Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

كيف يجبر الصغار الواعون بيئيا مدارسهم على أن تكون أكثر رفقا بالبيئة

"الأطفال في سن الخامسة يمكن أن يكونوا مقنعين بشكل لا يُصدق لأنهم متحمسون للغاية"

تلميذة في مدرسة مدرسة پايپرز كورنر (مدرسة پايپرز كورنر)

سبّب اليافعون في المملكة المتّحدة دخول جميع أنحاء البلاد في جدل بعد خروج المدارس في احتجاجاتٍ وإضرابات للمطالبة باتّخاذ إجراءاتٍ في شأن أزمة المناخ. لكنهم في المقابل فرضوا نوعاً التغيير داخل صفوف التدريس. وفيما يستعدّ آلاف من هؤلاء الطلاب للنزول إلى الشوارع مرّةً أخرى هذا الشهر، فإن السياسيّين لن يكونوا وحدهم تحت المجهر، لأن التلاميذ يطالبون معلمّيهم وعائلاتهم بأن يقوموا بأكثر ممّا يفعلونه الآن في هذا المجال.

ويقدّم أطفال لا تتجاوز أعمارهم خمس سنوات أفكاراً لمدراسهم على شكل مشاريع، عن الطرق التي يمكن من خلالها أن تكون أكثر خضرة، في حين يقوم التلامذة من جهةٍ أخرى بمطالبة أهلهم بإطفاء محرّكات سيّاراتهم عندما يكونون خارج بوّابات المدرسة، ويدعون معلمّيهم إلى جعل الرحلات المدرسية أقرب إلى المنطقة التي يقطنون فيها.

وقد ارتفع عدد الطلاب الواعين إلى مخاطر تبدّل المناخ على البيئة في جميع أنحاء البلاد، وذلك نتيجةً للحركة التي قادتها ناشطة مراهقة تُدعى غريتا تونبرغ في الأشهر الأخيرة و"تأثير أتينبرا" (مقدّم سلسلة تلفزيونية تعرضها شبكة "بي بي سي" عن خطر التلوّث على المحيطات)، كما سمّاه المدراء.

فقد أصبحت القنينات وعيدان القش البلاستيكية، والمفرقعات الخفيفة التي تُستخدم أثناء الاحتفال بعيد الميلاد، أشياء من الماضي في بعض المدارس، بعد الحملات التي قادها هؤلاء من أجل حماية البيئة. ويطالب التلاميذ على نحو متزايد بتخفيض عدد الرحلات المدرسية البعيدة، وباستبدال أطباق اللحوم بأطعمة أخرى لتقليل انبعاثات الكربون.

ووظّفت مدرسة پايپرز كورنر وهي مدرسة خاصّة للبنات في باكينغهامشير، "مسؤولاً مقيماً مختصّاً بحماية البيئة"، في خطوةٍ يُعتقد أنها الأولى من نوعها، لنشر الوعي بين الطلاب وزيادة الاهتمام لديهم بهذا الجانب. ويعمل فيل ويليامز مع المعلّمين في تلك المدرسة على تضمين دروسهم في مواد المنهاج التعليمي، بقضايا تتعلّق بالمناخ، بما في ذلك مادّتي الرياضيّات وعلم النفس، ويقوم أيضاً بحضّ التلاميذ على النظر إلى المدرسة على أنها بيئة عمل. 

وفي هذا الإطار، خطّطت مجموعة من الفتيات الصغيرات اللواتي تتفاوت أعمارهن ما بين 5 و6 أعوام لوضع مزراب على سطح كوخ في الجهة الخلفية من ملعب المدرسة، من أجل جمع مياه الأمطار بقصد مساعدة البيئة. وقد طلبت منهن المديرة العامّة تقديم الفكرة إلى كبار المشرفين على المدرسة.

وأوضحت هيلين نيس غيفورد مديرة مدرسة پايپرز كورنر قائلة: "لدينا مجموعات بيئية وفرق من الطالبات لا تتجاوز أعمارهن خمس سنوات، يرون أن المسألة هي حيوية للغاية. وهن ناشطات جدّاً في هذا الإطار".

