يعود ظهور طاولة القهوة إلى أواخر القرن الـ 18، خلال العصر الفيكتوري، إذ استخدمت الطاولات آنذاك لوضع أكواب الشاي وسميت "طاولة الشاي"، ثم تغير اسمها بتغير نوع الشراب الرائج إلى القهوة، فسميت "طاولة القهوة"، وما زال اسمها شائعاً حتى يومنا هذا، مع دخول بعض المسميات الأخرى، من باب التغيير وتحديد التخصص، مثل "طاولة الوسط" أو "طاولة الكوكتيل".
وعلى الرغم من اكتفاء معظم الأشخاص باستخدام الطاولات الجانبية لتقوم بدور طاولة الوسط، إلا أن هذا الاختيار، من وجهة نظر فنية، يفقد الغرفة شخصيتها وتميزها، لأن طاولة الوسط تعد نقطة ارتكاز وهي أول عنصر جذب للعين، كما أنها تُصنف كنوع من الأثاث الذي يجمع بين الشكل والوظيفة، لذلك يجب الاهتمام بإضافتها للأثاث مع مراعاة مجموعة من القواعد.
خلق التوازن والتناسق
تضفي طاولة القهوة كغيرها من قطع الأثاث أسلوباً خاصاً على المكان، لذا يتوجب عند اختيارها أن تكون مناسبة قدر الإمكان لنوع ونمط المساحة التي ستنتمي إليها. ويرتبط اختيار الطاولة إلى حد كبير بطريقة بناء كل من التناسب والتوازن بين العناصر في الغرفة، وذلك اعتماداً على النمط المرغوب والمساحة الفارغة المتوفرة وأبعاد الأثاث، وعليه يتم تحديد شكل وطبيعة الطاولة المناسبة لتخطيط الغرفة.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
فتصميم الطاولة المستديرة ذو الكتلة الثقيلة، يناسب المساحات الكبيرة، أما الطاولة ذو القوائم الرفيعة فتعطي للمساحات الصغيرة خفة بصرية. كذلك يمكننا في حالة المساحات الصغيرة اختيار طاولة بسطح زجاجي شفاف، يمكنه أن يبرز الأرضية ويعكس تأثيراً بصرياً يوحي بالاتساع والرحابة، فيجعل بالتالي المساحات الصغيرة تبدو أكبر.
وللمواد المستخدمة في تصميم الطاولة أهمية كبيرة، فيمكن للطاولة الحجرية الكلاسيكية أن تعكس نوعاً من الترف والرسمية على المكان، أما الأخرى التي تحوي مرآة فرغم أنها تجعل الغرفة تبدو أكثر رسمية، إلا أنها تتناسب بشكل أكبر مع المساحات ذات النمط الحديث.
ألوان داكنة
أما بالنسبة إلى ألوانها، ونظراً لكون الطاولة من أكبر العناصر حجماً وتأثيراً في الغرفة، فغالباً ما نختارها داكنة وبمواد حيادية، تتماشى مع النمط العام للمكان، أما في حال رغبتنا في إضفاء عنصر جذب مزدوج على المكان، يمكننا اختيار الطاولة المصنوعة من مواد مختلطة.
مراعاة الناحية اللوجستية
يتعلق كذلك اختيار حجم وكتلة الطاولة بتخطيط الغرفة نفسها، فإذا كانت الغرفة مصممة على أساس التفاف المقاعد على مسافة قريبة من المساحة المركزية، فنذهب عادة إلى خيار الطاولة الواحدة ذات الحجم الكبير والارتفاع المنخفض التي تؤمن نسبة متساوية من الوصول والاستخدام لجميع المقاعد مع الاحتفاظ بمساحة مناسبة للتحرك بحرية، أما في حال كانت الغرفة واسعة، فيفضل تصميم المساحة المركزية اعتماداً على طاولتين صغيرتين أو أكثر، على أن تكون جميعها من نفس الحجم والشكل.
كتلة الطاولة
وفي ما يخص اختيار كتلة الطاولة، فنأخذ في الاعتبار تصميم الأريكة ومجموعة المقاعد، فإذا كانت قاعدة الأريكة مغلقة في الأسفل، عندها نختار طاولة مفرغة مع قوائم طويلة، تمكننا من الرؤية عبرها، أما إذا كانت لديك أريكة صغيرة بقوائم رفيعة مع مساحة حرة أسفلها، نذهب إلى خيار الطاولة المغلقة حتى الأرض، فالقاعدة هنا أن تكون كتلة الطاولة معاكسة لتصميم الجزء السفلي للأريكة.
