Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

ليبيا... تواصل التصعيد يضع طرابلس بين خطرين

تشهد الميليشيات الموالية لحكومة الوفاق خلافات بشأن تصريحات وزير الداخلية

الجيش الليبي لا يزال متمسكاً بوقف إطلاق النار ومخرجات مؤتمر برلين (أ.ف.ب)

تواصل الأزمة الليبية مسارها التصاعدي على الجبهات العسكرية والسياسية كلها. بالتوازي، تتصاعد المخاوف من انفجار الوضع مجدداً في معركة العاصمة الليبية، التي بات أهلها بين خطرين، تجدد المعارك على تخومها الجنوبية بين الجيش الوطني وقوات الوفاق، وتحقق صدام محتمل بين الميليشيات داخل مناطقها وأحيائها، بعد توسع الخلافات بينها، التي أشعل فتيلها وزير الداخلية في حكومة الوفاق فتحي باشا آغا، بهجوم لاذع شنه على ميليشيات طرابلس، متهماً إياها بالتغول على الدولة.

وفي تواصل لخروقات الهدنة المتفق عليها في العاصمة، أعلنت غرفة عمليات "بركان الغضب" التابعة لحكومة الوفاق، تعرّض مطار معيتيقة الدولي، صباح الخميس 27 فبراير (شباط)، لقصف بصواريخ غراد، سقطت قرب شرفة الملاحة.

واعتبرت الغرفة عبر صفحتها الرسمية في فيسبوك، أن "هذا التطور خرق جديد لاتفاق وقف إطلاق النار، واستمرار لسجل قوات الجيش في استهداف المدنيين".

وأعلنت إدارة المطار في بيان مقتضب "توقف الملاحة الجوية بسبب تعرض المطار لقصف مستمر".

وفي تصريح عزّز المخاوف من وقوع تصعيد عسكري محتمل في محاور طرابلس، قال آمر محور صلاح الدين في قوات حكومة الوفاق محمد القلاو، إن قواته "سئمت الحوارات السياسية، وأعطت فرصة كبيرة للمجتمع الدولي وللجميع كي يكون هناك حل ويرجع المعتدي من حيث أتى، لكن طالت المدة من دون تحقيق نتائج  ملموسة".

وتابع "نحن الآن جاهزون لدحر قوات (المشير خليفة) حفتر في أقرب وقت ممكن، بعدما استفحل الوضع وأصبح قصف الأحياء المدنية داخل العاصمة أمراً روتينياً"، مؤكداً "لن يستمر هذا الوضع، وفي الأيام المقبلة سيكون هناك وضع أفضل على الجبهات وسيتم دحر العدو وإبعاده عن العاصمة".

 وقال المتحدث باسم الجيش الليبي أحمد المسماري من جهته إنّ "القوات المسلحة رصدت 31 خرقاً لوقف إطلاق النار منذ ظهر الثلاثاء، بواسطة سلاح المدفعية التابع للإرهابيين واستخدام الطائرات المسيّرة".

وأضاف في مؤتمر صحافي الأربعاء أن "الميليشيات الإرهابية تخرق الهدنة، وتستهدف الأحياء الآمنة بالأسلحة الثقيلة"، مشيراً إلى "رصد 4800 من المقاتلين الذين نقلتهم تركيا إلى طرابلس".

وأكد أن "هذا العدد في تزايد مستمر"، منبهاً إلى أن "سقوط ليبيا في يد أردوغان وتركيا يهدّد أمن المنطقة والمجتمع الدولي".

وشدّد المسماري على أن الجيش الليبي "لا يزال متمسكاً بوقف إطلاق النار ومخرجات مؤتمر برلين، في حين لا تزال الميليشيات تخرق جميع القرارات والتعهدات الدولية، فيما قواتهم تكتفي بالرد على هذه الخروقات".

