Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

بشر ما قبل التاريخ جلبوا الموز إلى جزر المحيط الهادئ

تشبه بقايا الفاكهة العالقة في الجير ذلك البعوض المحفوظ في الكهرمان في فيلم "جوراسيك بارك"

الموز من الأنواع المستأنسة التي جلبها البشر إلى جزر المحيط الهادئ منذ أكثر من 3 آلاف عام (غيتي)

يكشف بحث حديث أنّ البشر عندما استعمروا آخر منطقة غير مأهولة بالسكان على كوكب الأرض منذ 3000 عام مضت، جلبوا معهم نبات الموز وزرعوه في تلك الأرض.

تقع جمهوريّة فانواتو، وهي دولة جزيرة نائية في المحيط الهادئ، ما يزيد على ألف ميل (حوالي 1609.34 كيلومتراً) شرق شمالي أستراليا، وكان أوّل من سكنها أشخاص يتحدّرون من جنوب شرقيّ آسيا، أبحروا إليها على متن قوارب عبرت مياه المحيط الهادئ.

ولكن كيف تغذّى المسافرون الذين خاضوا رحلات ما قبل التاريخ كي يتمكّنوا من الصمود على الأراضي التي اكتشفوها؟ لم يسبق أن وجد الباحثون جواباً على السؤال هذا، غير أنّ بحثاً داخل خبيئة لهياكل عظميّة قديمة ألقى للمرة الأولى الضوء على الأنماط الغذائيّة لهؤلاء.

وعُثر على العظام التي تعود إلى 3 آلاف عام مضت في الفترة 2004 -2005، في مقبرة "تيوما" في جزيرة إيفات، إحدى جزر فانواتو.

وكانت الدكتورة مونيكا ترومب، وهي باحثة ضمن "مجموعة البحوث الأثريّة في جنوب المحيط الهادئ" في جامعة "أوتاغو" في نيوزيلندا، تدرس عظام الفكوك من بين مجموعة العظام المُكتشفة عندما عثرت فيها على بقايا من الموز.

مستعينة بمجاهر للبحث عن جزيئات صغيرة جداً عالقة في بلاك الأسنان، والمعروف أيضاً بالجير، الذي كُشط من أسنان الهياكل العظميّة، وجدت الدكتورة ترومب بقايا دقيقة من الموز وغيره من نباتات.

وتحدّد الاكتشافات أيّ نوع من النباتات كان بشر ما قبل التاريخ يأكلون ويستخدمون في صنع مواد على غرار النسيج والحبال في تلك المنطقة عندما استعمروها للمرة الأولى.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

صحيح أنّ الباحثين اعتقدوا في أوقات سابقة أنّ هؤلاء البشر نقلوا حيوانات مستأنسة ومحاصيل معهم على متن قوارب إلى الأراضي الجديدة، بيد أنّ بقايا الموز تشكِّل الدليل القوي الأول الذي يعزز هذه النظريّة.

وقالت الدكتورة ترومب، إنّ "إحدى المزايا الكبيرة التي تحملها دراسة البلاك المتكلِّس أو جير الأسنان، أنّه يكشف أموراً كثيرة عن الأبعاد المجهولة من حياة الناس. في الواقع، يتكلّس البلاك بوتيرة سريعة ويمكنه تالياً أن يحتجز أيّ شيء يوضع داخل الفم، يشبه ذلك إلى حد كبير البعوض المحفوظ داخل الكهرمان القديم في فيلم "جوراسيك بارك" (الحديقة الجوراسية) الشهير لستيفن سبيلبرغ، غير أنّها بقايا متناهية الصغر لدرجة أنّ رؤيتها تبقى مستعصية إلا باستخدام المجهر."

شرعت الدكتورة ترومب في هذه الدراسة كجزء من موضوع رسالتها للدكتوراه في قسم علم التشريح، وتعاون فيها كذلك الأمر "مركز فانواتو الثقافي" و"معهد فانواتو الوطنيّ" والمجتمع المحليّ لقرية "إراتاب"، أصحاب الأرض الأصليِّون في موقع "تيوما" الأثريّ.

أمضت الدكتورة ترومب مئات الساعات أمام المجهر وهي تحاول العثور على جسيمات مجهريّة مستخرجة من 32 من أفراد "تيوما" وتحديد طبيعتها. يُعتبر تأكيد وجود الموز (الفصيلة الموزيّة) في الجير دليلاً مباشراً على أنّ أقدم شعوب حضارة "لابيتا" القديمة في عصور ما قبل التاريخ جلبوه إلى فانواتو.

كذلك حدّد البحث أنواع النخيل (الفصيلة النخليّة) وجزيئات دقيقة لشجرة وشجيرة غير تشخيصية، ما يشير إلى أنّ هذه النباتات كانت مهمة أيضاً في حياة هذه الفئة القديمة من السكان، ربما لاستخدامها كأطعمة أو في تغليف المواد الغذائيّة أو صناعة النسيج أو الحبال أو لأغراض طبيّة، على قول الدكتورة ترومب. وهي أضافت، "يمكن العثور على مجموعة أشياء واسعة، وغالباً ما تكون غير متوقعة، في جير متكلِّس، تجعل عملي مثيراً للاهتمام ومحبطاً جداً في الآن نفسه".

 (نُشر البحث في مجلة "نيتشر")

© The Independent

اقرأ المزيد

المزيد من علوم