وفي ما يتعلق بعرض تركيب مزراب المياه، قالت غيفورد إنه "لم يكن من أولويات فريق الصيانة الخاصّ بالمدرسة، لذلك قلتُ لهن: "أيتها الفتيات، عليكن تحضير المشروع من أجل تقديمه إلى المدير المالي لدينا، وعليكن إقناعه بأهميته. إن الأطفال في سنّ الخامسة يكونون مقنعين بشكل لا يُصدّق لأنهم متحمسّون للغاية."

في العام الماضي، دعت الطالبات اليافعات أيضاً إلى إلغاء عادة استخدام المفرقعات الخفيفة الخاصّة بعيد الميلاد، لأنهن لا يردن رؤية النفايات البلاستيكية في موقع المدرسة. وقرّرت الإدارة فعلاً التخلص من قناني البلاستيك وعيدان القش البلاستيكية.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وفي الوقت نفسه، قادت طالبات "مدرسة شيفيلد الثانوية"، حملةً ضدّ تلويث الهواء. فقمن بنشر ملصقاتٍ تحذّر الأهالي من التسكّع بسياراتهم خارج المدرسة، وعملن على عرضها في أماكن واضحة للعيان على الطرقات القريبة من موقع المدرسة. وقالت نينا غانسون، قائدة الطالبات في مدرسة البنات إن "الملصقات هي عاطفية للغاية وتستخدم تقريباً اللهجة نفسها التي كانت غريتا تونبرغ قد استخدمتها. ”أطفئوا محرّكات سيّارتكم ولا تلوّثوا الهواء“".

وأوضحت مديرة المدرسة إن المزيد من الفتيات يشاركن "عدم رضاهن" عن السياسات المتّبعة من خلال اللجان البيئية ويطالبن أسرهن "بأن تكون أكثر إدراكاً واعتباراً للعالم الذي تعيش فيه".

وقد ساعدت برامج تلفزيونية مثل وثائقي الكوكب الأزرق Blue Planet II الذي يقدّمه السير ديفيد أتينبرا، على زيادة الوعي بين التلامذة بالضرر البيئي الناجم عن التلوّث البلاستيكي. وقامت صغيرات لا تتجاوز أعمارهن سبعة أعوام في مدرسة شيفيلد الثانوية في الآونة الأخيرة بتقديم مشروع يقضي بإزالة الموادّ البلاستيكية ذات الاستخدام الواحد من مقصف المدرسة.

وتطرح الطالبات اليافعات بشكل متزايد أسئلةً عن خطط المدرسة للرحلات والأسفار الطويلة. وتقول غانسون: "اكتسب جدول أعمالنا البيئي مزيداً من الزخم في الأعوام الأخيرة. إنه أمرّ مهمّ للغاية بالنسبة إلى فتياتنا، إنهن يدفعن في هذا الاتّجاه أكثر بكثير ممّا كنّ يفعلن في الماضي".

وتضيف غانسون بأن الطالبات يعملن الآن على تأنيب زميلاتهن إذا ما أحضرن قنينات الماء من النوع البلاستيكي. وتقول إنه كان لغريتا تونبرغ بالتأكيد تأثير على ما يحصل اليوم، لكن ديفيد أتينبرا كان له أيضاً التأثير الأكبر."

ويقرّ جيف بارتون الأمين العام لـ"رابطة قادة المدارس والكليات" بأن "من المؤكد أن هناك إقبالاً متزايداً بين فئات الشباب على اتّخاذ مزيدٍ من الإجراءات في شأن القضايا البيئية، وأن المدارس تستجيب لهذا المنحى من خلال تسهيل إنشاء اللجان البيئية، بحيث يكون التلامذة هم الذين يقودون هذا التغيير."

ويشير إلى أن ذلك "قد يشمل مجموعةً واسعة من الأنشطة، بما فيها حملات التوفير في استخدام الطاقة في نطاق موقع المدرسة، من خلال إطفاء الأنوار وقوابس التوصيل، وعبر تشجيع الأهل على عدم ترك محرّكات سياراتهم قيد العمل في فترات الانتظار خارج بوّابات المدرسة، ووجوب تخصيص يوم خالٍ من تناول اللحوم كّل أسبوع."

© The Independent

اقرأ المزيد

المزيد من الأخبار