والجدير ذكره أنه يمكنك دوماً الخروج عن بعض القواعد والاستمتاع بالمزج والمطابقة من دون المس بالروح والأسلوب العام للمساحة.
أخذ المقياس في الاعتبار
ويعتبر المقياس من أهم المعايير التي يتوجب التقيد بها عند اختيار طاولة القهوة، وغالباً ما يحاول المصممون تأكيد العلاقة بشكل واضح بين الأريكة وطاولة القهوة، إما بجعل الأولى حاضنة للثانية أو موازية لها بطريقة أو أخرى، وعلى بعد لا يقل عن قدم واحد أو بين 30 - 45 سنتيمتراً. كما يجب أن يتماشى ارتفاع طاولة القهوة مع الأريكة والمقاعد الأخرى، لضمان تحقيقها لشرط الراحة من الناحية الوظيفية والتوزان من الناحية الجمالية.
ومن القواعد الأساسية الجيدة في هذا السياق، أن نبدأ أولاً بقياس ارتفاع الأريكة، ثم نختار الطاولة بحيث يكون ارتفاعها إما بنفس ارتفاع الأريكة أو أقل بقليل، لكن بجميع الأحوال، يجب ألا يكون سطح طاولة القهوة أعلى من وسادة الجلوس كي لا تعيق الرؤية والتواصل، خصوصاً مع وجود الإكسسوارات عليها في غالبية الأوقات. وبالنسبة إلى تحديد الطول المناسب لطاولة القهوة، يمكننا هنا الاعتماد على قاعدة الثلثين، بحيث لا يزيد طول الطاولة عن ثلثي طول الأريكة تقريباً.
التفكير بالشكل
غالباً ما يرتبط اختيار الشكل بالذوق والتفضيل الشخصي، إلا أن هناك بعض الاعتبارات التي يمكن مراعاتها. فعلى سبيل المثال، الأشكال الدائرية أو البيضاوية يمكن أن تكون خياراً جيداً عندما لا يكون لديك تناظر تام في الغرفة، لأنها ستكون أول ما يجذب العين، كما يتوافق تصميمها مع الأرائك ذات الخطوط المنحنية، وبالتأكيد تعد هذه الأشكال خياراً لا غنى عنه في حال وجود الأطفال لعدم احتوائها على زوايا حادة.
الأشكال المربعة والمستطيلة
من جهة أخرى، تعتبر الأشكال المربعة والمستطيلة خياراً عملياً في المساحات المعيشية، فهي سهلة التموضع والتنقل، والتنسيق مع معظم أنواع الأرائك، وتعد خياراً مثالياً بوجود أريكة بتصيم "حرفL " أو أريكة متساوية الطرفين. كما يمكن، لإضفاء جو من العملية والعفوية والإحساس بالراحة، اختيار طاولة من نمط "ottoman" الكلاسيكي الطراز، والمتعدد المهام الذي سيقوم بدور المسند والطاولة، إضافة لامتلاكه ميزة التخزين المفضلة في غرف المعيشة.
إضافة عنصر جمالي
يعد تزيين الطاولة واختيار إكسسواراتها أمراً حيوياً بشكل عام، لا سيما عند استخدام عناصر يمكن أن تتحول إلى نقطة محورية كالمنحوتات والتماثيل، أو أن تشكل عنصر جذب للعين كالعناصر المتفاوتة الارتفاعات، لذا يتوجب أن نختار مقاسات وألوان الإكسسوارات بعناية. فيمكن استغلال هذه المساحة لإضافة لمسة طبيعية تعكس الإحساس بالراحة على المكان باستخدام النباتات والشموع، أو إضفاء طابع خاص باستخدام ألبومات الصور أو الكتب المفضلة أو المقتنيات الخاصة كالهدايا والقطع المميزة التي حصلت عليها في رحلاتك.
مساحات التزيين
ويتم اختيار مساحات التزيين المثلى بتقسيم الطاولة المربعة إلى أربعة أقسام على شكل مكعبات، والمستطيلة تقسم إلى ثلاثة أقسام متوازية، أما الدائرية فتوزع عليها العناصر على شكل المثلث. وغالباً ما يتم تنسيق الإكسسوارات على الطاولة باستخدام صينية التزيين التي تعد خياراً جيداً في الطاولات المصممة على نمط المسند، أما بالنسبة إلى سهولة تنسيق الإكسسوارات فالطاولات المربعة والمستطيلة هي الأسهل.