Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

هل يصير سنترال بيرك مجرد وي وورك؟

تكمن المخاطرة في إعادة تصوير مسلسل مثل "فريندز" في أنّهم يعيدون تشكيل القديم ويقدّمونه على أنّه جديد دون أن يفهموا أنّ العالم تغيّر والنكات القديمة لم تعد تصلح

مقهى "سنترال بيرك" أحد معالم مسلسل "فريندز" في معرض بنيويورك (غيتي)

ثلاث كلمات بسيطة فتحت الموضوع "خبر عظيم قريباً..."

وما لبث الوضع أن انفجر كليًّا- ها هو العضو السادس من مسلسل فريندز، ماثيو بيري، ينضمّ أخيراً إلى إنستغرام (أعرف بالطبع أنكم كنتم تحبسون أنفاسكم ترقباً لهذه اللحظة) ليذاع بعدها نبأ توقيع كافة أفراد فريندز على حلقة لمّ شمل خاصة طولها ساعة كاملة.

راجت إعادة تصوير المسلسلات والأفلام كثيراً خلال السنوات الماضية. تستطيعون زيارة دور العرض لتستمتعوا بإعادة تصوير رائعة لفيلم "نساء صغيرات" (ليتل ويمن) من إخراج غريتا غيرويغ أو تتحمّلوا عذاب مشاهدة 101 دقيقة من فيلم دوليتل، في برهان باهر على مدى روعة إعادة التصوير أو مدى رداءتها.

ما يعبّر عن مدى تجذّر فريندز في قلوب الناس هو عجزهم عن التخلّي عن المسلسل ورغبتهم  في عودته بأي شكلٍ من الأشكال، سواء من خلال حلقة خاصة مدتها ساعة كاملة تذيعها إتش بي أو  ماكس أو مجرّد صورة على إنستغرام تظهر أعضاء الرفقة أثناء تناولهم العشاء. ربّما يذكّرنا  المسلسل بما يبدو لنا وقتاً أبسط حين انحصر كذب الرؤساء الأميركيين بسلوكهم مع المتدربات أو بوجود أسلحة دمار شامل من عدمه. غطّى العقد الذي عرض فيه مسلسل فريندز كلّ الأحداث بدءاً من تقديم المسرحية الموسيقية ريفر دانس للعالم إلى دخول الألفيّة الجديدة دون أن ننسى الحادي عشر من سبتمبر/أيلول طبعاً.

لذا يمكننا أن نعتبر رغبة الناس العارمة في إعادة بثّ فريندز جزءاً من توقٍ أكبر لتلك الحياة قبل الحادي عشر من سبتمبر/أيلول التي يفترض أنها أبسط.

ما هي قصّة الحنين؟ يمكن أن يتحوّل إلى شعور جارف- نتائجه قد تصل حدّ الخطر ولا سيّما في مجال الترفيه. ما عليكم سوى النظر إلى وضع الأفلام التي أعيد تصويرها مثل "فايم" و"فوت لوس" و"بوينت برايك". إستمتعنا للغاية بهذه الأفلام حين عُرضت للمرة الأولى وزاد حبّنا لها مع مرور الأيّام منذ إطلاقها فأصبحت تحتلّ مساحة خاصّة في قلوبنا. لذا فأيّ محاولة لإعادة صناعة هذه الأفلام أو تحسينها محكومة بالفشل.

حين عرضت حلقة جديدة من فريندز على شاشات التلفزيون آخر مرّة كان جورج دبليو بوش رئيساً للولايات المتحدة وتوني بلير رئيساً للوزراء والمملكة المتحدة جزءاً من أوروبا. لكن العالم تغيّر كثيراً مذّاك. مع أنّ مسلسل فريندز لم ينتهِ سوى من 16 عاماً.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

لا شكّ أننا بحاجة إلى مهلة زمنية متفق عليها ضمنياً قبل أن يتسنى لأي أحد أن يفكّر في إعادة تصوير أي شيء؟ (يمكن وضع استثناءات لكنني أتوقع من هذه العملية أن تكون قاسية).

والمضحك في إحباطي من فكرة إعادة التصوير هي أنني أضع حلقة من فريندز كلما أكون وحدي في المنزل وأرغب بصحبة برنامج تلفزيوني في الخلفية. حفظت عن ظهر قلب كل النكات و"الحبكات" والنجوم الذين ظهروا على البرنامج- لكنّه مألوف وسعيد ومريح. إنّما فلنقل بصراحة أنّ الموسمين الأخيرين لم يكونا رائعين. جوي ورايتشل- ثنائي؟ ما الذي حصل؟

تكمن المخاطرة في إعادة تصوير مسلسل مثل "فريندز" في أنّهم يعيدون تشكيل القديم ويقدّمونه على أنّه جديد دون أن يفهموا أنّ العالم تغيّر والنكات القديمة لم تعد تصلح. ومسار حياة ستة أصدقاء أربعينيين لديهم أطفال ومسؤوليات ولا يسكنون المبنى نفسه حبكة مختلفة جداً عن تلك التي ساعدت المسلسل على الاستمرار طوال عشرة مواسم أوّل مرّة.

وهذا ما يعرفه منتجو المسلسل جيداً -فخلال فعالية  حوارية أقيمت احتفالاً بعيد المسلسل الخامس والعشرين في سبتمبر، قالت منتجته التنفيذية مارتا كاوفمان "لن نصوّر برنامج لمّ شمل ولن نعيد تصوير المسلسل. فالبرنامج يدور حول حقبة من العمر حين يكون الأصدقاء هم العائلة" مضيفة أنّ الحياة تتغيّر حين تصبح العائلة هي العائلة.

أصبح فريندز بمثابة العائلة بالنسبة لكثيرين منّا: نشأنا على متابعة أحداثه وحصلنا على وظائف وأطلقنا مسيرتنا المهنية ونحن نعيد مشاهدته وتعلّقنا بشخصياته وبمصيرها لدرجة أننا لا شكّ سنشعر بالخيبة تبعاً لطريقة إعادة إحيائه.

هل تلائم حياة الضواحي البعيدة عن مانهاتن الثنائي تشاندلر ومونيكا؟ هل تقوى فيبي فعلاً على تحمّل كلفة الحياة في نيويورك وحدها من خلال الأجر الذي تتقاضاه في عملها كمدلّكة؟ أحقاً لم تغتل رايتشل روس لأنّه متذمّر مزعج وأحياناً مخيف؟ هل أصبح جوي ممثلاً قديماً طواه الزمن يظهر على برنامج "الأعزب" (ذا باتشلور) بعد محاولته الفاشلة لتحقيق النجومية في لوس أنجلوس؟ هل تحوّل مقهى سنترال بيرك الآن إلى مساحة وي وورك للعمل المشترك؟

لديّ الكثير من الأسئلة. لكن في الخلاصة، هل يُحطّم فريندز بالفعل تحت وطأة توقعاته الخاصة؟ تساءلنا جميعاً عن مآل حياة أولئك الأصدقاء ومن الأفضل للأسئلة أحياناً أن تبقى بلا جواب.

© The Independent

اقرأ المزيد

المزيد من منوعات