إلى الولايات المتحدة قادرون على تغيير أوضاعهم.

  

المزيد من العالم العربي