Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

شادية... "معبودة الجماهير" عشقت آل باتشينو وكادت تتزوج فريد الأطرش

ابنة شقيقها ناهد شاكر تفتح ألبوم الصور والذكريات: "رفضت الجلسات الدينية لزميلاتها المعتزلات"

شادية ربت أطفال العائلة فصارت لهم أمـًّـا (اندبندنت عربية)

العنوان العريض الدائم المفضل للحكايات الشخصية عنها يتعلق بأنها "حُرمت من الأمومة"، لكن الحقيقة أن شادية أخذت كل ألقاب الأمومة، الأم الكبرى للزملاء في مواقع التصوير، وخارجها، والحنان الخالص، وسيدة الحسم، والحكمة، والمربية الأولى لأطفال العائلة الذين كبروا وأًصبحوا شبابا وآباء وأمهات وأجداداً، فلم تكن تستغني عن تدليلهم، وعلى رأس هؤلاء ستة من أبناء أشقائها، كانوا الأقرب إليها وكانوا ينادونها "ماما شادية"، وكانت دوما على قدر كلمتها، وقادرة على تحمل المسؤولية حتى اليوم الأخير، حيث ابتسمت رغم الألم وتدهور الحالة حينما شاهدتهم بجوارها على فراش الوداع في 28 نوفمبر (تشرين الثاني) 2017، تماماً كما يليق بأمٍ تنتظر حتى تطمئن على الصغار الذين لا يكبرون في عينها مهما تقدم بهم العمر.

 

 

شادية... الأمومة الخالصة

النجمة المصرية التي وُلدت يوم 8 فبراير (شباط) عام 1931 باسم فاطمة أحمد كمال الدين شاكر، كانت من النجوم الذين لم يختلف عليهم أحد تمثيلاً وغناءً وثراءً إنسانياً أورثته للمقربين، وصداه لا يزال في الدنيا بأعمال خيرية نادرة لم نكتشفها إلا بعد الرحيل، وأيضاً تعتبر نموذجاً لـ"النجمة المعتزلة المحجبة" كما يجب.

وبعيداً عن ظروف غيابها عن الساحة كفنانة منذ عام 1983 تقريباً، نالت احترام الجميع بصمتها وعدم السماح بالمتاجرة باسمها كنجمة أولى وامرأة اختارت أن تتوقف عن العمل الفني، جلست في منزلها تستمتع وتشاهد وتتابع بحب، ولكنها فقط لا تشارك في المشهد بشكل مباشر، وإن لم يخل الأمر من تشجيع هنا وهناك لنجوم ونجمات كانت ترى فيهم موهبة مختلفة، وبينهم المغنية المغربية سمية قيصر التي كانت تعشق صوتها والتقت بها بالفعل، كما كانت تحب أغنيات راغب علامة، بحسب ما أكدته لـ"اندبندنت عربية" الفنانة التشكيلية ناهد شاكر ابنة طاهر شاكر شقيق شادية وكاتم أسرارها والأكثر قرباً لها بين الإخوة، والتي خصتنا بصور من الألبوم العائلي لشادية.

الأمر المهم هنا أن الفنانة الكبيرة لم تتنكر يوماً لتاريخها، حيث قالت ناهد "لم يصدر عنها أي من تلك الخرافات التي قيلت وترددت عن أنها كانت ترغب في إخفاء أعمالها"، وأشارت إلى أنها تعتبر شادية مثل والدتها تماماً، حيث قضت وقتاً طويلاً معها في بيتها، وكان لها موعد ثابت يومياً معها في المساء تتناقشان وتتسامران، مؤكدة أنها تجمعها بالراحلة حكايات ود ومحبة لا تنطفئ ولا تنتهي، حيث كانت تناديها وهي طفلة بـ"آيّا"، فلم تكن تعرف ناهد الصغيرة كيف تنطق اسم "شادية" فقالت هذه الكلمة حتى قبل أن تلفظ "ماما وبابا"، وظلت عمتها تطلب منها أن تناديها بهذا الاسم دائماً.

 

 

"الدلوعة" تتحدث التركية بطلاقة وتقرأ بالإنجليزية

وتوضح ناهد أن شادية ظلت تتابع الأعمال الفنية بنفس الشغف وتنتقد ما تراه كخبيرة في زوايا التصوير والأداء، فمثلاً كانت تنتظر جديد النجم العالمي آل باتشينو بكل حماس وكانت تعشق تمثيله هو وروبرت دي نيرو، وأيضاً أحبت بعض أفلام جون ترافولتا، لافتة إلى أنها، قبل انتشار الكومبيوتر، كانت تستأجر يومياً من نادي فيديو قريب من بيتها في منطقة الجيزة (جنوب) فيلماً جديداً وتشاهده مع الأحباب، حيث كانت حريصة على الاطلاع على جديد الفن رغم الاعتزال.

وأوضحت أنها كانت أيضاً من أشد المعجبين بموهبة الفنانة الراحلة معالي زايد، وكانت حزينة لقلة أعمالها على الشاشة، وقالت "تحدثت معي كثيراً عن موهبة المخرج الراحل يوسف شاهين وأنه (فنان ماحصلش) ولا مثيل له، كما تنبأت بنجومية خالد النبوي منذ أول دور شاهدته فيه، وأكدت لي أنه سيكون له شأن عظيم".

