Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

مبادرة فلسطينية ضد الاستيطان تثير جدلا بسبب مطلقها

من خلال تمويل أفكار خلاقة وريادية لمواجهة إسرائيل

صور لافتة كبيرة لمبادرة عالارض من مدينة رام الله (اندبندنت عربية)

 

يجلس يزن ومحمد وعدي الذين لم تتجاوز أعمارهم العشرين سنة، أمام شاشة حاسوب صغيرة لتعبئة طلب إلكتروني بكل حماسة لمبادرتهم الشابة التي يحرصون من خلالها على توثيق ونشر كل ما يجري داخل مدينتهم من دمار وتلويث، حيث عمدت إسرائيل خلال السنوات الأخيرة على نقل صناعتها الخطرة من كيماويات ومواد سامة من تل أبيب إلى محافظة سلفيت (وسط الضفة الغربية).

ترافق ذلك مع بناء 24 مستوطنة إسرائيلية تضم مئات الآلاف من المستوطنين الذين يقومون يومياً بإطلاق مياههم العادمة على أراضي المزارعين الفلسطينيين، ما تسبب بتلوث المياه الجوفية هناك، وحدوث أمراض كثيرة للسكان الفلسطينيين بسبب مخلفات المصانع الخطرة والسامة.

المبادرة الفلسطينية "عالأرض" التي أطلقها رجل الأعمال الفلسطيني بشار المصري، فتحت الباب على مصراعيه أمام يزن وعدي ومحمد وآلاف الشباب غيرهم، العاطلين من العمل لتقديم مبادرات بمجالات متعددة، تهدف إلى كبح النشاط الاستيطاني في فلسطين، مقابل دعم مالي وفني ولوجستي كبير.

عالأرض

وتهدف المبادرة إلى تعزيز قدرة المواطن الفلسطيني على الصمود في أرضه المهددة بالاستيطان، من خلال تمويل أفكار خلاقة ريادية لمواجهة إسرائيل، تمكن المواطن من توطيد علاقته التاريخية بالأرض، وتبرز للعالم المخاطر الجسيمة للمشروع الاستيطاني على حياة الشعب الفلسطيني.

عراب التطبيع

لاقت المبادرة رواجاً على مختلف المستويات الفلسطينية وحتى العربية، بخاصة أن المبادرات المطروحة من قبل الشباب ستخضع للتحكيم من قبل لجنة مختصة، ستتراوح جوائزها ما بين 290 دولاراً و143 ألف دولار وستقضي على البطالة بحسب القائمين عليها.

إلا أن الإعلان الرسمي عن إطلاق مبادرة "عالأرض" تحت شعار "فكرتك بتحمينا"، أثار جدلاً واسعاً بين النشطاء ورواد مواقع التواصل الاجتماعي المختلفة، وحتى بين جهات رسمية وشعبية حول سيرة مُطلِقها.

في المقابل، تقول الناشطة الفلسطينية رولا أبو دحو لـ "اندبندنت عربية"، "بشار المصري شخصية فلسطينية معروفة بالتطبيع مع إسرائيل من الطراز الأول، ويتفاخر بهذا الكلام، وأكثر من مرة ظهر في مقابلات صحافية وعالمية، وقال إسرائيل وجدت لتبقى، وأن مدينة روابي التي أنشأها بنيت على غرار مستوطنة معاليه أدوميم الإسرائيلية، فكيف لرجل يداه ملطخة بالتطبيع مع إسرائيليين ومستوطنين أن يروّج ويتبنى مبادرة وطنية ضد الاستيطان!".

الحذر الحذر

وتضيف أبو دحو "أنا أثمن أن هناك شباباً فلسطينيين عاطلون من العمل ويحتاجون إلى دخل وراتب، ويحلمون بمبادرات كهذه تدعمهم مادياً، لكن نقول لهم الحذر الحذر من هذا الفخ الذي يحيّد طاقة الشباب عن النضال الحقيقي ضد الاستيطان، من غير الممكن أن يناضل عراب التطبيع  بشار المصري ضد إسرائيل، وهو أول من دعا للتعايش السلمي بين الفلسطينيين والإسرائيليين في مكان واحد، وعلى الشباب أن يقاوموا الاستيطان بزراعة الأرض وحمايتها من المصادرة والصمود فيها، وليس بمبادرات من هذا النوع".

BDS تراقب وتحقق

حركة مقاطعة إسرائيل وسحب الاستثمارات منها وفرض العقوبات عليها (BDS) كانت قد ادعت في بيان سابق "أن مركز التطوير التكنولوجي "روابي تك هب" وشركة "عسل" التي يديرها ويملكها المصري مطلق مبادرة عالأرض وشركة إكسولت وغيرهم، تتعامل مع شركات إسرائيلية تكنولوجية متورطة في جرائم حرب، مثل شركة فريتوس الإسرائيلية وشركة ويكس، حيث تكشف تورّط هذه الشركات الفلسطينية القليلة ولكن المؤثرة، في مشاريع "السلام الاقتصادي" الذي يعدّ جزءاً لا يتجزأ مما يسمى بـ"صفقة القرن" الأميركية -الإسرائيلية الهادفة إلى تصفية القضية الفلسطينية".

لم تعلن الحركة أي موقف واضح حتى اللحظة تجاه مبادرة "عالأرض"، وبحسب القائمين عليها فالتحقيق لا يزال جارياً في تفاصيل وحيثيات وتمويل المبادرة.

رفض رسمي

في المقابل، قال وزير هيئة الجدار والاستيطان وليد عساف لـ "اندبندنت عربية"، "لا علم لنا لماذا تم زج هيئة الجدار والاستيطان بمبادرة عالأرض كجزء من التعاون، لكننا أخذنا قراراً رسمياً واضحاً بعدم المشاركة على الإطلاق بالمبادرة التي يروج لها على أنها ضد الاستيطان، ونرغب بالحفاظ على مسار المقاومة الشعبية الفلسطينية بنهجها الحالي ضد الجدار والاستيطان".

مقاومة شعبية

وطالب نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي القائمين على مبادرة عالأرض أن تكون المبادرة الأولى "بإنهاء الشراكات التي يقودها بشار المصري مع الإسرائيليين في مدينة روابي، ووقف استقبالهم كخطوة أولى لدعم صمود الفلسطينيين".

في سياق متصل، قال منسق المقاومة الشعبية ضد الجدار والاستيطان جمال جمعة لـ "اندبندنت عربية"، "نرفض مبادرات كهذه جملةً وتفصيلاً حين تكون من أشخاص يفاخرون بالتطبيع ويتباهون بزيارات إسرائيلية وتعاون مشترك مع العدو".

المزيد من منوعات