Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

تزايد الشعبوية يفاقم رهاب المثلية في أنحاء أوروبا

خطاب الكراهية المعادي للمثليين ومزدوجي الميل الجنسي ومغايري الهوية الجنسانية، يرفع وتيرة العنف بحدة

من تظاهرات عالمية تدعو للتنوع والتعددية وتندد بالتمييز والعنصرية في أشكالها كلها (روفمي.نت)

أفاد تقريرٌ صادرٌ عن إحدى المجموعات المؤيدة لحقوق المثليين والمثليات أن جرائم الكراهية المرتكبة بحق هؤلاء آخذة في الارتفاع في أنحاء أوروبا، مع تأجيج السياسات الاجتماعية المحافظة نيران الانقسامات.

ولحظ تقرير صادر عن "الفرع الأوروبي للمؤسّسة الدولية للمثليين والمثليات ومزدوجي التوجه الجنسي والمتحولين جنسياً وثنائيي الجنس" (ILGA-Europe)، ارتفاع وتيرة خطاب الكراهية في كلام قادة دينيين وسياسيين في 17 دولة أوروبية.

ويضاف إلى ذلك، تنامي الاستعداد لدى بعض السياسيين الشعبويين في أوروبا الشرقية حيث تنتشر تقليدياً معارضة حقوق المثلية، لانتقاد المثليات والمثليين ومزدوجي الميل الجنسي ومغايري الهوية الجنسانية.

"لا تنفرد دول أوروبا الشرقية باحتضان معارضة منظمة ضد مجتمع الـ"مايم" [تسمية للمجموعات الجنسية غير التقليدية]. إذ تواصل المجموعات المُعارضة لحصول المثليات والمثليين ومزدوجي الميل الجنسي ومغايري الهوية الجنسانية على المساواة الظهور في أماكن جديدة كل يوم"، على حد تعبير إيفلين بارادايس، المديرة التنفيذية لـ"الفرع الأوروبي للمؤسّسة الدولية للمثليين والمثليات ومزدوجي التوجّه الجنسي والمتحولين جنسياً وثنائيي الجنس".

وأردفت بارادايس، "تميل هذه المجموعات لأن تكون أكثر نشاطاً في البؤر التي تُعشعش فيها مشاعر القلق وانعدام الأمان أو تنشط فيها الأحزاب الشعبوية أو يتسم خطابها السياسي العام بذائقة سامة حتى لو يتوجه مباشرة ضد حقوق المثلية الجنسية".

وللتدليل على ذلك، استشهد "الفرع الأوروبي للمؤسّسة الدولية للمثليين والمثليات ومزدوجي التوجه الجنسي والمتحولين جنسياً وثنائيي الجنس" بحالات من أنحاء القارة العجوز تجرأت فيها بعض الشخصيات السياسية على إدانة الحركات المناصرة لمجتمع المثليات والمثليين ومزدوجي الميل الجنسي ومغايري الهوية الجنسانية.

ففي فنلندا مثلاً، هاجم وزير الداخلية السابق "مسيرة فخر" للمثليين، واعتبرها نوعاً من الإقرار بما "لا يُرضي الله"، واصفاً العلاقات المثلية بـ"الآثمة والمُعيبة".

وفي اسبانيا، اكتسب حزب "فوكس" اليميني المتشدّد مكانةً بارزة في السنوات الأخيرة على أثر مهاجمة أحد مشرعيه في مدريد "مسيرة الفخر" التي جابت شوارع العاصمة عام 2019. وبحسب روكيو موناستريو، فإنّ الاحتفالات "تُشوه كرامة الناس" و"تُعبق وسط المدينة برائحة غير صحية لا يُمكن احتمالها".

أما في هنغاريا، فقد وصلت الأمور إلى حد مساواة رئيس البرلمان فخر المثليين بالاعتداء الجنسي على الأطفال، وكذلك انسحبت الحكومة من "مسابقة الأغنية الأوروبية" بحجة أنها "شاذة جداً" بالنسبة إلى الحزب الحاكم المحافظ.

تزامناً، شنت الحكومة القومية في بولندا حملةً ضد ما وصفته بـ"أيديولوجية المثليات والمثليين ومزدوجي الميل الجنسي ومغايري الهوية الجنسانية" خلال انتخابات العام الفائت. وكذلك ألقى نائب رئيس الوزراء الإيطالي ماتيو سالفيني كلمة مدويّة في أحد المؤتمرات العالمية لمناصرة "الأسر الطبيعية" ومناهضة إعطاء حقوق التبني لمجتمع الـ"مايم" في مارس (آذار) 2019.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

 وفي المقابل، لم يكتف تقرير "الفرع الأوروبي للمؤسّسة الدولية للمثليين والمثليات ومزدوجي التوجه الجنسي والمتحولين جنسياً وثنائيي الجنس" بالاستناد إلى بيانات جرائم الكراهية في أوروبا، بل لاحظ أيضاً وجود ما يُعتبر "توجهاً كثيفاً" نحو الخطاب المحرض على كراهية مجتمع المثليات والمثليين ومزدوجي الميل الجنسي ومغايري الهوية الجنسانية.

ويرجع ذلك بحسب تقريرٍ صدر في 2018 عن "وكالة الاتحاد الأوروبي للحقوق الأساسية" إلى عجز عدد من الدول الأعضاء عن جمع البيانات الخاصة بجرائم الكراهية بطريقةٍ مناسبة. وقد أوصى التقرير أيضاً بإخضاع جميع قوات الشرطة إلى تدريبات تتيح لعناصرها الكشف عما إذا كان التحيّز يشكّل العامل المحفّز على ارتكاب جريمة ما.

وفي نهاية الأمر، ثمة رابط واضح وصريح بين تزايد وتيرة خطاب الكراهية وارتفاع حالات العنف، وفق ما جاء في بحثٍ أعدّته هيلغا إيغيبو، العالِمَة النرويجية في "معهد نوردلاند للأبحاث".

إذ ذكرت إيغيبو أنه "ثمة رابط فعلاً بين المواقف السلبية العامة وخطابات الكراهية وجرائم العنف ضد الأقليات. ومثلاً، بعد هجمات 11 سبتمبر (أيلول) سُجّل ارتفاعٌ في معدل الجرائم العنيفة المرتبكة ضد النساء المسلمات بدافع الكراهية"، ذكرت إيغيبو.

واستطراداً، وفق رأي السيدة بارادايس، لا ينفي ذلك كله المنافع التي عادت على حركة المثليات والمثليين ومزدوجي الميل الجنسي ومغايري الهوية الجنسانية بسبب تزايد الرُهاب ضد المثلية. نذكر [من بين تلك المنافع] الاعتراف القانوني المتزايد بالزواج بين أفراد الجنس الواحد وحقوق الأبوية للأزواج المثليين والتحركات الرافضة للعلاجات التحويلية [لتي ترمي إلى إزالة مظاهر الهوية الجنسية غير التقليدية من الجسد، وكذلك تشويه الأعضاء الحميمة].

© The Independent

المزيد من تحلیل