 

 

أعجبها "أم كلثوم" وأداء صابرين

وتابعت الفنانة التشكيلية التي أقامت العديد من المعارض الناجحة وتألقت في رسم "بورتريهات" مميزة لعمتها "كانت تتحدث التركية وتقرأ بالإنجليزية وتتابع كل جديد، وشاهدت مسلسلات وأفلاماً عربية كثيرة بينها (السندريلا) و(أسمهان) و(أم كلثوم)، ولم تُعجب إلا بالأخير، واتصلت بمخرجته إنعام محمد علي وهنأتها على مستوى المسلسل، كما كانت معجبة بأداء صابرين للشخصية، لكنها وجدت أن العملين الآخرين كانا بعيدين عن المستوى المطلوب وعن الحقيقية أيضاً".

 

 

لماذا لم تتزوج فريد الأطرش؟!

وعلى ذكر أسمهان كان ينبغي هنا العودة إلى قصة الحب التي جمعت شقيقها الموسيقار الراحل فريد الأطرش والراحلة شادية، حيث أكدت ناهد الرواية، مشيرة إلى أن العلاقة انتهت قبل فترة قصيرة من الزواج بسبب حدوث وقيعة بينهما، لافتة إلى أنه أحب عمتها كثيراً بسبب حنانها البالغ معه، ولكن الأمور لم تكلل بالزواج لأسباب لها علاقة بترويج معلومات مغلوطة جعلت الحكاية تنتهي.

 

المرشحة الأولى لبطولة "الشهد والدموع"

وعلى ما يبدو أن انزعاج شادية من بعض المسلسلات التي تناولت سيرة زملاء مهنتها جعلها ترفض بشكل قاطع تقديم سيرتها على الشاشة الفضية مهما كانت المغريات، حيث تقول ابنة أخيها إن عمتها "تلقت عروضاً كثيرة في هذا الصدد ورفضتها تماماً، ونحن كعائلة بالتأكيد سنسعى إلى تنفيذ وصيتها تلك".

أيضا في السنوات القليلة التي تلت اعتزلها تلقت عروضا كثيرة للعودة فقد كان لدى بعض صناع الدراما الأمل في أن تعود للتمثيل، وبينهم الكاتب الراحل أسامة أنور عكاشة، الذي عرض عليها المشاركة في مسلسل "الشهد والدموع"، فقد كان مقرراً أن تجسد شخصية "زينب" التي أدتها الفنانة عفاف شعيب فيما بعد، ولكن شادية لم توافق.

 

 

الفنانات المحجبات... وجلسات "الترهيب الديني"

وما لا يعرفه كثيرون أن الراحلة كانت تتكفل سراً بمصروفات العديد من الأسر وكذا الكثير من طلاب العلم المهاجرين إلى مصر، والذين لم يكونوا يعرفوا من الأساس أنها هي التي تنفق عليهم، فيما العائلة تترفع عن كشف تفاصيل تلك الأعمال الخيرية، لكن ناهد تؤكد أن عمتها كانت تسعد كثيراً بمراعاة أفراد العائلة وأطفالها فيما يتعلق بكافة تفاصيل حياتهم.

وأشارت إلى أنها تعتبر الأصغر سناً في سلسة من الأقارب ممن كانوا يتواصلون يومياً مع شادية باعتبارها والدتهم، وبينهم "ليلى وخالد وإيهاب ومينات"، وكل منهم كان يدللها بلقب مختلف بخلاف "ماما".

 

 

وتذكر أيضاً أن النجمة الراحلة أصيبت باكتئاب شديد بعد وفاة شقيقها طاهر (والد ناهد) وكان ذلك أحد الأسباب التي عجلت باعتزالها، بخلاف أسباب أخرى كثيرة. كما كانت تكره جلسات "الترهيب الديني"، حيث جمعتها مناسبة بالصدفة مع مجموعة من الفنانات المعتزلات المحجبات في فترة الثمانينيات، وكان شغلهن الشاغل الحديث عن الترهيب والعذاب، فانفعلت عليهن وذكرتهن أن الدين محبة وود وتركتهن ورفضت طريقتهن بالمرة.

وتؤكد الفنانة التشكيلية أن شادية كانت معجونة بحب مصر، وهو ما بدا جلياً إبان ثورة 25 يناير (كانون الثاني) 2011، حيث كانت تبكي خوفاً على المتظاهرين وانهارت حزناً على الشباب الذين لقوا حتفهم، وتواصل "كانت تطالع الصحف ونشرات الأخبار يومياً، وحين علمت بوفاة الفنانة فاتن حمامة حزنت كثيراً ودخلت في نوبة اكتئاب في مطلع عام 2015، حتى لحقت بها بعد أقل من ثلاث سنوات".

 

 

110 أفلام رصيد "معبودة الجماهير"

يذكر أن شادية تعتبر واحدة من أشهر النجمات في تاريخ السينما المصرية ولقبها النقاد بـ"الدلوعة"، وتجاوز رصيدها على الشاشة البيضاء أكثر من 110 أفلام، أبرزها "ساعة لقلبك"، و"شباب امرأة" و"الزوجة 13"، و"حماتي قنبلة ذرية"، و"بنات حواء"، و"الستات مايعرفوش يكدبوا"، و"مراتي مدير عام"، و"معبودة الجماهير" والأخير عرض للمرة الأولى عام 1967، وأصبح عنوانه أحد ألقاب الفنانة الراحلة.

المزيد من فنون