في آخر ابتداع إسرائيلي لاستكمال خطة تهويد القدس وتعديل ميزانها الديموغرافي نحو أكثرية يهودية مطلقة وأقلية عربية، خرجت المؤسسة الإسرائيلية المعروفة باسم "سلطة السكان والهجرة"، بحملة تسهيلات وإغراءات للفلسطينيين، سكان القدس، تدعوهم إلى استبدال هويتهم المقدسية بأخرى إسرائيلية وضمان الحصول عليها خلال أقل من سنة.
وحتى لا تواجَه هذه الخطوة باعتراضات قانونية، حصلت "سلطة السكان والهجرة" على مصادقة رسمية من المحكمة الإسرائيلية العليا، فيما يُتوقع رفع عدد طلبات الحصول على
الهوية الإسرائيلية، بأضعاف ما كان الوضع عليه خلال السنوات العشر الأخيرة.
"حالة اليأس"
تأتي هذه الخطوة في أعقاب وصول أكثر من 15 ألف فلسطيني إلى حالة يأس نتيجة السياسة الإسرائيلية الهادفة الى سحب هويتهم المقدسية وبالتالي حصولهم على هوية فلسطينية تمنعهم من دخول القدس والوصول إلى بيوتهم وأراضيهم وعائلاتهم، وبالتالي تحقيق الهدف الإسرائيلي بتهويد المدينة المقدسة والهيمنة على كل مناطقها، بما في ذلك البلدة القديمة التي يسكنها الفلسطينيون.
وإزاء هذا الوضع لجأ عشرات الفلسطينيين المقدسيين إلى وزارة الداخلية الإسرائيلية و"سلطة السكان والهجرة" يطلبون الحصول على هوية إسرائيلية، لضمان وجودهم في القدس، لكن إسرائيل وضعت عراقيل أمامهم، في شكل استمر فيه بحث طلب الفلسطيني مدة ست سنوات على الأقل، ليُرفض بالنهاية في كثير من الحالات، لأسباب عدة منها، عدم إثبات أن مكان إقامتهم هو في القدس، وعدم معرفة اللغة العبرية، ونقص الوثائق وعلاقة قرابة مع أسرى أمنيين.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وتوقف بالتالي الفلسطينيون عن طلب الهوية الإسرائيلية، لكن إثر معطيات دلّت على هجرة اليهود السلبية في القدس، في شكل بات عدد المغادرين منها أكثر من القادمين إليها، مُنح الفلسطينيون تسهيلات. وسيتم تفعيل موقع إلكتروني خاص لاستيعاب طلبات الجنسية لضمان استكمال الخطة بأسرع وقت.
شرق القدس
وتشير معطيات دائرة الإحصاء الإسرائيلية إلى أن 95 في المئة من سكان شرقي القدس ليسوا مواطنين إسرائيليين، على الرغم من أنهم يعيشون في منطقة ضمتها إسرائيل في العام 1967. وقرّرت الحكومة الإسرائيلية بعد الضمّ أن سكان
شرق القدس سيحصلون على وضعية مقيم دائم فقط. ويحق لهم وفق هذه الوضعية العمل والحصول على الحقوق الاجتماعية من إسرائيل، لكن لا يحق لهم التصويت لاختيار نواب الكنيست. كما تضع وضعية المقيم ثقلاً كبيراً على مَن يريد الذهاب إلى الخارج. والأهم من ذلك هو أنه يمكن سحب هذه الوضعية، في كل وقت وبالتالي يبقى الفلسطيني من دون حقوق أو حتى وجود.
تسريع الخطة
ونقلت صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية عن حجيب تسور مديرة مكتب "سلطة السكان والهجرة" في القدس، أن تحسينات عدة أُدخلت إلى المكتب لاستكمال خطة الهوية الإسرائيلية، من بينها فتح فرع جديد في حاجز قلندية شمالي القدس. وسيتم تشغيل ثمانية مكاتب لتقديم الخدمات، إضافة إلى الـ 12 الموجودة حالياً، في الفرع الجديد.
وتقول تسور "نحن في المؤسسة الإسرائيلية في انعطافة، تجاوزنا الكارثة الكبرى".
يُشار إلى أنه في السنوات الخمس الأخيرة قُدم 4908 طلبات، عولج 54 في المئة منها، بينما تمّت الموافقة على 50 في المئة من تلك الطلبات.