Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

"كورونا"في 2020...خسائر حادة قد تنتظر الإقتصاد العالمي

إقبال على شراء الذهب وسط توقعات بانتعاشة قوية على الطلب خلال العام الحالي

انتشار كورونا يهدد اقتصاد العالم خلال 2020 (أ.ف.ب)

على الرغم من تراجع الطلب العالمي على الذهب خلال العام الماضي، فإن المعطيات الحالية تشير إلى أن عام 2020 سيكون عاماً للأصول والملاذات الآمنة، مع هروب المستثمرين من أسواق الأسهم والسندات والاستثمارات مرتفعة المخاطر، خاصة مع استمرار المخاوف المتعلقة بانتشار فيروس "كورونا"، الذي من المتوقع أن يكبد الاقتصاد العالمي خسائر حادة وعنيفة.

وارتفعت أسعار الذهب الذي يترأس قائمة الأصول والملاذات الآمنة، وسجل المعدن الأصفر أكبر مكاسب شهرية في خمسة أشهر مع تزايد شهية المستثمرين للمعدن النفيس بفعل مخاوف بشأن النمو الاقتصادي وسط انتشار فيروس كورونا

وكانت  منظمة الصحة العالمية قد أعلنت في وقت سابق  أن تفشي فيروس كورونا أصبح حالة طوارئ عالمية، لكنها أكدت اليوم الثلاثاء بان كورونا لا يمثل خطرا على العالم ، لكنها عارضت فرض قيود على السفر أو التجارة مع الصين وأبدت ثقتها في قدرة بكين على احتوائه.

 

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

 

أسواق الأصول الآمنة هي الرابح الوحيد من الأزمات

في حديثه لـ"اندبندنت عربية"، توقّع رئيس مركز العاصمة للدراسات الاقتصادية خالد الشافعي، انتهاء أزمة تضرر الأسواق العالمية جراء انتشار فيروس كورونا بحلول نهاية شهر فبراير (شباط) الحالي، مشيرا إلى أن هذا الأمر مرتبط بمدى قدرة الصين للتعامل مع هذا الفيروس القاتل. وقال إن استمرار تضرر الأسواق خلال الأيام الماضية جاء نتيجة مخاوف من انتشار أوسع للفيروس، لكن ما يحدث في الوقت الحالي لن يستمر طويلا ولن يتجاوز الربع الأول من العام الحالي.

وأوضح، أن الأسواق والبورصات العالمية شهدت تراجعاً ملحوظاً خلال الفترة الماضية، نتيجة إلغاء بعض التعاقدات الاستيرادية من الصين، وهو ما يؤثر بشكل كبير ومباشر على حركة التجارة العالمية، خاصة أن حصة الصين من التجارة العالمية كبيرة، كما أن تعليق رحلات الطيران والسفر كان سبباً في حالة الاضطراب التي شهدتها غالبية الأسواق.

وبشأن الإقبال على الملاذات الآمنة، أكد الشافعي، أن المستثمر يلجأ إلى الأصول الآمنة وعلى رأسها الذهب، فهو الحصان الرابح في الفترة المقبلة، فنسبة الارتفاع التي سجلها المعدن الأصفر تجاوزت 4% منذ بداية العام الحالي، وانتشار الفيروس يزيد من الطلب على الذهب ويرفع من إقبال وطلب المستثمرين على أسواق الأصول والملاذات الآمنة وعلى رأسها الذهب.

وذكر أن الذهب شهد زيادة كبيرة في حجم الطلب العالمي مسجلا أفضل أداء شهري في أكثر من 180 يوما، وبهذه الزيادة سجل المعدن النفيس ارتفاع بلغ قرابة 4% منذ مطلع يناير (كانون الثاني) من العام الحالي.

وبالنظر إلى وضع البورصات وأسواق المال العالمية، نجد أن التراجعات طالت الأسهم الآسيوية، وعددا من البورصات الخليجية والعربية بسبب مخاوف انتشار الفيروس الذي بدأ من الصين، مؤكداً أن القلق الذي أصاب المستثمرين له تداعيات، وهنا لا يمكن توقع ما تسفر عنه الوقائع والأحداث القائمة، خاصة أن الصين أعلنت انتقال المرض إلى بكين العاصمة.

وأضاف الشافعي، "أعتقد أن الاقتصاد العالمي سيكون في تحدٍ كبير، وكذلك حركة التنقل والسياحة والسفر، إضافة إلى حركة التجارة خاصة أن الصين لها نصيب الأسد من حركة التجارة العالمية، لكن هذا الوضع لن يستمر طويلا على هذا الحال".

توقعات باستمرار تباطؤ النمو في الصين وأميركا

في سياق متصل، قال بنك الاستثمار "غولدمان ساكس"، في تقرير حديث، إن تفشي فيروس كورونا من المرجح أن يقتطع 0.4 نقطة مئوية من النمو الاقتصادي في الصين في 2020، ومن المحتمل أن يكون له أيضا تأثير سلبي بدرجة أقل على نمو الاقتصاد الأميركي.