تأكيد موسكو

في السياق، أعلن نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف، أن موسكو تؤكد تقارير فريق خبراء مجلس الأمن بشأن نقل المسلحين إلى ليبيا بمساعدة من تركيا.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وقال، بحسب وكالة الأنباء الروسية، إنّ "نص مشروع قرار الأمم المتحدة بشأن ليبيا، لم يذكر الإرهابيين والمقاتلين الأجانب، على الرغم من أن مجموعة من خبراء مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة يبلغون بانتظام عن نقل (الإرهابيين) إليها، وهذا يحدث بمساعدة تركيا".

واعتبر أنّ بلاده "لا ترى مؤشرات على استعداد الطرفين المتحاربين في ليبيا لتنفيذ القرارات العسكرية والسياسية، التي تم التوصل إليها في مؤتمر برلين في يناير (كانون الثاني) الماضي".

خلاف في قوات الوفاق

في سياق آخر، توسّعت الخلافات بين كتائب مسلحة في قوات الوفاق، التي تسبّب بها وزير الداخلية فتحي باشا آغا، بمهاجمته ميليشيات النواصي المشكّلة من كتائب محلية في مدينة طرابلس، متهماً إياها بالتغول على الدولة.

وصبّ باشا آغا الزيت على النار التي أشعلتها تصريحاته بتحديه للميليشيات التي هاجمها، وزيارته أحد محاور القتال في عين زارة جنوب العاصمة، حيث تنتشر إحدى هذه الكتائب، ما دفعها إلى منعه من دخول المحور، وكاد أن يتسبب في اشتباك مسلح بين قوة حماية الوزير والكتيبة.

بعد الحادثة، أعلن لواء الصمود التابع لمدينة مصراتة وقوفه إلى جانب وزير الداخلية الذي تنحدر أصوله من المدينة، قائلاً إن "80 في المئة من القوات المدافعة عن العاصمة و100 في المئة من القوات المرابطة في محاور سرت من مصراتة وزليتن وباقي المدن، تقف مع فتحي باشا آغا قلباً وقالباً".

ودافع اللواء في إيجاز صحافي عن تصريحات باشا آغا بخصوص طلب إنشاء قاعدة أميركية في ليبيا، مستخدماً فتاوى دينية، معتبراً أن "طلب الوزير بناء قاعدة أميركية جائز شرعاً، فالدين الإسلامي يقرّ الاستعانة بالكفار "لمحاربة من وصفهم بـ"الملحدين".

وردّ المتحدث باسم ميليشيات صبراتة عادل بنوير على هذه التصريحات، قائلاً إن "فتحي باشا آغا وزير داخلية الوفاق وليس وزير مصراتة، نختلف مع صفاتهم وليس مدنهم"، متمنياً أن تصل الرسالة إلى بعض "المدافعين عن الوزير من منطلقات جهوية".

من جانبها، ناشدت ما تُعرف بـ"قوة حماية طرابلس"، إحدى ميليشيات حكومة الوفاق  رجال وعقلاء مصراتة، بـ"وضع حدٍّ لما يقوم به فتحي باشا آغا قبل فوات الأوان".

ورأى الباحث السياسي الليبي ناصف محمود في حديث لـ"اندبندنت عربية" أن "باشا آغا، يسعى بوضوح إلى خلافة فايز السراج على رأس أي حكومة جديدة قد يُتفق عليها أو تُقترح في التعديل الذي تستهدف بعثة الأمم المتحدة إجراءه على حكومة الوفاق، في إطار الاتفاق السياسي الذي تشرف على حوارات بشأنه. بالتالي، أراد أن يرسل رسالة إلى العالم تظهره بمظهر المدافع عن مدنية الدولة والمحارب للميليشيات وتغولها على مؤسساتها".

وتابع "أكثر من مصدر غربي صرح أنّ باشا آغا طرح نفسه على مسؤولين دوليين بديلاً للسراج، وهو يعمل على تلميع صورته لتحقيق ذلك، لكن تصريحاته ربما تأتي بنتائج عكسية تماماً، فتشقّ الصف الداخلي لحكومته وتشعل حرباً جديدة بين الميليشيات، تحطّم وفاقها الهش".

اقرأ المزيد

المزيد من العالم العربي