Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

الخارجون من الباغوز… بعضهم نجا أو ندم لكن آخرين لا يزالون ينتظرون نصراً

أكثر من 30 شاحنة نقلت عائلات "داعش" والمدنيين من الباغوز عبر ممرّ في الطرف الشرقي للبلدة، إلى نقطة للتجمّع والتفتيش في الصحراء

يبدو أن عمليات إجلاء عائلات تنظيم "داعش" والمدنيين من بلدة الباغوز لن تنتهي سريعاً. إذ تمكنت قوات سوريا الديمقراطية (قسد)، للمرة الثانية خلال أربعة أيام، من إجلاء أكثر من 5000 شخص من العائلات والمدنيين كانوا محاصرين في بلدة الباغوز، آخر معاقل "داعش"، في شرق الفرات في محافظة دير الزور، بينما بقي عدد آخر غير محدد داخل البلدة، وفق الخارجين من الباغوز.

أكثر من 30 شاحنة نقلت عائلات "داعش" والمدنيين من الباغوز عبر ممرّ في الطرف الشرقي للبلدة، إلى نقطة للتجمع والتفتيش في الصحراء، تشرف عليها "قسد" والتحالف الدولي، وقد سمحا للصحافيين هذه المرة بالحديث مباشرة مع هذه العائلات.

النساء والأطفال

على نقطة التفتيش، كان هناك ما يزيد عن ألفي امرأة وطفل، ينتظرون نقلهم عبر الشاحنات والحافلات إلى المخيمات، بينما أخرجت قوات التحالف و"قسد" الرجال قبل وصول وسائل الإعلام إلى المكان، الذي تفوح منه رائحة الأجساد والفضلات من حولها. في المرحلة الأولى، فرزت القوات العسكرية العائلات الأجنبية على حدة، أما العائلات السورية والعراقية فكانت تفتشها عناصر من قوات حماية المرأة.

إلى مخيم الهول

تقوم "قسد" بالتنسيق مع الإدارة المدنية في شمال سوريا وشرقها، لنقل الخارجين من الباغوز إلى المخيمات، التي خصّصت لهم. وقال عبد الكريم سفوك، وهو مسؤول عن نقل الخارجين من الباغوز، إنهم استطاعوا إخراج خمسة آلاف فرد من عائلات "داعش"، في حين لا يزال عشرة آلاف شخص داخل الباغوز. أما الخارجون فيُفرزون وتُسجل بياناتهم قبل إرسالهم إلى المخيم. وفي حال لم يتسع لهم، "سننقل قسماً منهم إلى مخيمٍ آخرَ أنشئ حديثاً بالقرب من مدينة الصور في ريف دير الزور".

وبينما كان الصحافيون والمراسلون يتجوّلون بين عائلات "داعش"، بحثاً عن معلومات وقصص تُظهر أحوال أفرادها، تحدّثت امرأة هولندية عن انضمامها إلى "داعش" منذ معركة كوباني في العام 2014، بعدما تواصلت عبر الإنترنت مع رجل من "داعش"، تزوجته عندما دخلت الأراضي السورية آتية من تركيا. وأضافت الهولندية، التي كانت تمسك بيد طفلها البالغ من العمر سنتين ولا يظهر من وجهها سوى عينيها، أنها أخطأت عندما انضمت إلى "داعش"، وهي تود العودة إلى هولندا بأسرع وقت. وأشارت إلى أنها لم تلقَ أيّ معاملة سيئة من عناصر "قسد".

الدولة باقية!

من بين النسوة القلائل اللاتي تكلمن، تحدثت امرأة من إدلب كانت تقيم مع زوجها وأطفالها في مدينة الرقة، قبل انضمامهم إلى "داعش" عند سيطرته على المدينة، مشيرةً إلى أن "أمير المؤمنين أمر بخروج النساء والأطفال والجرحى في إطار هدنة". وأضافت أنهم "عائدون إليها قريباً والفتوحات آتية ونحن ننتظر نصراً من الله". كما ذكرت أن أفراداً من عائلتها يقاتلون في صفوف "داعش"، في الباغوز.

إيزيديتان

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

داخل إحدى الخيم، التي نُصبت سريعاً في نقطة التجمّع، تجلس امرأتان إيزيديتان من أكراد العراق، مع ثلاثة أطفال. قالت إحداهما، إنها كانت طفلة عندما أسر "داعش" أهلها في بلدة تل عزير التابعة لقضاء سنجار في العراق، وأنها زُوّجت على الرغم من إرادتها، وهي سعيدة بالخروج من مناطق حكم "داعش".

الأطفال المرضى

من بين الخارجين من الباغوز، مئات الأطفال الصغار الذين يعاني معظمهم أمراضاً كالإسهال وأوجاع البطن وسوء التغذية، إضافة إلى عدد من المعوّقين والجرحى. وذكر طفل اسمه راضي أن والده كان بائعاً للخضار قُتل بقصف للمدفعية على بلدة الكشمة، التابعة لريف دير الزور. أما قاسم، وهو طفل آخر من محافظة الأنبار، فقال إنه جُرح أثناء قصف للطيران قبل أسبوع، وقد بدا على حاجبه الأيسر جرح صغير، كما أن يديه مضمّدتان.

على الطرف الشرقي من مكان تجمّع الخارجين من الباغوز، تجمّعت عائلات مقاتلي "داعش" الأجانب، تحت حراسة عناصر من التحالف الدولي. عُرف من بينها، عائلات تركمانستانية وألمانية. الجميع كان بانتظار الحافلات أو الشاحنات، التي ستنقلهم من الصحراء إلى المخيمات، في حين كانت بعض النساء منكبات على قراءة القرآن. وقال طفل آذري، يتحدّث بلغة عربية ضعيفة جداً، إنه لا يعرف مكان والده، في حين تحدث عمر، وهو طفل من تركمانستان، بلغة عربية مفهومة وبلهجة سكان المنطقة الشرقية في سوريا، قائلاً، إن عائلته جاءت إلى سوريا عندما كان عمره 10 سنوات.

المزيد من الشرق الأوسط