Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

"كورونا" يهوي بالريال الإيراني وسط تصاعد الأزمات الاقتصادية

إغلاق الحدود وإلغاء الرحلات الجوية يعمِّق عزلة طهران التي تواجه عقوبات أميركية

شكَّل انتشار فيروس كورونا ضربة موجعة جديدة للاقتصاد الإيراني (أ.ف.ب)

وقع الاقتصاد الإيراني في قبضة الركود العميق، مع عدم الاستقرار السياسي الداخلي وبروز  إيران أخيراً كنقطة محورية ثانية بعد الصين لانتشار فيروس كورونا، ما يشكل تهديداً حقيقياً لطهران.

ففي الوقت الذي يقوض الضغط المتزايد الناجم عن العقوبات الأميركية صناعة النفط في إيران ويقلص صادراتها من الخام، فإن إغلاق دول الجوار حدودها مع إيران، يهدد الصادرات غير النفطية التي تشكل شريان الحياة الرئيس لاقتصاد هذا البلد الذي يتجه نحو مزيد من العزلة الإقليمية والدولية، بعد أن أوقفت دول العالم، بما فيها دول المنطقة، رحلاتها إلى المدن الإيرانية.

كورونا شكَّل ضربة موجعة جديدة للاقتصاد الإيراني، والتي تتوالى على قطاعاته لكمات الحصار الأميركي المتتالية، وانتشرت الإصابات بالفيروس القاتل كالنار في الهشيم في العديد من المدن، وذكرت وكالة "إرنا" الإيرانية للأنباء الخميس أن 22 شخصاً توفوا حتى الآن بسبب كورونا في إيران. وأظهر رسم توضيحي للوكالة أن عدد الأشخاص الذين تأكّدت إصابتهم بالمرض بلغ 141، من دون أن تحدّد إذا ما كان المتوفون ضمن هذا العدد. وكان مسؤولون إيرانيون أعلنوا الأربعاء أن عدد الإصابات بالفيروس بلغ 139 بينما بلغت الوفيات 19 حالة.

تفاقم المخاوف الإيرانية

وتفاقمت المخاوف من أن إيران غير مجهزة للتعامل مع الأزمة الصحية الآخذة في الزيادة بسبب العزلة التجارية المفروضة عليها والناتجة عن العقوبات التي فرضتها إدارة الرئيس دونالد ترمب، وقد ساعدت هذه الإجراءات بالفعل في تخريب النمو الاقتصادي الإيراني وتعزيز الاضطرابات الاجتماعية في جميع أنحاء البلاد، ووسط غضب شعبي وتشكيك في شفافية النظام في إيران تجاه حقيقة تفشي المرض في مدنها، ما يجعل من الصعب التنبؤ بكيفية رد فعل المواطنين إذا فشلت حكومتهم في حمايتهم من فيروس كورونا.

لقد أثر نظام العقوبات الأميركية تأثيراً شديداً على وصول الإيرانيين إلى الإمدادات الطبية، ومن المرجح أن يعرقل ذلك قدرة البلاد على الاستجابة لفيروس كورونا بكفاءة في ضوء الاستياء من العقوبات، ما يرجح فرضية نشوب اضطرابات شعبية في إيران أقرب لما شهدناه في الأشهر القليلة الماضية، بعد أن أسقط صاروخ إيراني طائرة مدنيّة أوكرانية، ما تسبب في مقتل 176 راكباَ نصفهم من الإيرانيين، مما خلق موجة كبيرة من الغضب على المستوى الشعبي.

ضعف العملة

وأنهك الحصار الأميركي الريال الإيراني، فيما أضاف تفشي كورونا مزيداً من الضعف للعملة التي تراجعت قيمتها الريال إلى أضعف مستوياتها مقابل الدولار الأميركي، وربما يفضي هذا التراجع إلى تفاقم التضخم والإضرار بالاستهلاك المحلي، بينما قد يتسبب هبوط الصادرات في مزيد من ارتفاع معدل البطالة، التي يتوقع محللون تجاوزها 20 في المئة هذا العام.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وبحسب موقع "بونباست. كوم" لأسعار الصرف، الذي يتابع السوق الحرة، جرى اليوم عرض الدولار عند مستوى مرتفع بلغ 158 ألفاً و500 ريال، بينما يبلغ سعره الرسمي 42 ألف ريال، بما ينطوي على تراجع 10 في المئة للعملة عنها قبل أسبوع.

من جانب آخر، تعيش الأسواق الإيرانية حالة من الصدمة بعد إغلاق دول الجوار حدودها مع إيران، ووقف دول العالم لرحلاتها الجوية إلى طهران.

وقال بويا زينالي، مدير الصادرات للفستق الإيراني لوكالة "رويترز"، إن "السوق بأكملها في حالة صدمة حالياً"، موضحاً أن الحدود مغلقة منذ يومين أو ثلاثة وأن التأثير على الصادرات سيزيد وضوحاً بدءاً من الأسبوع المقبل.

وفي حكم المؤكد أن يعمِّق إغلاق الحدود وإلغاء الرحلات الجوية عزلة إيران الاقتصادية، وهي تعتمد على الروابط التجارية مع جيرانها لتعوض جزئياً التأثير المدمر للعقوبات التي أعادت واشنطن فرضها في عام 2018 بعد انسحابها من اتفاق نووي كانت أبرمته هي والقوى الكبيرة الأخرى مع طهران في 2015.

المخاطر الاقتصادية

وقال هنري روم، المحلل لدى مجموعة أوراسيا، إن "المخاطر الاقتصادية كبيرة، فقد كانت الصادرات غير النفطية لدول الجوار شريان الحياة لإيران خلال العام المنقضي، وإذا استمر هذا الإغلاق المؤقت للحدود إلى أجل غير مسمى، قد تواجه البلاد أزمة اقتصادية خطيرة في وقت بدأ الاقتصاد يتحسن فعلياً."

ويتوقع صندوق النقد الدولي أن يستقر نمو إيران هذا العام بعد انكماش 9.5 في المئة العام الماضي في أعقاب فرض العقوبات الأميركية التي قوضت مبيعات النفط ودفعت التضخم السنوي لما يقرب من 40 في المئة.

وتعيش إيران معاناة اقتصادية كبيرة، ومما زاد الأمر سوءاً، إعلان فرقة العمل المالية الحكومية الدولية أخيراً، إعادة إدراج طهران في القائمة السوداء بسبب إخفاقها في الامتثال للمعاهدات الدولية، وآنذاك أثنى وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو على هذه الخطوة، قائلاً إنها "ستحمي العالم من تهديدات تمويل الإرهاب الناشئة عن إيران".

وقال بومبيو في وقت سابق من هذا الشهر إن الولايات المتحدة مستعدة للتعهد بمبلغ 100 مليون دولار لمساعدة الصين ودول أخرى في محاربة فيروس كورونا، وعندما سألت مجلة نيوزويك، يوم الاثنين الماضي، عما إذا كان هناك أي خطط لدعم الحرب الإيرانية ضد المرض، لم ترد وزارة الخارجية، لكنها قدمت تعليقات في اليوم التالي مع تفاقم الأزمة في إيران، حيث قال متحدث باسم الوزارة "إذا كان هناك من يتحمل المسؤولية عن الانتشار السريع لفيروس كورونا في إيران، فهو النظام نفسه".

اقرأ المزيد

المزيد من اقتصاد