Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

قوة التحمل ورفع الأثقال طريق السعوديات نحو منصات التتويج

تنفي المدرّبةً أمل الشهراني ما يشاع حول تأثير هذه الرياضات على شكل جسد المرأة وتحويل بنيتها لبنية ذكورية

من زوايا صالتها الرياضية في مدينة الخبر السعودية، رسّخت أحلامها الرياضية وكان جسدها القوي مفتولُ العضلات مرآةً لممارساتها اليومية وأفكارها غير التقليدية في نشر رياضات قوة التحمل "الكروس فيت"، وجعلها نمط حياة صحيّاً.

وعكست هذه الرياضة ظهور ثقافة جديدة حول جسد المرأة قوي البنية والإقبال الكبير على الأندية الرياضية، وفنون الألعاب القتالية الصعبة، وحجم التغيرات المجتمعية والتنوع في مجالات رياضة المرأة السعودية، لا سيما مع ظهور فتيات يمارسن رياضة رفع الأثقال لبناء جسد قوي تبرز فيه انحناءات العضلات، وسط مجالات رياضية كانت مغلقة على الرجال.

السعودية أمل الشهراني (34 عاما) تخطت الصورة النمطية لممارسة الرياضة واختارت أن تصبح واحدة من اللاعبات القليلات في عالم رياضة قوة التحمل، ومهّدت الطريق أمام إقبال النساء في بلادها على مزاولة هذه الرياضة والنجاح فيها بدايةً من عام 2013 خلال وجودها في لندن للدراسة، وواظبت على التدريبات المتخصصة في رفع الأوزان الثقيلة وتمارين اللياقة البدنية لكمال الأجسام لسنوات عدة حتى أصبحت مدرّبةً معتمدةً، لتعود لبلادها وتفتح صالة متخصصة.

وتشارك الشهراني في بطولة "ألعاب ريبوك كروسفت 2020" برعاية الاتحاد السعودي للرياضة للجميع، في ماديسون بولاية ويسكونسن الأميركية، وذلك بدءاً من يوليو (تموز) المقبل، بعد أن نالت لقب بطولات عدة سابقة في منافسات عالمية، فكانت في المرتبة الـ42 عام 2017، ثم إلى المرتبة الثالثة في عام 2018، ومثّلت بلادها في ألعاب "الكروس فيت" وحققت البطولة الاستثنائية باعتلائها منصة التتويج بالمرتبة الأولى في عام 2019.

وقالت الشهراني، خلال حديثها لـ(اندبندنت عربية) "تحوي هذه الرياضة أبرز التدريبات التي تزيد من قدرة العضلات على التحمل، وهي عبارة عن مجموعة دائرية من التمارين التي تستهدف الكتفين والعضلات الأساسية في الجسم".

وأوضحت أنها "رياضة ترتكز على رفع مستوى أداء اللياقة البدنية لدى المتدربة، وتجمع بين تمارين الأيروبكس، ووزن الجسم، ورفع الأثقال، والجمباز وتمارين سحب الحبال الثقيلة والتسلق عليها، فهي مزيج مختلط من التمارين الرياضية المختلفة تبدأ أولاً بتمارين الإحماء، ثم تنتقل المتدربة إلى سلسلة تمارين، كتمارين البطن والركض وتمارين التسلق، ثم تدريبات رفع الأثقال، وتتكرر هذه التمارين من دون توقف أو راحة خلال فترة التدريب المحددة، وعندما تصلّ المتدربة لأعلى المستويات تنتقل إلى المستويات المتقدمة".

وتروي المدربة تفاصيل تجربتها في عالم "الكروس فيت" التي تمتد لأكثر من سبع سنوات اكتسبت خلالها كل المهارات اللازمة لتجعلها من أبرز الوجوه النسائية العربية التي تشارك في البطولات العالمية، قائلة إن الرياضة بكل فنونها تجذبها منذ صغرها لكنها كانت تمارس الجري ورفع الأثقال بشكل مستمر، حتى وجدت ضالتها في "الكروس فيت" التي استوعبت كل مهاراتها، وتدعو المتدربات من خلال مخالطتها لهن في التدريب إلى التشجيع والتعريف بفوائد هذه الرياضة، بخاصة أن فيها لياقة بدنية وبناء عضلات وتركز على المرونة والرشاقة والتنفس الصحيح.

وتنفي عن هذه الرياضة ما يشاع حول تأثيرها على شكل جسد المرأة وتحويل بنيتها لبنية ذكورية، أو أنها تفقدها الكثير من أنوثتها، بل تزيد من مستوى لياقتها ورشاقتها وأنوثتها، وتمنحها جسداً قوياً مفتول العضلات، وتتسم بإضافتها جمالاً أكثر للجسم.

وتؤدي "أمل" تدريبات رياضة رفع الأثقال بطرق متعددة وهي قادرة على أن تحمل وزن ما يقارب 245 رطلاً.

ويشكل التطور السريع في فنون رياضات النساء في السعودية دوراً فعالاً في تغيير ثقافة الاهتمام بالجسد لديهن، ومع تغيير فلسفة المجهود البدني من التركيز على الحركة المتسارعة مثل الجري وقفز الحواجز والألعاب القتالية كالملاكمة والمصارعة و"الكروس فيت"، حصلت المرأة السعودية على مجالات أوسع لممارسة الرياضة.

 

المزيد من رياضة