استعادت قوات النظام السوري، الثلاثاء 25 فبراير (شباط)، السيطرة على بلدة كفرنبل جنوب محافظة إدلب، وفق المرصد السوري لحقوق الانسان.
ووفق المرصد واصلت قوات النظام "قضم المناطق في ريف إدلب الجنوبي، بعد تمهيد بري وجوي، وتمكنت (...) من السيطرة على بلدة كفرنبل، وسط قصف بري وجوي مكثف". وبذلك تكون "قد سيطرت على 19 قرية وبلدة في أقل من 48 ساعة".
في الأثناء، قتل 19 مدنياً في قصف جوي وصاروخي شنته قوات النظام في محافظة إدلب في شمال غرب سوريا، وفق المرصد السوري لحقوق الإنسان.
وأورد المرصد "أسفرت غارات جوية شنتها قوات النظام في ريف إدلب الشمالي عن مقتل عشرة مدنيين بينهم ستة أطفال في مدينة معرة مصرين وثلاثة مدنيين بينهم طفل في بلدة بنش".
وأودى قصف صاروخي وجوي، وفق المرصد، بستة مدنيين في مدينة إدلب، مركز المحافظة، "بينهم ثلاثة مدرسين وطالبة بعدما طال القصف مدارس عدة".
وفي مدينة بنش، شاهد مصور لوكالة الصحافة الفرنسية متطوعين في منظمة الخوذ البيضاء (الدفاع المدني في مناطق سيطرة الفصائل المعارضة) ينتشلون جثة امرأة عالقة تحت جدار اسمنتي.
أكبر قصة رعب
ومنذ ديسمبر (كانون الأول)، تتعرض مناطق في إدلب ومحيطها، تسيطر عليها هيئة تحرير الشام (جبهة النصرة سابقاً) وفصائل أخرى معارضة، لهجوم واسع من دمشق، مكّن قواتها من التقدم في مناطق واسعة في ريفي إدلب الجنوبي وحلب الغربي.
ودفع هجوم قوات النظام في إدلب منذ بداية ديسمبر نحو 900 ألف شخص، غالبيتهم من النساء والأطفال، إلى ترك منازلهم.
وقالت الامم المتحدة إن 170 ألفاً منهم يقيمون في العراء. وأسفر عن مقتل أكثر من 400 مدني، وفق المرصد.
وحذرت الأمم المتحدة من أن العنف لا يفرق "بين منشآت صحية او سكنية او مدارس وجوامع وأسواق". ودعت إلى "تفادي أكبر قصة رعب إنسانية في القرن الحادي والعشرين" عبر التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار.
توتر بين أنقرة وموسكو
وخلال أسابيع، سيطرت قوات النظام على مناطق واسعة جنوب إدلب وغرب حلب، وتمكنت من تحقيق هدف طال انتظاره بسيطرتها على كامل الطريق الدولي "إم 5" الذي يصل مدينة حلب بدمشق.
وواصلت قوات النظام تقدمها، وفق المرصد الذي أشار إلى أنها سيطرت خلال الأيام الثلاثة الماضية على 15 قرية وبلدة في ريف إدلب الجنوبي.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وعلى وقع تقدم خلال الأشهر الماضية، بات الجيش السوري يحاصر ثلاث نقاط مراقبة تركية على الأقل من أصل 12 في المنطقة، بموجب اتفاق روسي تركي.
وتصاعد التوتر بشأن إدلب منذ مطلع فبراير (شباط) مع مواجهات غير مسبوقة بين الجيش التركي وقوات نظام الرئيس السوري بشار الأسد.
وأثارت هذه المعارك توتراً بين أنقرة وموسكو الداعمة للنظام السوري.
أردوغان "في أسوأ الحالات"
وأعلن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، خلال مؤتمر صحافي عقده في أنقرة الثلاثاء 25 فبراير (شباط)، أن لا اتفاق لعقد قمة بشأن سوريا تجمع تركيا وروسيا وفرنسا وألمانيا، مثيراً بذلك الشكوك بشأن الاجتماع المرتقب الأسبوع المقبل.
علماً أنه سبق وأعلن، السبت 22 فبراير، عقد قمة رباعية حول سوريا في 5 مارس (آذار) المقبل، في مبادرة تهدف إلى إيجاد حلّ للأزمة في منطقة إدلب في شمال غربي سوريا، حيث تسبب الهجوم الذي يشنّه النظام السوري بأزمة إنسانية.
وأكد أردوغان الثلاثاء أنه "في أسوأ الحالات" يمكن أن يعقد اجتماعاً ثنائياً مع الرئيس الروسي في الموعد نفسه.
وحضّ قوات الأسد على الانسحاب من بعض المناطق في محافظة إدلب بحلول نهاية الشهر الجاري مهدّداً باللجوء إلى القوة في حال لم يفعلوا ذلك.
وفي سياق آخر، كشف أردوغان عن مقتل جنديين تركيين في ليبيا حيث أرسلت أنقرة جنوداً لدعم حكومة الوفاق الوطني ومقرّها طرابلس، متحدّثاً للمرة الأولى عن خسائر في هذا البلد.
لكن الرئيس التركي لم يحدّد متى قُتل الجنديان ومن الجهة التي قتلتهما.