Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

لم يعد للديمقراطيين سوى الحملة الانتخابية الناجحة لإزاحة ترمب

عندما يصل سباق الترشيح إلى نهايته، يتعين على الحزب الحرص على الاستفادة من كل هذه الحملات الانتخابية لمرشحيه

المرشحة الديمقراطية إلى السباق الرئاسي، السناتورة إليزابيث وارين، في تجمع انتخابي (رويترز)

يبدو أن الديموقراطي البارز في مجلس الشيوخ تشاك شومر نجح في انتزاع تنازل أخير من المحاكمة الخاصة بالعزل، وهو إجراء التصويت النهائي المتوقع أن يمنح البراءة للرئيس دونالد ترمب يوم الأربعاء.

هذا يعني أن الرئيس لن يستطيع استخدام خطاب حالة الاتحاد ليلة الثلاثاء للتعبير بشماتة عن حقيقة أن إجراءات المحاكمة استغرقت وقتاً أقل بكثير مما أراده الديمقراطيون وانتهت دون إزاحته. وتبقى المشكلة الوحيدة مع هذا الموعد هو أن التصويت قد يلقي بظلاله على الانتخابات التمهيدية للحزب الديمقراطي في ولاية أيوا يوم الاثنين، وهي الخطوة الأولى على طريق الحزب لاختيار مرشحه للرئاسة.

لكن الحقيقة هي أن على الديمقراطيين التركيز على نتيجة انتخابات أيوا، وأنا لا أقصد بالضرورة من سيفوز بها. عندما يتعلق الأمر بعزل ترمب، فإن الطريقة الوحيدة الواضحة لتحقيق ذلك الآن هي من خلال صندوق الاقتراع. وهذا سيتطلب أداءً مُبهرا في لعبة الحملة الانتخابية على الأرض، حيث شبكة المتطوعين والناشطين الذين سوف يطرقون الأبواب ويحاولون تغيير العقول ويساعدون أيضاً في إخراج الناخبين يوم التصويت.

هذا لا يعني أن الكونغريس لم يعد بإمكانه مساعدة الناخبين في اتخاذ قرارهم. إن استدعاء مستشار الأمن القومي السابق جون بولتون للإدلاء بشهادته أمام مجلس النواب حول الوضع في أوكرانيا وما ناقشه مع ترمب، لايزال بوسعه أن يساعد في تغيير مؤشر الرأي العام، حتى لو كان ذلك خارج النطاق الأوسع لعملية المساءلة. لكن الأشهر القليلة الماضية أظهرت لنا أنه، وإن أثّرت عملية المساءلة على استطلاعات الرأي فإن الطريقة الحقيقية لتغيير وجهات نظر المستقلين تتمثل في العمل على الأرض.

يعرف ترمب وفريقه ما يحتاجون إليه في نوفمبر (تشرين الثاني)، وهو بالضبط ما حصلوا عليه في عام 2016. يعمل الرئيس على تأجيج حماس مؤيديه سواء عبر تويتر أو التلفزيون أو في التجمعات، لأنهم إذا توجهوا إلى صناديق الاقتراع بالأعداد نفسها التي خرجوا بها قبل أربع سنوات، ستكون له فرصة جيدة للاحتفاظ بمقعده في البيت الأبيض. ولا يحتاج ترمب إلى بذل مزيد من الجهد لتحقيق ذلك، فسعادة قواعده الانتخابية ستكفي لجعله يشعر بالسعادة في نوفمبر.

إن الديمقراطيين هم الذين يحتاجون إلى بذل مزيد من الجهد، عن طريق جذب المستقلين إلى صفوفهم وتأكيد قدرتهم هم أيضاً على إخراج الناس بأكبر أعداد ممكنة للتصويت في الانتخابات. وبالنظر إلى حجم ميدان السباق لاختيار المرشح الديمقراطي للرئاسة، فإن جميع اللاعبين الرئيسيين، جو بايدن وبيرني ساندرز وإليزابيث وارين وبيت بوتجيج، قد بذلوا جهوداً كبيرة لبناء غرف عمليات جيدة في الولايات التي يتمتعون فيها بالقوة، أو يحتاجون فيها إلى نتيجة جيدة. وعلى سبيل المثال، يُقال إن فريق بوتجيج درّب حوالي 5500 من قيادات الدوائر الانتخابية في ولاية أيوا، في حين أنشأ ساندرز هو الآخر شبكة يُحسد عليها.

عندما يصل سباق الترشيح إلى نهايته، يتعين على الحزب الحرص على الاستفادة من هذه الحملات الميدانية الفردية للمرشحين على نحو صحيح، خاصةً إذا كانت عملية الترشيح شديدة المنافسة ومطولة. لقد أوضح بعض المرشحين، السابقين والحاليين، أنهم يتطلعون إلى وضع شبكاتهم في خدمة المرشح النهائي. لذلك لا ينبغي تضييع هذه الفرصة بسبب أي خلاف هامشي، إذ سيحتاج أي مرشح إلى تكاتف جميع أجنحة الحزب، ولا ينبغي لأحد أن ينسى الهدف الأكبر المتمثل في هزيمة دونالد ترمب.

يتمتع ترمب بكل المزايا التي يحظى بها من يشغل منصب الرئيس، إذ يعرف من يخاطب وما يدفعهم للخروج للتصويت، كما يتمتع بصورة إعلامية وحضور على موقع تويتر يضمنا له استقطاب اهتمام الجمهور بشكل دائم. وإذا كان الديمقراطيون يريدون الفوز، فعليهم أن يتذكروا بأن نِسبة تأييد الرئيس في الاستطلاعات ظلت أقل من 45 في المئة خلال معظم فترة رئاسته. هذا يعني أن هناك ناخبين مستقلين يمكن كسب تأييدهم.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

حاول الديمقراطيون تقديم حجتهم الكبيرة ضد الرئيس ترمب من خلال إجراءات العزل، التي اختزلها مجلس الشيوخ على نحو سيكون مؤلماً. لكن إذا وُضعت حالياً اللبنات الأساسية للعبة حملة انتخابية جيدة على الأرض، عبر المرشحين للرئاسة ومجموعات الناشطين، وأُبقي عليها حتى نوفمبر، سيتمتع الديمقراطيون بفرصة جيدة لانتزاع البيت الأبيض هم أيضاً.

© The Independent

اقرأ المزيد

المزيد من آراء