ويقدر البنك أن نمو الاقتصاد الأميركي سيتراجع بنحو 0.4 نقطة مئوية في الربع الأول من العام الحالي، لكنه قال إن النمو من المرجح أن يتعافى في الربع الثاني وهو ما سيؤدي إلى تراجع صافٍ صغير للنمو في أميركا في عام 2020 بكامله. وعدّل مصرف "غولدمان ساكس" توقعاته بالخفض لنمو الناتج المحلي الإجمالي في الصين هذا العام إلى مستوى 5.5% مقابل نحو 5.9% في توقعات سابقة.

في سوق النفط، قال محللون ومتعاملون إن تفشي فيروس كورونا في الصين قد يخفض الطلب على النفط بأكثر من 250 ألف برميل يوميا في الربع الأول من العام الحالي، ويتسبب في انخفاض أسعار النفط المحاصر بالفعل بفائض من الإمدادات.

وسيتلقى الطلب على وقود الطائرات في الصين أغلب الضرر، الذي يعادل طاقة مصفاة نفطية كبيرة، إذ إن الصين أكبر مستورد للنفط في العالم، كما أنها واحدة من أسرع أسواق الطيران نموا في العالم، بسبب قيود صارمة على السفر تحدّ من الرحلات المحلية، فيما تتجنب شركات طيران دولية البلاد.

وقالت شركة الاستشارات "جيه.إل.سي"، إن نشاط المصافي الصينية هوى بنسبة 15% خلال الأسبوع الماضي، وقالت وكالة صينية معنية بالتجارة الدولية في بيان حديث، إنها ستقدم اعتمادات لفرض حالة القوة القاهرة للشركات غير القادرة على الوفاء بعقود نتيجة الفيروس.

وقبعت هوامش ربح نشاط التكرير في آسيا من وقود الطائرات قرب أدنى مستوياتها في عامين ونصف العام، بينما تراجعت أسعار الطلب لأصناف من الخام من مصادر بعيدة مثل أنغولا، التي كانت يوما مرغوبة في السوق الصينية، لأدنى مستوياتها في حوالي عام.

وقدرت "إف.جي.إي" للطاقة التراجع في الطلب على النفط بما يصل إلى 840 ألف برميل يوميا في فبراير (شباط) الحالي، لكن السوق تبدو مقبلة على تأثير على الاقتصاد الأوسع نطاقا في حال فشل جهود احتواء المرض.

الطلب العالمي يتراجع خلال عام 2019

وفي تقرير حديث، قال مجلس الذهب العالمي، إن الطلب على المعدن الأصفر على مستوى العالم تراجع في العام الماضي إذ فاق ضعف المبيعات للمستهلكين الأفراد، الذين أحجموا عن الشراء جراء ارتفاع الأسعار، مشتريات ضخمة من جانب المستثمرين والبنوك المركزية.

وارتفعت الأسعار بنسبة 18% خلال العام الماضي لتبلغ أعلى مستوياتها منذ عام 2013 مع تباطؤ نمو الاقتصاد العالمي. ويُعتبر الذهب مخزنا آمنا للقيمة في أوقات الضبابية السياسية والاقتصادية ويصبح أكثر جاذبية حين تنخفض أسعار الفائدة مثلما حدث في العام الماضي. لكن ارتفاع أسعار المعدن النفيس، التي بلغت مستويات قياسية ببعض العملات، تثبط الاهتمام بالحلي الذهبية والسبائك والعملات.

وتوقع رئيس وحدة معلومات الأسواق لدى مجلس الذهب العالمي أليستير هويت، أن يستمر هذا الحراك خلال العام الحالي، مع إقبال البنوك المركزية والمستثمرين التي ينتابها القلق على شراء الذهب وإحجام المستهلكين الأفراد. وأضاف، "لا أتوقع تبدد أي من هذه العوامل قريبا".

وقال المجلس في أحدث تقرير فصلي لاتجاهات الطلب على الذهب، إن الطلب العالمي بلغ نحو 4355.7 طن خلال العام الماضي بانخفاض بلغت نسبته 1% مقارنة مع 4401 طن خلال عام 2018.

وانتهى عام 2019 على أداء ضعيف، إذ قال المجلس إن الطلب خلال الفترة بين أكتوبر (تشرين الأول) وديسمبر (كانون الأول) الماضيين، بلغ نحو 1045.2 طن بانخفاض نسبته 19% مقارنة مع نفس الفترة من عام 2018.

على الجانب الآخر من السوق، قال مجلس الذهب إن المعروض العالمي من المعدن النفيس ارتفع بنسبة 2% إلى مستوى 4776.1 طن خلال العام الماضي بفضل زيادة بنسبة 11% في عمليات إعادة التدوير.

اقرأ المزيد

المزيد من اقتصاد